نقيب المرشدين: سلبيات السائح المصرى تم استغلالها لـ«ضرب السياحة»
حسن النحلة
قال حسن النحلة، النقيب العام للمرشدين السياحيين، إن السياحة الداخلية لن تكون بديلاً للسياحة الأجنبية، نظراً لانخفاض أعداد المشاركين فيها من ناحية، وعدم إضافة عملة صعبة إلى الاقتصاد المصرى من ناحية أخرى، لأن السائح فى النهاية ينفق أمواله داخل مصر، بخلاف توقف عدد كبير من الفنادق المصنفة عالمياً عن العمل، حيث لن يكون بمقدورها الاشتراك فى تلك البرامج، لأن حجم الهالك الذى سيسببه الزائر المصرى يتخطى حجم الأموال المدفوعة.
وأضاف «النحلة» فى حوار مع «الوطن» أن السلبيات الناتجة عن رحلات المصريين لشرم الشيخ، تتحمل جزءاً منها الجهات الرسمية فى الدولة، الذين أرسلوا وفوداً سياحية دون تزويدهم بمعلومات ومرافقين يعينونهم على التعامل مع تلك الأماكن التى يزورونها لأول مرة فى حياتهم.
وطالب الجهات الرسمية بالاستمرار فى دعم السياحة الداخلية حتى بعد عودة السياحة الدولية، لكى لا تتكرر نفس أخطاء الحقبة الحالية، التى اتسمت بظهور العديد من السلبيات التى قد تضر السياحة المصرية أكثر مما تنفعها.
«النحلة»: ثقافة المصريين فى التعامل مع الفنادق والـ«أوبن بوفيه» ضعيفة
■ بداية هل ترى أن السياحة الداخلية قد تكون البديل الأمثل لغياب السياحة الدولية؟
- السياحة الداخلية لم ولن تكون البديل المناسب للسياحة الأوروبية والأجنبية بشكل عام، لأسباب عديدة أهمها أن السائح المصرى الذى يتحرك من محافظته لقضاء إجازته فى شرم الشيخ أو الغردقة أو غيرهما، ينفق أمواله داخل مصر، بما يعنى أن الاقتصاد المصرى لم يُضف إليه مبالغ جديدة، وهو ما يعنى أن الوضع سيظل كما هو «محلك سر»، إضافة إلى أن حجم إنفاق السائح المصرى لا يقارن بما ينفقه الأجنبى، الذى يحتاج عدداً كبيراً من العمالة المصرية بجواره لكى يستمتع بإجازته، ابتداء من شركات الطيران والفنادق والعاملين بها ومحلات الصرافة والمترجمين والمرشدين السياحيين.
■ كيف ترى تعامل الزائرين المصريين فى المدن السياحية؟
- السائح المصرى تفاجأ بالاهتمام البالغ به من قبل وزارة السياحة وبعض الهيئات الرسمية فى الدولة، من خلال عدد من المبادرات الرسمية التى نادت بعودة السياحة الداخلية كبديل للخارجية والدولية، وللأسف تمت تلك المبادرات دون تنسيق بين الهيئات التى تعمل على الأرض، واكتفت وزارة السياحة بتدعيمها مالياً، الأمر الذى نتج عنه ظهور سلبيات السائح المصرى ومن ثم استغلالها لضرب السياحة أكثر من تدعيمها، نتيجة غياب الوعى وقصر حجم المعلومات لدى السائحين، لذلك فتلك السلبيات لا يتحملها السائح بمفرده لأنه «مظلوم»، وفوجئ بأشياء لم يرها من قبل، ولم يتعامل معها، ولكن تتحملها الجهات المعنية بالسياحة التى وضعت برامج على الورق فقط، ولم تبذل جهوداً لتحقيقها بشكل آمن على أرض الواقع، واكتفت فقط بتدعيم تلك الرحلات مادياً.
■ البعض يرى أن السائح المصرى قد يمثل عبئاً جديداً فى طريق عودة السياحة.. ما تعليقك؟
- لا بد من الاعتراف بأن ثقافة السائح المصرى ضعيفة جداً وتكاد تكون منعدمة، وأن زيارته لمدينة شرم الشيخ خلال الشهور الماضية، قد تكون أول مرة له فى حياته يدخل إلى فندق، عشان كده بيتعامل بعفوية، يعنى بيتعامل مع الـ«أوبن بوفيه» على أنه يرص كميات كبيرة من الأكل على الترابيزة قبل ما الأكل يخلص، ومش فاهم إن هذا النظام معناه إن الأكل يفضل موجود واللى بيخلص يتجدد لحد ما آخر نزيل فى الفندق ياكل، كما أن هناك العديد من السلبيات الأخرى المرتبطة بطريقة تعايش المصرى داخل الفندق والتعامل مع العاملين وباقى زواره، لذا كان يتعين على الهيئات الرسمية توفير مرافقين لتلك الرحلات يكونون على خبرة كبيرة بالعمل السياحى ليرشدوا الزائرين المصريين عن طرق الأكل والتسكين والغرف.
الفنادق الكبرى رفضت الاشتراك فى مبادرات الحكومة لأن خسائر إقامة «المصرى» تفوق الفلوس التى يدفعها.. والسياحة الداخلية لن تكون بديلاً لـ«الأجنبية»
■ لماذا أغلقت بعض الفنادق الكبرى أبوابها فى وجه تلك الرحلات الداخلية؟
- الفنادق الكبرى لن تتمكن من المشاركة فى مبادرات السياحة الداخلية، لأن حجم الهالك فى تلك الفنادق لن تعوضه المبالغ الضئيلة المدفوعة فى تلك الحملات، مثل «شرم فى قلوبنا»، خاصة أن المبالغ المالية التى تتحملها وزارة السياحة فى تلك الحملات يتم دفعها بالآجل، إضافة إلى أن سلاسل الفنادق العالمية لا تستطيع تقليص خدماتها حتى تتواكب مع المبالغ الجديدة المحددة فى تلك الحملات، لأنه فى حالة إقدامها على تلك الخطوة، سينخفض تصنيفها عالمياً، وهذا الأمر يهددها من قبل الشركة المالكة بإغلاق الفندق نهائياً، لذلك فمن الأفضل لها الإبقاء على مستويات خدماتها العالمية، حتى إن تسبب ذلك فى عزوف الزائرين عنها، أما الفنادق الصغيرة فأعتقد أنه ليس لديها أزمة فى تخفيض أسعار الخدمات المقدمة إلى عملائها، والانتظار بعض الوقت لحين استلام مقابلها المادى من وزارة السياحة، بعدما استغنت عن عدد كبير من العاملين لديها، وإغلاق جزء كبير من مصادر الإنفاق لديها، فمثل تلك الرحلات قد تمثل مصدر دخل جديداً لها يحقق لها أرباحاً غير قليلة.
■ إلى متى سيستمر الوضع الحالى للسياحة؟ وكيف يتم إنقاذها؟
- أعتقد أن هناك مجهودات كبيرة تبذلها وزارة السياحة وبعض أجهزة الدولة، من أجل إعادة السياحة إلى ما كانت عليه قبل ثورة 25 يناير، عن طريق فتح أسواق جديدة فى عدد من الدول التى لم تكن تستهدفها البرامج المصرية من قبل، والمساهمة مع عدد من رجال الأعمال فى إنشاء شركات طيران عالمية لنقل السائح من بلده إلى مصر مباشرة، بدلاً من رحلة «كعب داير» التى يقوم بها من أجل الوصول لمصر، والتى قد تتسبب فى تغيير وجهته إلى أى دولة أخرى، وخلال الأسابيع الأولى من شهر مارس المقبل، ستبدأ عودة الرحلات الأوروبية والدولية إلى مدن «شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان»، بشكل كثيف، ونأمل أن يكون ذلك بداية خير فى عودة السياحة بشكل كامل.
■ هل تعنى عودة السياحة العالمية توقف الرحلات الداخلية؟
- فى حالة عودة السياحة الدولية مرة أخرى إلى مصر، لا بد من الإبقاء على حصة ثابتة للرحلات الداخلية واستمرار تدعيمها من قبل أجهزة الدولة، مادياً ومعنوياً، مع ضرورة التركيز على رفع ثقافة الزوار وأسرهم، وألا تتكرر نفس الأخطاء السابقة، التى كانت تقوم بها شركات السياحة والفنادق قبل ثورة 25 يناير، والمتمثلة فى رفع أسعار الإقامة والتنزه على المصريين، ورفض استقبالهم فى بعض الأحيان لتوفير أماكن للأجانب، والتعامل معهم على أنهم سائحون درجة ثالثة، واقتصار الاهتمام من قبل الجهات والأفراد على الأجنبى فقط، «لما السياحة تقع نرجع ونقولهم الحقونا، وبعد ما يلحقونا نتريق عليهم ونشيّر صورهم على الصفحات العالمية، وبدل ما نحل الأزمة، نفضح نفسنا ونبقى حديث مواقع التواصل الاجتماعى العالمية»، لأن ذلك هو السبب الرئيسى فى ظهور تلك السلبيات التى تعانى منها المدن السياحية الآن.