«الخريطة السياسية» بلا ملامح.. والائتلافات منقسمة
«الخريطة السياسية» بلا ملامح.. والائتلافات منقسمة
جلسات المجلس شهدت حالة من الارتباك فى بداية عمله «صورة أرشيفية»
أكثر من 15 يوماً مرت على بداية دور الانعقاد الأول لمجلس النواب، فيما لا تزال الخريطة السياسية للبرلمان غير واضحة، فمع أن هناك ما يقرب من 19 حزباً ممثلة تحت القبة، إضافة للنواب المستقلين الذين يشكلون الأكثرية، بخلاف المُعينين، فإن سير المناقشات فى الجلسات البرلمانية الماضية كشف عن حالة من التخبط، سواء بين الهيئات البرلمانية أو داخل الائتلافات التى لم تستطع حتى الآن ترتيب نفسها من الداخل وتوحيد موقف أعضائها، ما أثّر بالسلب على طريقة إدارة الجلسات، وتسبب فى إهدار كثير من الوقت فى مناقشات غير مرتبة تُثرى عمل المجلس.
ائتلاف دعم مصر يفشل فى ملء فراغ حزب الأغلبية.. ونواب الأحزاب يغردون خارج هيئاتهم البرلمانية
وترجع تلك الخلافات وحالة الارتباك إلى اختلاف تركيبة برلمان 2016 كلية عن المجالس السابقة التى شهدتها مصر منذ ثمانينات القرن الماضى، حيث غاب عنه حزب الأغلبية الذى كان يمثل الكلمة الفاصلة فى عملية التصويت على اقتراحات أو مشروعات القوانين، والقرارات المهمة، فضلاً عن تمثيل عدد كبير من الفئات المميزة لأول مرة تحت القبة، مثل الأقباط، المصريين فى الخارج، المرأة، الشباب، وذوى الإعاقة».
وعلى الرغم مما تردد عن نجاح ائتلاف «دعم مصر» فى ضم أكثر من 300 نائب من مختلف التيارات والانتماءات السياسية، فإن الوقائع التى شهدتها الجلسات، وخصوصاً خلال الانتخابات على منصب الوكيل الثانى للبرلمان، وخلال التصويت على قانون الخدمة المدنية، كشفت عن فشل الائتلاف فى ملء فراغ «حزب الأغلبية» الغائب، حيث يعانى الائتلاف من اختلال داخل هيكله التنظيمى، ووجود دوائر للتنسيق داخله بعيداً عن المواقف المعلنة بين النواب المستقلين سواء عن الوجه البحرى أو القبلى.
وبخلاف «دعم مصر» لا تزال بقية الائتلافات البرلمانية فى مهدها، تشق طريقها بصعوبة تحت القبة، فتحالف «العدالة الاجتماعية»، الذى أعلن عن تشكيل كتلة اليسار بالبرلمان، يعانى من التفكك، وبعض أعضائه يدعمونه بالفكر لكنهم منتمون تنظيمياً لـ«دعم مصر»، ومنهم على سبيل المثال النائبة الناصرية نشوى الديب، فيما رفض نواب آخرون الإعلان عن الانضمام له، مثل المستقل المخضرم كمال أحمد، والدكتور محمد عبدالغنى، والمخرج خالد يوسف. والغريب أن النائب خالد عبدالعزيز، عن حزب المصرى الديمقراطى، يُصر على أن التحالف ماض فى طريقه.
ولا يختلف الحال كثيراً فى «تنسيقية الشباب» التى يتحد أعضاؤها من النواب الشباب فى بعض المواقف، فيما يتفرقون ويختلفون فى أخرى. ويعمل تحت القبة 19 هيئة برلمانية للأحزاب، وعلى الرغم من أن أحزاب المصريين الأحرار، ومستقبل وطن، والوفد، هى الأكبر تمثيلاً داخل المجلس، فإن نوابها يعزفون خارج السرب، وربما تشهد انتخابات اللجان النوعية، المقرر إجراؤها عقب إقرار اللائحة الجديدة لمجلس النواب، تغيراً فى مشهد الخريطة السياسية ككل داخل البرلمان.
وقال علاء عابد، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، إن فترة إقرار القوانين لا يمكن أن تعبر عن الخريطة السياسية للبرلمان، مشدداً على أن كل نواب «المصريين الأحرار»، صوتوا وفقاً لإرادة الحزب، وهناك التزام بموافقه، خصوصاً أنهم يشكلون أكبر هيئة برلمانية تحت القبة، تتسق مواقفها مع أيديولوجيات الحزب.
وقال النائب الدكتور صلاح حسب الله، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الحرية، إن خريطة التحالفات السياسية تحت القبة فى مهدها، وربما لا يكشف دور الانعقاد الحالى عن طبيعتها، لأن نسبة كبيرة من النواب ما زالوا حديثى العهد، بينما الرؤى والأفكار تحتاج بعض الوقت حتى تتبلور وتكتمل خريطتها، مضيفاً: «أتوقع أن تشهد الخريطة السياسية تغيراً واضحاً فى المرحلة المقبلة، لأن هناك نواباً لم يكشفوا عن أنفسهم بعد، وتوجد أحزاب صغيرة فى البرلمان، ستكون رؤيتها واضحة عن أحزاب أكبر منها فى مشروعات القوانين التى ستقدمها الحكومة».
وقال النائب محمد سليم، عضو «دعم مصر»، إن الائتلاف لم يشهد تنسيقاً حقيقياً حتى الآن، وهو ما يمكن أن يؤثر على قراراته فى المرحلة المقبلة، مطالباً بسرعة إجراء الانتخابات الداخلية وتشكيل هيئة المكتب لتتضح الأمور ويكون هناك التزام، لأنه إذا انفرط عقد الائتلاف فلن يكون هذا فى مصلحة أحد.