سجل مدنى الفشن.. الأهالى ينهون «أوراق الحياة» على «قضبان الموت»
إهمال «السكة الحديد» عرض مستمر فى خط الصعيد «صورة أرشيفية»
ينتظر المئات من أهالى مركز الفشن ببنى سويف يومياً «الموت» على قضبان السكة الحديد، وهم متجمعون أمام مبنى السجل المدنى، لإنهاء أوراقهم، التى يتعلق معظمها بـ«وجودهم على قيد الحياة».
شباك السجل يطل على القضبان.. والمئات يجلسون عليه فى انتظار إنهاء أوراقهم.. وسيدة: «بنتحرك لما القطر ييجى ولو سريع هيدهس المئات»
من السابعة صباحاً، وحتى الثالثة عصراً، يقف مئات المواطنين على قضبان السكة الحديد، فى انتظار إنهاء إجراءاتهم وأوراقهم فى السجل المدنى، بعدما اتخذ السجل مقراً له، عبارة عن عمارة سكنية مواجهة للسكة الحديد، ولا يفصل بينها وبينه سوى أمتار قليلة، دون وجود سور.
ويقول أحمد حامد محمد، عضو «اتحاد شباب الفشن»، إن أهالى الفشن يواجهون خطورة حقيقية، بعدما اتخذ السجل المدنى هذه العمارة مقراً له، وما زاد الأمر خطورة، هو قرار المسئولين فى السجل بإغلاق الباب الآخر، الواقع فى الشارع الثانى، ولا تفتح أمام الجمهور إلا الباب المطل على القضبان فقط، ما يضطر الأهالى للجلوس على القضبان، انتظاراً لإنهاء مصالحهم. ويضيف «حامد»: «الكارثة أن هناك أطفالاً ينتظرون على القضبان دون مبالاة لحركة القطارات، وغيرهم من الكبار أيضاً، والبعض ينتظر حتى اقتراب القطار لأمتار قليلة، ويغادر القضبان مسرعاً، ثم يعاود الجلوس مرة أخرى».
«نقعد فين.. مفيش حد فى دماغه يريحنا»، هكذا قالت فتحية حسين، إحدى أهالى الفشن، التى حضرت لاستخراج شهادة ميلاد، عن عدم وجود استراحة للأهالى، واضطرارهم للجلوس على القضبان، موضحة أنها جلست على السكة الحديد ساعتين، تحركت خلالها مرتين فقط عند قدوم القطار.
وأضافت: «لو حد يفكر فى راحتنا ماكانش ده حالنا، حضرت لاستخراج شهادة ميلاد، وانتظرت دورى، ولم أجد مكاناً أجلس فيه، وكل الناس هنا يجلسون على القضبان، فجلست مثلهم، وربنا يسترها على الناس، لو جاء القطار مسرعاً فسيدهس العشرات والمئات منهم، لأن الأهم بالنسبة لنا ألا نبعد عن الشباك».
إصرار المواطنين على إنهاء أوراقهم، يجبرهم على الانتظار فى مكان قريب من شباك السجل، لسماع صوت الموظف، وهو ينادى على الأسماء، وأقرب مكان هو قضبان السكة الحديد، هكذا قال أحد الموظفين بالسجل المدنى، فضل عدم نشر اسمه.
وأضاف: «لو فتحنا الجانب الآخر، وهو باب السجل، سنجد كل المواطنين يدخلون علينا المكاتب، ولن نستطيع تأدية عملنا، يبقى الحل إن الشباك يكون من ناحية السكة الحديد، ونحن نجتهد لإنهاء المطلوب بسرعة حتى لا يتعرض الناس للخطر، وعلى الوحدة المحلية بمركز الفشن، إنشاء سور فاصل بين قضبان السكة الحديد، والعمائر السكنية لحماية المواطنين».
من جانبه، قال النائب على أبودولة، عضو مجلس النواب عن دائرة مركز الفشن، إننا أمام مشكلة خطيرة، ونحاول التواصل مع محافظ بنى سويف والوحدة المحلية لمركز ومدينة الفشن، لبناء سور فاصل بين الكتلة السكنية، وشريط السكة الحديد.
وأضاف «أبودولة» أن المشكلة التى تواجهنا هى عدم وجود أى أراضى أملاك دولة، لإنشاء سجل مدنى عليها، لكننا نحاول بالتعاون مع وزارة الداخلية، توفير مكان بديل للسجل المدنى بالمركز، ليخدم الأهالى دون تعريضهم للخطر.