«توابع الإعدام»: مقتل سعودى وإصابة طفل فى مسقط رأس «النمر»
«توابع الإعدام»: مقتل سعودى وإصابة طفل فى مسقط رأس «النمر»
التليفزيون السعودى يعلن وصول البعثة الدبلوماسية إلى دبى عائدة من إيران «أ.ف.ب»
أطلق مسلحون النار، أمس، على دورية للشرطة السعودية فى بلدة «العوامية» بشرق السعودية، مسقط رأس الشيخ الشيعى نمر باقر النمر، الذى أعدمته السلطات فى المملكة العربية، السبت الماضى، بتهمة الإرهاب، ونتج عن إطلاق النار مقتل المواطن على عمران الداوود، وإصابة الطفل محمد جعفر التحيفة (8 سنوات) بطلق نارى.
تفجير مسجدين لسُنة العراق.. و«طهران»: إعدام القيادى الشيعى «خطأ استراتيجى».. والسعودية: رد الفعل الأمريكى حول الأحداث لا يعنينا
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن متحدث باسم شرطة المنطقة الشرقية، حيث تتركز الغالبية الشيعية فى المملكة، أنه «عند مباشرة رجال الأمن ضبط إحدى المعدات الثقيلة التى تعرضت للسرقة ببلدة العوامية فى محافظة القطيف، تعرضوا لإطلاق نار كثيف من مصدر مجهول». وتابعت: «باشرت الجهات المختصة إجراءات الضبط الجنائى للجريمة والتحقيق فيها، والبحث والتحرى عن مرتكبى هذا العمل الإرهابى الآثم».
وتداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعى صوراً لـ«الداوود»، الذى وصفوه بـ«الشهيد» وقالوا إنه «استهدف» بنيران قوات الأمن السعودية. وفى العراق، أعلنت الشرطة العراقية وشهود عيان، أمس، وقوع انفجارين هزا مسجدين «سُنيَّين» فى مدينة «الحلة»، جنوب بغداد، وسط مخاوف من تجدد العنف المذهبى بعد إعدام السعودية لرجل الدين الشيعى الشيخ «النمر»، فيما قتل مؤذن بالرصاص أمام منزله فى ناحية «الإسكندرية» العراقية (40 كيلومتراً جنوب بغداد) ذات الغالبية السنية.
وتزامنت التفجيرات مع تصاعد موجة الغضب لدى الشيعة فى العراق وبلدان المنطقة، بينها إيران، إثر تنفيذ السعودية حكم الإعدام بحق «النمر»، وذكرت مصادر عراقية لوكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس» أن مجموعة من المسلحين الذين يرتدون زياً عسكرياً قامت بتفجير عبوتين ناسفتين محليتى الصنع فى المسجدين السنيين فى «الحلة»، وذكر مصدر طبى أن 3 أشخاص أصيبوا بجروح جراء التفجير.
وفى إطار التصعيد الدبلوماسى المتبادل بين السعودية وإيران، اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، أن قرار «الرياض» قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران بعد إحراق السفارة والقنصلية السعوديتين فى إيران لن يؤدى إلى نسيان «خطئها الجسيم والاستراتيجى» بإعدام رجل الدين الشيعى. وقال نائب وزير الخارجية الإيرانى حسين أمير عبداللهيان، إن «قرار السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية لن ينسى خطأها الجسيم بإعدام عالم دين»، وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
وأكد «عبداللهيان» أن الدبلوماسيين السعوديين فى «طهران» و«مشهد» (شمال شرق إيران) «لم يصبهم أى أذى» خلال الاحتجاجات التى استهدفت المقرين الدبلوماسيين. وتابع نائب وزير الخارجية الإيرانى أن «السعودية ارتكبت أيضاً فى الماضى خطأ استراتيجياً باتخاذها قرارات متسرعة ومتهورة أدت إلى انعدام الأمن وإلى صعود الإرهاب فى المنطقة». كما انتقد «عبداللهيان» السعودية على «إضرارها بمصالح شعبها والشعوب المسلمة فى المنطقة بتآمرها لخفض أسعار النفط». وأعلنت قناة «العربية» السعودية، فى ساعة مبكرة من صباح أمس، أن الدبلوماسيين السعوديين جرى إجلاؤهم من إيران، ووصلوا إلى «دبى» فى طريقهم إلى المملكة.
واتهمت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، السعودية بتصعيد التوتر فى المنطقة، بعد أن أعلنت السلطات السعودية قطع علاقاتها مع إيران وأمهلت الدبلوماسيين الإيرانيين على أرضها 24 ساعة لمغادرة البلاد. وقال المتحدث باسم الخارجية جابر أنصارى، فى بيان: «ترى السعودية مصالحها ووجودها فى مواصلة التوتر والمواجهات، وتحاول حل مشكلاتها الداخلية عبر تصديرها إلى الخارج».
وتعقيباً على دعوة الولايات المتحدة للهدوء وحثها على مواصلة الحوار بين البلدين، عقب إعلان السعودية عن قطع العلاقات مع طهران، قالت وكالة أنباء «رويترز» البريطانية، إن المملكة العربية السعودية لا يقلقها على الإطلاق عدم رضا واشنطن عن تلك الخطوة من الجانب السعودى، موضحة أن السعودية مراراً وتكراراً حاولت لفت الانتباه لما تقوم به طهران من تمويل الإرهاب والقيام بتجارب لصواريخها الباليستية على مرأى ومسمع من الغرب، دون أن يفعل أحد شيئاً حيال ذلك، مشيرة إلى أن غضب أو عدم رضا الولايات المتحدة عن القرار السعودى بالفعل هو شىء لا تعيره المملكة أى اهتمام.
وحول إمكانية إعلان مصر قراراً دبلوماسياً مماثلاً لقرار قطع العلاقات بين «الرياض» و«طهران» تضامناً مع المملكة، أكدت مصادر دبلوماسية مصرية لـ«الوطن» أن مصر لن تتخذ قراراً كهذا، موضحاً أنه لا توجد علاقات دبلوماسية كاملة بين مصر وطهران بالفعل، وأن التمثيل الدبلوماسى بينهما متوقف منذ مستوى مكتب رعاية المصالح، كما هو الحال منذ القطيعة الرسمية بين البلدين.