بالفيديو والصور| سفير السعادة.. "غزل البنات" في مصر بأشكال وألوان جذابة
سامح عبدالسلام أثناء صنعه "غزل البنات"
"غزل البنات"، أيقونة البهجة التي تغمر الشفاه بابتسامة من القلب، فبمجرد حمله في اليد ينقلك إلى عالم من السعادة، ولا يقتصر تناوله على سن معين، فيقاسم الكبار الصغار أكله.. يتميز بشكله الدائري ولونه الأبيض أو "الفوشيه"، ومؤخرا تطور وأصبح بأشكال وألوان وأحجام متعددة، تجذب كل من يراها.
وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لـ"غزل البنات" بأشكال مختلفة على هيئة ورد أو قلب وغيرهما، وألوان متعددة مثل الأزرق والأخضر والأصفر والأحمر، يصنعها أشخاص خارج مصر، خاصة في الصين وتركيا، وعلق مصريون عليها: "هو فيه كده.. طبعا الكلام ده مش عندنا"، ليقرر 4 أشقاء بعد بذل مجهود كبير توفيره هذا المنتج في مصر.
وقرر الأشقاء، ثلاثة منهم لديهم شركة تسويق سياحي خاصة بالرحلات الداخلية، والأخير يعمل صحفيا في إحدى الجرائد المعروفة، فتح شركة صغيرة لإنتاج "غزل البنات" بطريقة غير تقليدية، بعد رؤية أحدهم صورة في "كتيب سياحة" لهذه الحلوى على شكل وردة بعدة ألوان، وبمشاهدة فيديوهات لمتخصصين في صناعة "غزل البنات" بأشكال وألوان مختلفة، نجحوا في إنتاجه بمصر.
14 شهرا، المدة التي استغرقها الأشقاء لتصنيع الماكينة الخاصة بالحلوى، "مختلفة خالص عن الموجودة في أي مكان.. إحنا ماكنش معانا أي تفاصيل عن المكنة عشان نعمل عليها، ماكنش معانا غير مكنة الغزل الموجودة في أي مكان، واشتريناها وبدأنا نبني عليها اللي إحنا عايزينه"، هكذا بدأت تجربة سامح عبدالسلام وأشقائه لإيصال المنتج الجديد لعشاقه في مصر.
تعرف الأشقاء، خلال عام وشهرين، على كل ما يتعلق بالمنتج الجديد حتى أدق التفاصيل مثل كيفية تسييح السكر وعمل الغزل، "كنا عايزين نفهم ليه المكنة المعروفة دي ماتعملش المنتج الجديد، وماكنش فيه حد يدينا معلومات أو فكرة وإحنا ننفذها.. مع التجربة كل حاجة عرفناها، وأجرنا شقة في عمارة بوسط البلد، تبقى زي ورشة نجرب فيها".
مراحل عديدة وصعوبات كثيرة مر بها الأشقاء، سواء كان في تجاربهم اليومية أو احتياجهم للمال لتكملة التجارب، خاصة مع عدم وجود عمل آخر لهم في تلك الفترة، بعد توقف شركة السياحة بسبب الظروف السيئة التي تمر بها البلاد، ما دفعهم للاقتراض من بعض الأشخاص لاستكمال المشروع، وبعد تجارب كثيرة نجحوا في تنفيذ أول ماكينة لإنتاج "غزل البنات" بشكله الجديد، وبدأوا العمل بأحد "المولات" الشهيرة في ديسمبر 2013.
"أخدنا وقت عشان نفتح شركتنا الخاصة، عشان الإجراءات اللي لازم نتبعها، زي استخراج شهادة صحية وسجل تجاري وتصديق أمني وغيره من الشروط، وكمان خدنا وقت عشان نوضح للناس إيه طبيعة المنتج ده، بس بمجرد وجوده في أكثر من مكان بعد نجاح أول ماكينة، كان الإقبال عليه كبير جدا، وكمان الناس كانت بتيجي تتصور معاه"، هكذا قال عبدالسلام.
ويحكي الرجل الأربعيني، خريج كلية "فنون جميلة"، أنهم يقدمون لمحبي "غزل البنات" منتجا فنيا، قائلا "الناس بتشتري فن تتصوري بيه الأول وبعدين تفكر تاكله، وقعدنا نتدرب على طريقة الأشكال فترة كبيرة، وإيه اللي ممكن يتعمل تاني.. أنا بطبيعتي بحب الرسم فقعدنا نجرب، مرة وردة من خمس أضلع، ومرة من 8 أو 3 أضلاع، وغير كده من الأشكال الجذابة، وده خلى الزباين تنبهر وتتهافت على شرائه".
اختار الأشقاء بيع منتجهم في أكثر من مكان سواء في مصر الجديدة أو شارع المعز أو جامعة حلوان، ومؤخرا "القلعة"، "القلعة مكان سياحي، يعني العميل متغير واللي بيجي النهاردة مش بيجي تاني، وهي من الأماكن اللي الإقبال على منتجنا فيه كبير"، حسب عبدالسلام.
"غزل البنات" بشكله الجديد شد انتباه مدير تصوير معروف، فاتفق معهم على ظهورهم في مشهد من مسلسل بطولة الفنانة نيلي كريم، يعرض في رمضان المقبل، وبالفعل أرسل مدير التصوير عضوا بفريقه للتصوير معهم.
عبدالسلام أعرب عن سعادته بما حققه منتجهم في مصر حتى الآن، متمنيا أن تصبح شركتهم من الشركات الكبرى بالبلاد، "فلوسنا كلها خلصت على تصنيع أول مكنة للغزل، وكل ده ولسه محصدناش تعبنا في المشروع، ولسه بنرجع الفلوس اللي استلفنها، عشان كده نفسي منتجنا يكبر وشركتنا تبقى رقم واحد في مصر".