عجز الموازنة السعودية يفجر المخاوف من تراجع دعم «الرياض»
عجز الموازنة السعودية يفجر المخاوف من تراجع دعم «الرياض»
تراجع أسعار النفط عالمياً أثر بالسلب على الاقتصاد السعودى «صورة أرشيفية»
سجَّلت الموازنة المالية السعودية أكبر عجز فى تاريخ المملكة بنحو 98 مليار دولار فى 2015، بسبب التراجع الحاد فى أسعار النفط عالمياً، حسب ما أعلنت وزارة المالية السعودية أمس الأول، وانطوت خطة موازنة 2016 التى أصدرتها وزارة المالية السعودية، على أكبر تغيير فى السياسة الاقتصادية للمملكة خلال ما يزيد على عشر سنوات، وتضمنت إصلاحات حساسة سياسياً أحجمت عنها السلطات فى السابق، وتشير الخطة إلى أن المملكة التى تعد أكبر مصدر للنفط فى العالم، لا تعول على تعافٍ كبير لأسعار الخام النفطى قريباً، بل تستعد لبقاء أسعاره منخفضة لعدة سنوات.
مصدر حكومى: الدعم لن يتراجع.. و«الرياض» تعهدت بتقديم المساعدات.. و«الحماقى»: انخفاض أسعار البترول وحربها ضد الحوثيين سبب العجز
ووفقاً لبيان الموازنة، فإن العجز قُدر بـ367 مليار ريال (97.9 مليار دولار) بما يعادل 15% من الناتج المحلى الإجمالى فى 2015، وتستهدف خطة 2016 لخفض العجز 326 مليار ريال، وقدرت الإنفاق بواقع 840 مليار ريال انخفاضاً من 975 مليار ريال فى 2015، بينما الإيرادات فجاءت بواقع 514 مليار ريال انخفاضاً من 608 مليارات فى عام 2015.
وأعلنت وزارة المالية، فى بيان الموازنة، أنها ستعدل منظومة دعم المياه والكهرباء والمنتجات البترولية على مدى خمس سنوات، وذكرت أن التعديلات تهدف إلى «تحقيق الكفاءة فى استخدام الطاقة والمحافظة على الموارد الطبيعية ووقف الهدر والاستخدام غير الرشيد والتقليل من الآثار السلبية على المواطنين متوسطى ومحدودى الدخل وتنافسية قطاع الأعمال».
من جانبه، استبعد مصدر حكومى بارز أن يؤدى عجز موازنة الرياض إلى التراجع عن تعهداتها بدعم مصر خلال الفترة المقبلة، وقال المصدر لـ«الوطن»، إن المشاورات الأخيرة التى جرت فى القاهرة مع ولى ولى العهد محمد بن سلمان، أفضت إلى تعهد المملكة بتقديم الدعم للقاهرة خلال السنوات الخمس المقبلة، مضيفاً: «مسئولون سعوديون طمأنونا حيال استمرار دعم المملكة لمصر دون تأثره بعجز الموازنة السعودية».
وأرجعت الدكتورة يُمن الحماقى، أستاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس، العجز السعودى إلى تراجع أسعار النفط عالمياً، وارتفاع فاتورة حربها على الحوثيين فى اليمن، وقالت إن المعركة التى تقودها الرياض فى اليمن ضد الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع على عبدالله صالح، أثرت بشكل كبير على الموازنة، وهو ما دفعها لإعلانها خفض الدعم على مدى خمس سنوات مقبلة، وفرض الضرائب لزيادة الإيرادات. وأضافت «الحماقى» أن المواطن السعودى يستفيد بأشكال كثيرة من الدعم، وليس لديه مُشكلة من فرض ضرائب جديدة، دون المساس بالفقراء. واستبعدت أن يؤثر العجز الذى يعد الأكبر فى تاريخ المملكة على دعمها لمصر، سواء فى ضخ استثمارات جديدة أو تقديم دعم بترولى، مشيرةً إلى أن العلاقات بين مصر والسعودية علاقات استراتيجية، وتعد ركيزة أساسية فى استقرار المنطقة فيما أكد الدكتور فخرى الفقى، مساعد مدير صندوق النقد الدولى السابق، أن إعلان المملكة عن قيامها بتلك الإصلاحات كان متوقعاً بعد ارتفاع عجز الموازنة، وفى ظل توقعات بمزيد من الانخفاض فى سعر النفط العالمى، ما أفقدها ما يقرب من 70% من إيراداتها، لافتاً إلى أن الموازنة السعودية تعتمد فى 90% من إيراداتها على البترول.
وخصصت السعودية 183 مليار ريال لدعم الميزانية فى 2016، وذلك بهدف مواجهة أى نقص محتمل فى الإيرادات جراء تقلبات أسعار النفط العالمية. وتقدر ميزانية العام المقبل الإنفاق بواقع 840 مليار ريال انخفاضاً من 975 مليار ريال فى 2015، وكانت الميزانية الأصلية لعام 2015 تقدر الإنفاق بواقع 860 مليار ريال، وفى ميزانية 2016 تهدف الميزانية إلى خفض العجز إلى 326 مليار ريال مما يخفف الضغط على الرياض لتمويل المصروفات من خلال تسييل أصول خارجية، وتقدر الحكومة إيرادات العام المقبل بواقع 514 مليار ريال انخفاضاً من 608 مليارات فى 2015.
على صعيد متصل، سيطر اللون الأحمر على أداء أسواق الأسهم الخليجية أمس «الثلاثاء»، بعد إعلان المملكة العربية السعودية عن تحقيق عجز بميزانية عام 2015 مع توقعات باستمرار العجز بميزانية عام 2016، وانخفض المؤشر الرئيسى للسوق السعودية «أكبر الأسواق من حيث القيمة السوقية» بنحو 3.3% فى مستهل التعاملات مع تراجع مؤشر قطاع البتروكيماويات ذى الثقل بنسبة 6.5%، والأسمنت بنحو 4%، والمصارف بنحو 2.6%، وسجلت السعودية عجزاً فى ميزانية 2015 بلغ 367 مليار ريال «97.9 مليار دولار» بينما زاد الإنفاق 13% على الخطة الأصلية للميزانية، وذلك وفقاً لما قاله مستشار بمجلس الشئون الاقتصادية والتنمية فى مؤتمر مساء أمس الأول.