معصوم مرزوق: اعتزلت العمل السياسي لعدم وجود فائدة من المشهد الحالي
معصوم مرزوق: اعتزلت العمل السياسي لعدم وجود فائدة من المشهد الحالي
السفير معصوم مرزوق
مرزوق: الممارسات القائمة تبيع الوهم للناس.. ووصف السياسيين بالمتآمرين والخونة أفقد المواطنين الثقة فيهم
قال السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق والقيادي بتحالف التيار الديمقراطي، إنه قرر التوقف عن العمل السياسي اعتراضا على الممارسات السياسية الحالية، التي وصفها بأنها تبيع الوهم وتُعد خطرًا على الشباب، مضيفا في حواره مع "الوطن"، إلى أن الأحزاب تواجه حربا من الإعلام والأجهزة الأمنية، ووصف السياسيين بالمتآمرين والخونة واعتبار أنهم ينفذون أجندات خارجية أفقد العمل السياسي قيمته، كما أفقد المواطنين الثقة في الرموز السياسية، وإلى نص الحوار:
* لماذا جمدت عضويتك بحزب "التيار الشعبي" (تحت التأسيس) وتحالف "التيار الديمقراطي"؟
- جمدت عضويتي لأنني قررت أن أتوقف عن العمل السياسي في الوقت الراهن، نظرا للظروف السياسية السيئة غير المبشرة بأي أمور إيجابية، فالأوضاع لم تعد مناسبة لأي عمل سياسي، ومن الصعب خداع المجتمع بأن هناك كيانات تعارض السياسات الخاطئة، بينما الحقيقة هناك انسداد في المناخ السياسي.
* كيف ترى المشهد السياسي الحالي؟
- المشهد السياسي جاف ولا فائدة مرجوة منه، والممارسات السياسية الموجودة الآن ما هي إلا بيع الوهم للناس، وهو ما يعتبر خطرا على حياة الشباب، في ظل وجود تضييق للحريات وحبس لشباب ثورة 25 يناير، وحملات التشويه الواسعة والمقصودة ضد حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق ومؤسس التيار الشعبي، والدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، وكل من شارك في يناير وساهم في جبهة الإنقاذ التي أسقطت نظام الإخوان، في موجة الثورة الثانية 30 يونيو.
* ما وجهة نظرك في البرلمان، ألا يمثل إضافة للحياة السياسية؟
- القوانين التي صدرت في غياب البرلمان، خلال عهدي الرئيس السابق عدلي منصور، والرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، مرت بعد انعقاد المجلس مثل مرور السحاب، ما يهدد بعدم دستوريتها، في ظل الطريقة التي تمت بها مناقشة هذه القوانين، فهي لم تكن مناقشة حقيقية كما نص عليها الدستور، أو كما هو وارد في الأعراف البرلمانية، وأي محامي من حقه أن يطعن الآن على تلك القوانين التي مررها البرلمان دون مراعاة للطريقة الدستورية الصحيحة.
* هل ستتراجع عن قرار اعتزالك العمل السياسي؟
- ليست هناك فائدة من العمل السياسي طالما بعض شبابنا الذين حلموا بوطن حديث ديمقراطي وحياة أفضل موقعهم السجون الآن، ولا يوجد ما يبشر بتعديل هذه الأوضاع، فما زال الاختفاء القسري مستمرا وقانون التظاهر الذي اعترض عليه المجلس القومي لحقوق الإنسان، وحملات الحبس والملاحقة موسعة لكل من عبر عن رأيه بحرية، وما زالت العدالة الاجتماعية التي خرجت الثورة لتحقيقها غائبة.
* ما ردك على من يتهم يناير بالمؤامرة؟
- ثورة 25 يناير كانت تجمعا حقيقيا ضد فساد استمر 3 عقود، حكم فيها الرئيس الأسبق حسني مبارك الوطن، لكنها لم تكتمل بعد لأننا نواجه حصارا تاما وارتباكا كاملا للموجة الثورية التي بدأت في 25 يناير، فهناك انتهاك مستمر في شكل قوانين صدرت في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ونحن نقف عاجزين أمام ذلك، بينما الشباب الذين قاموا بالثورة، رهن السجون بحجة التآمر على وطنهم.
* كيف يمكن مواجهة ذلك؟
- المرحلة المقبلة تحتاج إلى تنظيم صفوف لليسار، والعمل الجاد، وتبني مطالب الشعب حتى تستطيع تلك القوى مواجهة هذه السياسات التي يمكن أن تستمر كثيرا، إذا تقاعس اليسار.
* كيف ترى دور الأحزاب في الحياة السياسية؟
- لا توجد أحزاب في الأساس ولا مساحات لممارسة العمل السياسي وهناك محاصرة واسعة للأفكار وقتل ممنهج للطموح، فالأحزاب مقسمة ومشغولة بالخلافات الداخلية، وهناك أحزاب ليس لديها أي مصادر للتمويل وتعتمد على تمويل نفسها، فهي محاصرة في مقراتها، وإذا خرجت إلى الشارع يقتل أعضاؤها، كما حدث منذ عام مع شيماء الصباغ، ما يجعل الشباب والممارسين للعمل الحزبي والسياسي يشعرون باليأس، وعدم وجود أي فائدة لما يقومون به، فالأحزاب تواجه حربا من الإعلام والأجهزة الأمنية، ما يعد سببا رئيسيا في فقدان ثقة المواطنين بالأحزاب، لأنه لا شك في أن وصف السياسيين بالمتآمرين والخونة واعتبار أنهم ينفذون أجندات خارجية أفقد العمل السياسي قيمته، كما أفقد المواطنين الثقة في الرموز السياسية.
* كيف تري سعي حمدين صباحي لتشكيل كيان معارض يضم القوى المحسوبة على ثورة يناير؟
- صباحي ما زال يمارس دوره السياسي ولديه روح الحماس والوطنية وأتمنى له التوفيق، لكن أرى أن أوضاع المرحلة الراهنة لم تعد مناسبة لأي كيان سياسي يعبر عن طموحات الشعب.