«على».. صلى الجمعة فى المسجد والعصر «إماماً» بالناس وقتل عمته بـ23 طعنة: «ربنا أكرمنى بدبحها»
القاتل
يحتفظ «على» بابتسامته التى تغطى وجهه، أحياناً يغمض عينيه، مستمتعاً براحة غامضة، وأحياناً يفرط فى الضحك، ثم يتوقف ليردد «أستغفر الله» ثم يمرر السواك على أسنانه ويحمد الله، تحيط به نظرات الاستغراب: «أيوه الحمد لله.. إنى قتلتها، ربنا أكرمنى بدبحها وخلصت الدنيا من نجاستها».
«على مصطفى» 20 سنة، طالب بكلية الهندسة بجامعة طنطا، لا تحمل ملامحه شيئاً من الندم على جريمته التى راحت عمته «إكرام. ع» ضحيتها بـ23 طعنة، يتنفس بهدوء، يوزع ابتسامات محايدة يطلب شاياً، كوب ماء ليشرب، كان واقفاً فجلس، ليفرغ الكوب فى بطنه على مرات ثلاث، يمرر أصابعه فى لحيته: «سُنة.. شرب الميه على 3 مرات وانت قاعد سُنة».
من هنا بدأت «الوطن» حديثها مع المتهم بسؤال: «وماذا عن قتل عمتك؟» أجاب مباشرة بلا تفكير: «فرض.. ليه؟ دى يا جماعة ست كافرة تسىء للإسلام ولا تحترم تعاليمه، حد الكافر الموت، حاولت إنى أكون رحيم بيها بس بصراحة مقدرتش، صليت استخارة ودعيت وقلت يا رب، وفقنى للخير، حسيت براحة لفكرة قتلها.. قلت توكلت على الله».
يحكى المتهم ويقول إنه التزم دينياً منذ عام ونصف ومنذ ذلك الوقت اشتد كرهه لعمته «المجنى عليها» وذلك لقوة شخصيتها وسيطرتها على أفراد العائلة وما زاد من كرهه لها إطلاق لقب «الحاجة» عليها، وهذا اللقب يجب ألا يطلق عليها لأنها مشركة (على حد تعبيره)، إلى جانب قيامها بأداء فريضة الحج والعمرة 3 مرات ولم تلتزم بها وكان لا يجب أن تتوجه إلى البيت الحرام فهى كافرة بالله.
وتابع: «كان معايا نسخة من مفتاح شقتها بعلمها منذ عامين للمرور عليها بين الحين والآخر، لأطمئن عليها وأقضى حاجاتها، لأنها لم تنجب وتعدنى فى منزلة ابنها، وفى يوم الحادث قبل صلاة الجمعة قبل الماضية، قمت بربط جراب سلاح أبيض حول ساقى وغادرت منزلى لأداء صلاة الجمعة بمسجد نور الإسلام المجاور لمنزل القتيلة، وبعد أداء صلاة الجمعة بقيت بالمسجد حتى وقت أداء فريضة صلاة العصر وقمت بإمامة المصلين فى الصلاة، وبعد الانتهاء من الصلاة توجهت إلى شقة المجنى عليها من أجل التنفيذ».
وقال: فتحت باب الشقة بنسخة المفتاح التى كانت بحوزتى، عمتى كانت فى غرفة نومها جالسة على سريرها وعندما شاهدتنى ابتسمت وطلبت منى تجهيز الطعام من الثلاجة (خيار وطماطم وجبن وسكين)، أعددت الطعام وتركتها 5 دقائق، رفضت دعوتها لتناول الطعام لأنها «نجسة» تركتها حتى تفرغ من تناول طعامها، ثم توجهت إلى الحمام وعدت مرة أخرى، دخلت عليها الغرفة والتقطت سكيناً كان بجوار الطعام ووضعت يدى على فمها حتى لا تصدر عنها أصوات استغاثة، وسددت لها عدة طعنات متفرقة بجسدها حتى فارقت الحياة، وسقطت على الأرض وتملكتنى حالة غريبة، فلم أتوقف عن تسديد الطعنات لها حتى أصبت فى يدى اليمنى التى كنت أمسك بها السكين، حاولت إيقاف نزيف الدم من يدى، أسرعت إلى الحمام وغسلت يدى وبدلت ملابسى التى تلوثت بدمائها وارتديت جلباباً أبيض نظيفاً كان موجوداً بدولابها، ووضعت ملابسى الملوثة بالدماء داخل شنطة وخبأتها فى الدولاب، تركت السكين -الكلام للمتهم- بجوار المجنى عليها ونزلت من الشقة، وبعد دقائق قررت العودة، اعتقدت أنها ما زالت على قيد الحياة، أخذت «فازة» من الصالة وضربتها على رأسها عدة مرات حتى تهشمت، ثم توجهت إلى المطبخ وأحضرت سكيناً آخر وانهلت عليها مجدداً بالطعنات، أصبتها من جديد فى رقبتها وصدرها ثم غرزت السكين مباشرة فى القلب حتى تأكدت أنها فارقت الحياة ولن تعود، اتصلت بأحد أصدقائى وطلبت منه إحضار ملابس جديدة ونقود ومقابلتى أمام مستشفى المنشاوى العام بطنطا، دخلت إلى قسم الطوارئ بالمستشفى وعالجت جرح يدى وخرجت، أخبرت صديقى بأنى قتلت عمتى ومستعد لتحمل المسئولية كاملة، ثم توجهت إلى مدينة العاشر من رمضان ومنها إلى منطقة فيصل بالجيزة وعدت إلى طنطا وأقمت بفندق، وبعد ساعات وجدت الشرطة أمامى، لم أنكر شيئاً، حكيت لهم كل شىء.