«الوطن» تنشر مشروع البيان الختامى لقمة التعاون الإسلامى بالقاهرة
لأسباب أمنية وسياسية، رأت السلطات المصرية أن تبتعد بالوفود المشاركة فى الاجتماعات التحضيرية لقمة التعاون الإسلامى الـ12، عن زحام القاهرة القديمة وغضبها، إلى سكون القاهرة الجديدة، حيث انطلقت، أمس، بأحد فنادق التجمع الخامس، اجتماعات وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامى التحضيرية.
وكشفت مصادر دبلوماسية عربية لـ«الوطن»، عن خلافات شهدتها اجتماعات المسئولين، التى استمرت حتى الساعات الأولى من فجر أمس، فى مناقشة البيان الختامى للقمة، لا سيما عند طرح البند الخاص بالغارة الإسرائيلية، الأسبوع الماضى، على سوريا، حيث تقدمت إيران بمشروع قرار لإدانة الغارة الإسرائيلية، سعت تركيا لإجهاضه، بمحاولة تضمين فقرة تُحمل الحكومة السورية مسئوليتها عن الرد على الغارة، الأمر الذى استنفر عدداً من الوفود العربية، فى مقدمتها الجزائر، وتدخلت مصر لإقناع تركيا بأن هذه الإضافة من الصعب تمريرها فى البيان الختامى. ولم تكن هذه هى المواجهة التركية - الإيرانية الوحيدة فى أروقة الاجتماعات، إذ كشفت المصادر عن حرب باردة بدأتها وفود البلدين لاقتناص الرئاسة المقبلة للقمة. وحصلت «الوطن» على نص وثيقة البيان الختامى لقمة القاهرة الإسلامية، المقرر أن يعتمده القادة والرؤساء فى اجتماعهم غداً.
وبحسب نص مشروع البيان، الذى سمى «بيان القاهرة»، تجنب البيان التطرق للأوضاع فى مصر، أو الحديث عن التحول الديمقراطى الذى تشهده، فيما تناول دولاً أخرى تدخل فى زمرة «الربيع العربى»، منها اليمن وليبيا. واقتصر ذكر البيان لمصر فى عبارات المجاملات الدبلوماسية، بخصوص كرم الضيافة.
وحمَّلت الدول المشاركة الحكومةَ السورية ونظام الأسد مسئولية العنف الذى تشهده سوريا. وأضافت مصر فقرة تنص على «مطالبة المعارضة السورية بأن تسرع فى تشكيل حكومة انتقالية، ممثلة لكافة طوائف الشعب السورى، تكون مستعدة لتحمل المسئولية، حتى إتمام عملية التغيير السياسى المنشود».
وفيما يخص فلسطين، شدد البيان على أن الممثل الشرعى الوحيد للشعب الفلسطينى هو منظمة التحرير، ودعوة كافة الدول أعضاء المنظمة لتشكيل شبكة ضمان مالية لمساعدة فلسطين، والدعوة لعقد مؤتمر مانحين، لتمويل خطة استراتيجية لتنمية «القدس»، وكذلك دعوة جميع الفصائل الفلسطينية لإنجاح المصالحة.
وفيما يخص لبنان، حرص البيان على إدانة الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، وضرورة انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وكفر الشوبا والجزء اللبنانى بقرية الغجر، إلى جانب إدانة الممارسات الإسرائيلية الأخرى، المتمثلة فى شبكات الجواسيس المزروعة فى لبنان.
وبشأن الأحداث فى «مالى»، تبنى أعضاء المنظمة الموقف الدولى، بالتأكيد على وحدة وسيادة مالى، وإدانة الأعمال التى ترتكبها مختلف الجماعات والحركات «الإرهابية»، وأضافت مصر فقرة فى هذا السياق، دعت لتحقيق التهدئة فى مالى، والعودة لمسار التفاوض، وصولاً للاتفاق حول خارطة طريق وطنية لاستعادة الشرعية الدستورية، بإجراء انتخابات تشريعية جديدة، وتبنى منهج يعالج جذور الأزمة سياسياً وتنموياً وفكرياً وأمنياً.
وأكد البيان، بالنسبة لظاهرة «الإسلاموفوبيا»، قلقه إزاء التهديد الذى تواجهه ثقافة التعايش السلمى والتسامح بين المجتمعات والأديان، من قِبل المتشددين، وإزاء الخطاب المتزايد الداعى لكراهية الأجانب، المدعوم من سياسيين وأحزاب سياسية متشددة، تسعى لمكاسب سياسية محدودة، وتستغل الظروف الاجتماعية والاقتصادية لتغذية الكراهية ضد الإسلام والمسلمين.
وحول أوضاع المسلمين فى ميانمار، أدان البيان الأعمال الوحشية المتواصلة التى ترتكب فى حق مجتمع «الروهينيجا» المسلمين. وندد بشكل خاص بمشاركة قوات الأمن وميليشيات بوذية فى أعمال القتل والتهجير القسرى للسكان وإحراق بيوتهم ودور عبادتهم.
كما أعرب البيان عن قلقه تجاه عمليات الاغتيال الممنهجة للعلماء والباحثين الإيرانيين.
وفى النواحى الإجرائية، أُسدل الستار على اختيار الأمين العام القادم للمنظمة، حيث تم النص فى المادة 156، على تعيين مرشح المملكة العربية السعودية السفير إياد أمين مدنى، أميناً عاماً للمنظمة، لمدة 5 سنوات، اعتباراً من أول يناير 2014.
صورة ضوئية من البيان الختامى للقمة