عمرو موسى في نعيه لبطرس غالي: كان مترفعا عن الصغائر وشامخا في شخصيته
عمرو موسى
قال الدكتور عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، "كم هو صعب عليّ لكنه واجب كواحد من كتلميذ وزميل وصديق للراحل، أن أقف لأنعى الدكتور بطرس بطرس غالي هذه الشخصية المتفردة التي أثرت في العمل الدبلوماسي، وترك بوزارة الخارجية أشياء لا تمحى، فازداد العمل الدبلوماسي به قيمة وكفاءة".
وأضاف موسى، في كلمته عقب صلاة جنازة الدكتور بطرس غالي بالكنيسة البطرسية، "كان بطرس على رأس المفوضين في عملية السلام، فكان مفاوضا لبقًا وكان دومًا محافظًا على المصارحة المصرية، وكان في أمسياته يجتمع بالوفد المصري ليحدد معه الحدود الدنيا والقصوى فيما نفعله، كانت الوفود المصرية في عهده مرتاحة ومنضبطة ومنتجة، أشهد بأنه كان مدافعا عن القضية الفلسطينية وشعبها، حريصا على قيام دولة فلسطينية، وكان ذلك موقفا استراتيجيا موفقا موثقا مسجلا".
وتابع، "كان بطرس غالي شديد الاهتمام، سديد الرأي فيما يتعلق بإفريقيا وعلاقة مصر بها، وفي الواقع كانت إفريقيا هي التي اقترحت في البداية أن يكون أمينا على مصالح الأمم المتحدة، وقد تعلمت منه ومعي جيل من الدبلوماسيين المصريين وغيرهم، حتى أنني فور أن أصبحت وزيرا للخارجية، تجولت في ربوع إفريقيا على رأس أولويات السياسة والدبلوماسية المصرية، وكان غالي هو الرائد والمعلم والمثل الذي يحتذى به".
"كما كان واعيا بالعلاقة المتوسطية مع أوروبا، ولا ننسى أن السيسي في خطابه أشار في باب المصالح المباشر لمصر، إلى أن مصر دولة عربية إفريقية متوسطية، وقبل ذلك وبعده كان بطرس غالي أستاذًا بالتنظيم الدولي حتى أصبح على رأس أكبر منظماته، ولو قدر له أن يستكملها لفترة ثانية كان سيعاود عنصر التوازن والاستقلال الذي يفتقده هذا المنصب".
أما عن الجوانب الشخصية، قال موسى، "كان لا يسمح أن تنقل إليه نميمة، كان كبيرا مترفعا عن الصغائر وشامخا في شخصيته، كان لبقا، مرحا، ودودا، بشوشا، سهلا، مرنا، بقدر ما كان جادا حادا صلبا، كل في حينه ووقته، وكله للمصلحة العامة مصلحة مصر، ولحسن إدارة المؤسسة".
واختتم قائلا: "لقد خسرنا وخسرت مصر علما من أعلام الأمة، ورائدا من خيرة روداها، كان الوطنية عنده عملا وأداء وإنجازا وثقافة ومسؤولية، لقد فقدنا هامتين عاليتين في يومين متتاليين، بطرس غالي ومحمد حسنين هيكل رحمهم الله وعوض مصر".
وفي كلمته لزوجته ليا نادرلر، "سنظل حولك كأخوتك، لقد أحببنا كما سويا معا وسوف نظل نحبك".