«حرب الشوارع» فى المحلة.. شوم وخرطوش و«مولوتوف»
أصيب أكثر من 200 متظاهر إثر نشوب اشتباكات حامية استخدمت فيها العصى والشوم وزجاجات المولوتوف، فى معارك كر وفر بين شباب الإخوان وشباب المتظاهرين من القوى والحركات الثورية بالمحلة الكبرى مساء أمس الأول، بينهم 50 حالة مصابة بطلقات رش الخرطوش، وفق تقارير طبية أعلنها الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة بالغربية، مبيناً أنه تم نقل الحالات الخطرة إلى مستشفيات طنطا والمنصورة الجامعية لإسعاف المصابين.
وجاءت الإصابات على خلفية إقدام المئات من شباب الحركات الثورية على استخدام زجاجات المولوتوف الحارقة وإلقائها صوب مقر مكتب جماعة الإخوان المسلمين، ما تسبب فى تصاعد احتدام المواجهة بين الطرفين، حيث تعدى كل منهما على الطرف الآخر، ووصل الأمر إلى حد التشابك بالأيدى والضرب بالأحزمة والجنازير والعصا بالقرب من مزلقان السكة الحديد الواصل بين مدينتى «المحلة» و«المنصورة».
فيما تمكن المئات من أعضاء حزب الحرية والعدالة من تشكيل دروع بشرية لتأمين مقرات الجماعة والحزب بمختلف شوارع وميادين المدينة العمالية، خشية تعرضها لعمليات اقتحام من قبل المتظاهرين، وما زالت الاشتباكات تتواصل فى المنطقة المحيطة بمقر مكتب الإخوان الرئيسى بشارع سكة زفتى.
ومن ناحية أخرى، فرضت قوات الأمن المركزى تحت إشراف اللواء حاتم عثمان مدير أمن الغربية والعميد خالد شلش مفتش الأمن العام، كردوناً أمنيا لتطويق منطقة ميدان الشون وسط إطلاق للقنابل المسيلة للدموع لتفريق جموع المتظاهرين وضبط العناصر المسببة للشغب وأعمال البلطجة والتحفط عليهم داخل حجز قسمى أول وثانى المحلة الكبرى.
وأكد المهندس عاطف بسيونى أمين حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بالمحلة، أن هناك موقفا قضائيا سيتخذه الحزب حيال القيادات الأمنية بالمحافظة لتقاعسهم فى حماية مقرات الجماعة والحزب ومجابهة المظاهرات التى أقدم مشاركوها على الهجوم على شباب ومقرات الإخوان باستخدام قنابل وزجاجات المولوتوف الحارقة دون وجه حق.
كما بين أن الحزب تقدم بمذكرة عاجلة إلى النائب العام المستشار طلعت إبراهيم ضد مدير أمن المحافظة ومساعديه لتجاهلهم القيام بدورهم الأمنى وضبط العناصر الخارجة على القانون التى تسببت فى اندلاع أحداث الشغب وروعت أمن وحياة المواطنين.
وفى بيان إعلامى عن الأحداث الدامية التى شهدتها المدينة العمالية، قدم حزب الحرية والعدالة بياناً طالب فيه المهندس أحمد العجيزى أمين الحزب بالمحافظة مديرَ الأمن بحماية مقرات الحزب بالمحلة وطنطا، موضحاً أنه لم يجد فى مناشدته أى استجابة من مدير الأمن ولم يتحرك مسئولو المديرية إلا بعد ارتفاع حالات الإصابة إلى 120 مصاباً والتعدى على من يقومون بحماية مقرات الحرية والعدالة.
فيما أكد اللواء إسماعيل البيلى مساعد مدير الأمن ومدير فرق البحث بالمحلة وسمنود، هدوء الحالة فى شوارع المدينة، مشيراً إلى انتشار قوات الشرطة لتأمين جميع الممتلكات العامة والخاصة والمحال التجارية، كما نفى نشوب أو اندلاع أى حريق فى محطات الوقود الكائنة بميدان الشون، مشدداً على استقرار الأوضاع الأمنية بالمدينة.
وكانت مدينة المحلة الكبرى قد شهدت تجمع المئات من شباب الألتراس والقوى السياسية بميدان الشون يحملون لافتات فى وقفة ومسيرة تضامنية مع مليونية حماية الثورة، جابت شارع البحر الرئيسى، كتب عليها عدة مطالب أهمها: «يسقط الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية»، «يسقط يسقط الإخوان يسقط يسقط محمد بديع»، «ضربوا إخواتنا فى التحرير، ولن يحكمنا مشير باسم الدين عملوا صفقة باسم الدين»، «تسقط اللجنة الدستورية لا لدستور الإخوان».
وانضمت مسيرة عمال غزل المحلة إلى مسيرة المتظاهرين التى انطلقت فعالياتها مروراً بشارع الكوبرى السفلى وصولاً إلى ميدان بنزايون بشارع البحر الرئيسى بوسط المدينة العمالية، وذلك عقب خروج الوردية الصباحية من أبواب ومداخل الشركة، للتعبير عن رفضهم التام للإعلان الدستورى وسياسات الإخوان فى السيطرة على قطاعات ومؤسسات ونقابات الدولة المهنية.