عضو بـ«النواب»: الحوار الليبى - الليبى بعيداً عن «الأمم المتحدة» سبيلنا الوحيد
بعيرة
قال عضو «مجلس النواب الليبى» الدكتور أبوبكر بعيرة إن «الفشل الحادث فى مسألة تكوين حكومة وفاق وطنى ليبية، نتيجة تدخلات الأمم المتحدة التى أربكت المشهد السياسى فى ليبيا، وليبيا سبيلها الآن بالدخول فى حوار ليبى - ليبى». وأضاف عضو لجنة الحوار الوطنى السابق، فى حواره لـ«الوطن»، أن «بعثة الأمم المتحدة أخطأت حين شكلت مجلساً رئاسياً يفتقد معايير الكفاءة، واعتمد على المناطقية»، وأشار إلى أن إجراء حوار ليبى - ليبى ليس بالأمر السهل، لكن قال إنه «السبيل الوحيد أمامنا، وهو ما دفعتنا إليه بعثة الأمم المتحدة».
■ كيف تقرأ الوضع الذى وصلت إليه مسألة تشكيل حكومة الوفاق الوطنى الليبى؟
- بعثة «الأمم المتحدة» تدخلت فى ليبيا بشكل غير صحيح، وأخطأت والمجلس الرئاسى ابتعدت عنه معايير الكفاءة، وبالتالى فإن السبيل أمام ليبيا الآن أن يبحث مجلس النواب الليبى عن طرق أخرى، إما بتشكيل مجلس رئاسى جديد أو الدخول فى حوار ليبى - ليبى يجمع بين المجلس و«المؤتمر الوطنى» المنتهية ولايته.
■ إذن أنت ترى أن الأولوية لإجراء حوار ليبى - ليبى؟
- البداية كانت لهذا الحوار الليبى - الليبى، حين اجتمع رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح مع رئيس «المؤتمر الوطنى» نورى بوسهمين فى أواخر نوفمبر الماضى. صحيح أن هناك مشكلات كثيرة وصعوبات مرتبطة بالخلاف بين الطرفين حول الموقف من الجيش الليبى، وخلافات مناطقية مثلاً بين «مصراتة» وغيرها من المناطق، وخلافات حول بعض الشخصيات، لكن الوضع الذى أوصلتنا إليه بعثة «الأمم المتحدة»، سواء من خلال مبعوثها السابق برناردينو ليون أو الحالى مارتن كوبلر، لا يجعل أمامنا سوى ذلك الخيار.
■ هل تعتقد أن الصعوبات التى ستكون أمام إجراء حوار ليبى - ليبى يمكن حلها؟
- إجراء حوار ليبى - ليبى ليس بالأمر السهل، ولكن لننظر إلى ما أوصلتنا إليه بعثة «الأمم المتحدة»، مجلس رئاسى لحكومة غابت عنها معايير الكفاءة، واختير له أشخاص كذلك بعضهم ليسوا أعضاء فى مجلس النواب الليبى، وهو البرلمان الشرعى، لا معايير للكفاءة تم اتباعها فى عملية الاختيار.
■ الخلافات داخل المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق أبرزت صراع مناطق كبيراً داخل ليبيا، هل ينعكس هذا الصراع على مستقبل ليبيا؟
- هذا الصراع مبنى فى تركيبة ليبيا، فعندما استقلت ليبيا استقلت على أساس أنها ثلاثة أقاليم، هى «طرابلس وبرقة وفزان» ولا يزال هذا التقسيم موجوداً، ولا بد من مراعاة ذلك، وكل ما نستطيع فعله، وما يجب مراعاته فى المستقبل، أن يكون هناك مزج بين هذه الأمور، مزج بين معايير الكفاءة والتوزيع المناطقى فى ليبيا.
■ هل تعتقد أن تعثر الأوضاع السياسية فى ليبيا منذ إسقاط نظام «القذافى»، يساعد على عودة نجله «سيف» وسط تأكيدات على تزايد شعبيته فى غرب ليبيا؟
- نعم، هناك الآن بعض الناس يطالبون بعودة نجل «القذافى» وإعادة نظام القذافى، لكن أعتقد أن النظام السابق له تاريخ سيئ مع الليبيين ولا أعتقد أن هناك إمكانية لعودة نظام القذافى مرة أخرى.
■ لكن هناك حديثاً عن اتصالات لـ«سيف» مع شخصيات سياسية ليبية ومسئولين بدول أخرى؟
- لا شك أن تكون لديه اتصالات، لكن لا أعتقد أنه توجد فرصة لعودة نظام «القذافى» مرة أخرى إلى ليبيا.
■ هل ترى أن ليبيا ستأخذ وقتاً طويلاً للعودة مرة أخرى وأن تكون دولة ذات مؤسسات؟
- بالتأكيد ذلك سيأخذ وقتاً، ولا بد من توافر النوايا الصادقة إذا أردنا إخراج ليبيا مما هى فيه، وعلينا أن نضع فى اعتبارنا أن ليبيا ليست بها صراعات طائفية أو إثنية مثل دول عربية أخرى مثل سوريا والعراق، ولكن وللأسف تدخل «الأمم المتحدة» فى ليبيا أربك المشهد، وأصبح الوضع فى ليبيا على ما نحن عليه الآن.
■ ماذا عن إنجاز دستور لدولة ليبيا؟
- هناك لجنة تعمل لصياغة دستور ليبى، وعملت من خلال المجلس الوطنى، ووضعت مواد لدستور أكثر من 185 مادة. والمشكلة فى لجنة صياغة الدستور الليبى هى نفس مشكلة المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى وهى أن اختيار الأشخاص لم يتم وفق معايير الكفاءة وإنما تم وفق المناطقية والولاءات الشخصية الأخرى، وبالتالى نحن بحاجة إلى لجنة متخصصة تستطيع إنجاز دستور ليبيا فى أقرب وقت ممكن وفى أشهر قليلة.