حكاية شمس
صورة أرشيفية
من بعيد لمح الديك واقفاً فوق سور بيت
ريفى صغير ينظر للسماء ويقول.. لماذا
تأخرت الشمس؟.. صحت ثلاث مرات
هل لم تسمعنى؟!
أوشك القمر على الرحيل واستعدت الشمس بكل نشاط للشروق.. فأرسلت خيوطها الذهبية تفترش السماء.. وانتشرت بفرح توقظ كل الكائنات.. ذهب الشعاع الأول لحظيرة الحيوانات فسمع الحمار يتثاءب فى كسل قائلاً: ها هى أشعة الشمس الحارقة سبقتها ليت سحابة تحجبها فلا تشرق.. غضب الشعاع وانصرف عائداً للشمس ليخبرها برغبة الحمار ألا تشرق.
تجول الشعاع الثانى حتى وصل للصحراء فلمح حية تنظر للسماء قائلة بفرح: ها هى بشائر الشمس هلّت.. كم أحبها وأسعد بدفئها.. فرح الشعاع وانطلق عائداً للسماء ينقل لها فرحة الحية.
صرخة حادة أطلقتها البومة البيضاء أفزعت الشعاع الثالث بينما كان يقترب منها.. وقالت فى ضيق: لماذا اختفى القمر مبكراً؟ ليت الشمس لا تشرق وتأخذ إجازة.. عينى تؤلمنى من أشعتها القاسية..
انسحب الشعاع خائفاً وعاد للشمس ليحكى لها ما قالته البومة.. لم يتأثر الشعاع الرابع بما سمعه إخوته الثلاثة ومن بعيد لمح الديك واقفاً فوق سور بيت ريفى صغير ينظر للسماء ويقول.. لماذا تأخرت الشمس؟.. صحت ثلاث مرات هل لم تسمعنى؟! هل هى مريضة اليوم؟ لم تتغيب يوماً عن مهمتها النبيلة فى إيقاظ كل الكائنات.. من سيحصد زرع الأرض؟ من سيطعم حيوانات الحقل؟ إن لم تشرق الشمس لن يصحو الفلاح.. أشفق الشعاع على الديك الحائر الحزين وعاد للشمس يحفزها على الشروق..
وفى طريق عودته لمح عصفوراً صغيراً يقف على غصن شجرة ويبكى قائلاً: أين الشمس؟ لماذا تأخرت اليوم؟ كيف أبدأ يومى من دون إشراقتها الحنون؟ سقطت دموع العصفور فوق زهرة الياسمين ففارقتها أوراقها وطارت وارتفعت حتى لمست شعاع الشمس تتبعها الفراشات.. حينها قررت الشمس أن تشرق ولم تبال بكلام الحمار الكسلان أو البومة الغيورة..
أشرقت الشمس تفتحت الزهور، غردت الطيور واستيقظت كل الكائنات فى فرح وسرور.