«سيد جلال».. سألنا طبيباً: «تخصصك إيه؟».. فأجاب: «تمرجى»
«سيد جلال».. سألنا طبيباً: «تخصصك إيه؟».. فأجاب: «تمرجى»
»ثلاثة ممرضين يتولون عملية الكشف
«حضرتك متخصص فى إيه يا دكتور؟»، أجابنى وهو يرتدى «بنطلون تريننج وشبشب» بأنه لم يتخصص بعد. عاودت التساؤل عما إذا كان لا يزال طالب امتياز، فأجاب بأنه ممرض، وسيقوم بإجراء اللازم معى، لانشغال الطبيب «النبطشى» مع باقى الحالات الحرجة: «أصل النهارده الدنيا زحمة على الآخر، والحالات الخلصانة كتير جداً».. بعدها طلب منى وضع سماعته الطبية على صدرى، ثم أخبرنى بأننى «زى الفل ما عنديش أى حاجة، بس ممكن يكون الدم موصلش كويس للمخ لأى سبب من الأسباب، وده اللى عمل لى الدوخة وحالة الإغماء»، ثم طلب منى ضرورة إجراء تحاليل طبية فى مكان خاص للاطمئنان والوقوف على سبب الأزمة الطارئة، وطلب منى الانصراف دون صرف أدوية، طلبت منه «أى حاجة مسكنة علشان مش قادر أمشى»، فأخبرنى بأنها «مالهاش لازمة»، وإلا فعلىّ أن أشتريها من «الصيدلية اللى فى وش المستشفى».
صراخ مستمر على مقربة من غرفة الاستقبال التى تتسع لأربعة أسرة فقط و«دكة» خشبية لاستراحة الأطباء والممرضين، اتجهنا ناحية الصوت، فوجدنا سيدة أربعينية تستنجد بمن حولها من الأمن وطاقم التمريض لإسعاف زوجها الذى أصيب فى حادث، ويوجد بالطابق العلوى للمستشفى منذ ما يزيد على ساعة: «مفيش حد قال له صلى على النبى»، حاول أحد أفراد الأمن تهدئتها وأخبرها أنه سيستدعى لها أحد الأطباء، ثم انطلق إلى غرفة التمريض، وبعد دقائق عاد إليها وأخبرها بأنه «مش هيقدر يعمل حاجة، الناس مش راضية تقوم من مكانها»، ثم وصف لها الطريق إلى غرفة مدير المستشفى وطلب منها الذهاب إليه.