«بسمة» أول مقاتلة مع المقاومة: «أنا ست بـ100 راجل»
«بسمة» أول مقاتلة مع المقاومة: «أنا ست بـ100 راجل»
«بسمة» تروى انضمامها للمقاومة ضد «الحوثى»
كان المشهد غريباً على الشارع اليمنى، سيدة تحمل السلاح وترتدى الزى العسكرى للمقاومة اليمنية، خلعت بسمة شمسان «الشيدر» الملابس التقليدية للمرأة بعدن، وارتدت الأفرول لتقاتل الحوثيين.
تعرضنا للظلم فى الجنوب منذ عام 1994 ووجدت الشباب يموت فى الشارع فطلبت المشاركة فى القتال
«أنا ست بـ100 راجل مثلما تقولون عندكم فى مصر» قالت السيدة ذات الـ50 عاماً متفاخرة.
«وجدت الشباب يموت فى الشارع، كان الظلم كبيراً والقتال قاسياً، تعرض الجنوب للظلم والعدوان كثيراً بدءاً من عام 1994 منذ أن دخل علينا أبناء الشمال، لكن فى الحرب الأخيرة تجاوز الحوثيون كل الأعراف، قتلوا الشباب والنساء والأطفال ودمروا البلد، وأمام الفظائع التى ارتكبوها لم أستطع إلا أن أشارك فى القتال»، تسند بسمة ظهرها إلى المقعد وتجلس بكبرياء «ذهبت إلى المقاومة وطلبت أن أشاركهم القتال، فى البداية رفضوا تماماً وأصروا على الرفض، مجتمعنا اليمنى يحرم خروج المرأة للقتال، لكنى كنت أرى نفسى رجلاً مثل الرجال، وأمام إصرارى على القتال وافقوا وأصبحت مسئولة مراقبة أمنية فى شارع «عبدالعزيز» بقلب المدينة، كنت أتولى اللجنة الأمنية مع شباب المقاومة لمدة 8 ساعات، فى البداية أعطونى تدريباً سريعاً على استخدام السلاح الآلى، وكنت أستلم السلاح من زميلى فى المناوبة، وأسلمه لمن يأتى بعدى»، صمتت لحظات ونظرت إلىَّ بحماس «لقد أحبطت أكثر من عملية تهريب أسلحة، فى إحداها أطلقوا النار علينا، وتعاملنا معهم وفى مرة أخرى ضبطنا سيارة محملة بالأسلحة وأمسكت حوثيين متسللين للقيام بأعمال عنف».
تركت ابنتى المعاقة وحدها فى المنزل وحملت السلاح من أجل مستقبلها هى ومن فى عمرها
تركت السيدة الخمسينة ابنتها الوحيدة المعاقة وحدها فى المنزل لتنضم لصفوف المقاومة «قلت لها ما أفعله يا بنتى من أجلك ومن أجل مستقبلك وكل من هم فى مثل عمرك»، تحجرت دمعة فى عينيها، وقالت «توفى زوجى منذ 20 عاماً ومن وقتها وأنا أربى بنتى وحدى، عمرها الآن 30 عاماً تركت زوجها بعد أن زادت الخلافات بينهما لكنها مثل الوردة المحبوسة لا تخرج من المنزل، فى البداية وجدت منها ضيقاً لأنى أتركها وحدها بالمنزل لكنى شرحت لها واقتنعت أنى أخرج فى سبيل بلادى، كنت أترك باب الغرفة حيث نسكن فى حى الشيخ عثمان -أحد إحياء عدن الشعبية- مفتوحاً وأوصى الجيران بمتابعتها، كان الجميع يعلم ما أقوم به، بعض الجيران غضب واعتبر أن ما أفعله تجاوز والكثيرون رأوا أن ما أقوم هو الصواب»، تعالت نبرة الغضب فى صوتها «هاجمونى دون مبرر واتهمنى البعض بأنى أسعى للمال رغم أنى انضممت للمقاومة لمدة تجاوزت الستة أشهر حتى خرج الحوثيون من عدن ولم أتقاض مليماً واحداً، ولم أطلب لنفسى أى شىء، كان الشباب يتقاضون كل شهر حوالى 500 ريال سعودى وأنا لم أتقاض شيئاً، لم يعطنى أحد شيئاً ولم أطلب أيضاً»، تحلم بسمة، العاملة بسوق الشيخ عثمان الشعبى، بالأمان والاستقرار لابنتها هدى، وتحلم باستقلال الجنوب «نفسى ننفصل ونحكم نفسنا وتعود من جديد دولة الجنوب العربى، كانت أوضاعنا أفضل كنت بلا عمل تقريباً ولكنى أعيش حياة كريمة الآن أعمل فى الأعمال البسيطة والحقيرة ولا أجد ما يكفى أدوية ابنتى المعاقة، لقد فعلت ما فعلت وقاتلت مع الرجال من أجل أن أوفر مستقبلاً أفضل لابنتى».
الجيران هاجمونى دون مبرر واتهمنى البعض بأنى أسعى للمال رغم انضمامى للمقاومة 6 أشهر حتى خرج الحوثيون من عدن