«منصورة» قتلت ابن جوزها.. وبعد 5 سنين قتلت طفلتها «نورا» تعذيباً بالنار: «عايزة أرجع السجن تانى»
«منصورة» قتلت ابن جوزها.. وبعد 5 سنين قتلت طفلتها «نورا» تعذيباً بالنار: «عايزة أرجع السجن تانى»
عبدالعال
لا تبالى بصرخات ابنتها أو دمائها، التى تسيل من شدة التعذيب، تستمر فى تعذيبها بـ«الكى بالنار»، مستخدمة ملعقة تضعها على البوتاجاز حتى تتحول إلى جمرة من النار، ثم تضعها على مناطق متفرقة من جسدها، تاركة ابنتها تتلوى أمام عينيها، حتى سقطت على الأرض فاقدة للوعى، ونقلتها إلى المستشفى لإسعافها، وفارقت الحياة بعد يومين من احتجازها، ثم ادعت سقوطها داخل الحمام.
بائعة الطماطم ظلت تعذب طفلتها لمدة 30 دقيقة فى منزلها بعين شمس
على فترات متقاربة، كانت الأم «منصورة.أ»، 36 سنة، تعقد وصلات تعذيب ابنتها الوحيدة «نورا كمال محمد عياد»، 13 سنة، داخل منزلها فى منطقة عين شمس بزعم أن الطفلة لا تنفذ طلباتها، وصلات التعذيب كانت لا تتوقف من جانب المتهمة بالرغم من حضور الجيران فى كل مرة ويطلبون منها أن تترك الطفلة حتى لا تموت بين يديها، لكنها كانت ترد عليهم بقولها: «محدش له دعوة بينا أنا عاوزة أموتها وأرجع السجن تانى».
التحريات: المتهمة ادعت سقوط الضحية فى الحمام للهروب من جريمتها.. وانهارت عقب مواجهتها بالأدلة
«يا أمة حرام عليكى النار حرقت جسمى كله، أنا مش قادرة أتنفس، أنا هموت يا أمة سبينى»، كانت هذه آخر كلمات نطقت بها الطفلة قبل أن تفقد الوعى، تلك الرسالة وصلت إلى مسامع أحد الجيران، وهو الطالب أحمد جمال، 21 سنة، نجل شقيق زوج المتهمة الذى حضر على صرخات الطفلة ليجدها ملقاة على الأرض فاقدة للوعى، وعندما عرف بخبر وفاة الطفلة داخل مستشفى عين شمس العام، توجه إلى المقدم محمد السيسى، رئيس مباحث قسم شرطة عين شمس، وأدلى بشهادته، التى أثبت فيها أن الطفلة تعرضت للتعذيب من قبل والدتها، وأن ادعاءها بأن الوفاة ناتجة عن سقوطها داخل الحمام هى مجرد حجة واهية للهروب من جريمتها.
لم تكن تلك الجريمة هى الأولى التى نفذتها المتهمة، بل كانت الثانية فى سجلها الجنائى، بعد أن عذبت القاتلة ابن زوجها بذات الطريقة حتى الموت قبل 5 سنوات من قتلها لابنتها، وقضت عقوبة بالسجن لمدة 4 سنوات فى القضية رقم 15491 لسنة 2003 عين شمس «قتل عمد»، ووضعها تحت المراقبة لمدة 3 سنوات، إلا أن تلك العقوبة لم تردع المتهمة التى عاودت القتل، وعذبت ابنتها حتى الموت بعد عامين من قضائها للعقوبة الأولى.
القاتلة: يا ريت تعدمونى.. أنا ماعرفتش قيمتها إلا بعد ما ماتت بس هى كانت السبب فى اللى حصل
دخلت المتهمة فى نوبة بكاء استمرت قرابة 30 دقيقة عقب تلقيها خبر وفاة ابنتها، وببرود أعصاب واصلت تمثيل دور الأم الحزينة على فراق فلذة كبدها، لكن تلك المسرحية لم تصمد طويلاً بعد أن أثبتت التقارير الطبية تعرض الطفلة للتعذيب ما تسبب فى إصابتها باضطراب فى الوعى مع تشنجات وتسمم بالدم، وجروح وسحجات فى أنحاء الجسم، حتى فارقت الحياة نتيجة هبوط حاد بالدورة الدموية وتوقف بعضلة القلب، وجاء تبرير المتهمة فى محضر الشرطة أن ابنتها أصيبت بحالة عصبية أثناء وجودها بدورة مياه المنزل، ما أدى إلى سقوطها على الأرض وحدوث إصابتها.
رواية الأم لم تقنع فريق البحث الجنائى، الذى أشرف عليه اللواء هشام العراقى، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، وبفحص السجل الجنائى للمتهمة تبين أنها قضت عقوبة بالسجن لقتلها ابن زوجها، وبإعادة استجواب المتهمة ومواجهتها بشهادة شهود العيان انهارت واعترفت بتفاصيل جريمتها قائلة: «يا باشا أيوه أنا قتلت بنتى الوحيدة كانت ساعة شيطان وماعرفتش قيمتها إلا بعد ما ماتت، أنا خلاص مش عاوزة أرجع أعيش لوحدى تانى يا ريت تعدمونى على طوال وبلاش نيابة ومحاكم»، وواصلت المتهمة اعترافاتها أمام فريق المباحث، الذى أشرف عليه اللواء عبدالعزيز خضر، مدير المباحث الجنائية قائلة إن تصرفات ابنتها وعدم طاعتها فى أغلب الأمور كانت سبباً فى تعاملها بتلك القسوة.
«أنا كنت بولع فى الفحم على البوتاجاز، عشان أعذب بيه نورا عشان كانت بتتأخر فى المدرسة لما ترجع للبيت، وكل ما كنت أسألها عن سبب التأخير كانت تقولى كنت مع زميلى إنت مالكيش دعوة بيا» بتلك الكلمات حاولت المتهمة تبرير جريمتها أمام المباحث، وتابعت أنها كانت تنوى التخلص من جثة ابنتها، لكنها تراجعت بعد أن عرف الجيران بخبر إصابتها بغيبوبة، فقررت الادعاء بأنها أصيبت بصدمة عصبية أثناء وجودها داخل الحمام ما أدى لسقوطها على رأسها، وفقدت على أثرها الوعى، تحرر محضر بالواقعة وأحاله اللواء خالد عبدالعال، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة إلى المستشار محمد عبدالشافى، المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة للتحقيق مع المتهمة.
وحكت المتهمة تفاصيل جريمتها كاملة فى تحقيقات نيابة عين شمس، قائلة إنها كانت تقيم بمفردها مع ابنتها الوحيدة فى شقة بمنطقة عين شمس بعد خروجها من السجن لاتهامها بقتل ابن زوجها، وأثناء مدة وجودها فى السجن كانت ابنتها مع شقيقتها لرعايتها، وعقب خروجها من السجن استأجرت شقة مكونة من غرفتين فى الطابق الأرضى وأخذت ابنتها للإقامة معها، ولم يكن لديها أى دخل سوى عائد ربحها من بيع الخضراوات أمام المنزل، لكن حظها العاثر عاد بها للسجن مرة أخرى. نسبت النيابة إلى المتهمة تهمة «ضرب أفضى إلى موت»، بعد أن أثبتت تحريات المباحث التى تسلمتها النيابة صحة الواقعة، وأن المتهمة نفذت جريمتها الثانية بقتل ابنتها بعد عدة أعوام من قتلها ابن زوجها، وقررت النيابة حبسها على ذمة التحقيقات وانتدبت خبراء المعمل الجنائى لمعاينة مسرح الجريمة والتحفظ على أدواتها، وعقب انتهاء التحقيقات، التى استمرت قرابة 5 ساعات مع المتهمة اقتادتها المباحث إلى محبسها فى حجز قسم شرطة عين شمس.
تحريات المباحث، التى أشرف عليها اللواء محمود خلاف، نائب مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، كشفت عن أن المتهمة كانت تمارس تعذيب ابنتها عدة مرات يومياً، وأن الطفلة هددت بهروبها من المنزل بسبب مضايقات والدتها، لكن الأم لم تتوقف واستمرت فى جريمتها وتعذيب الطفلة على أتفه الأسباب، وكان الجيران يحضرون على صرخات الطفلة وبكائها المستمر، وأنها أصيبت بحالة إعياء شديدة، ورفضت الأم نقلها إلى المستشفى، حتى ساءت حالتها وحضر الجيران على صرخاتها، قبل أن تفقد الوعى، وبعدها اضطرت المتهمة إلى نقلها إلى المستشفى.