المدرسة «فقعت» عين «مريم» وراحت لها البيت بـ«خاتم دهب»
المدرسة «فقعت» عين «مريم» وراحت لها البيت بـ«خاتم دهب»
مريم
«مريم» تلميذة مجتهدة فى الصف الثالث الابتدائى بمدرسة «بهرمس» الابتدائية بمنشأة القناطر، استيقظت مبكراً كعادتها فى كل صباح غسلت وجهها وتوضأت لكى تصلى الصبح، كما علمتها أمها قبل أن تذهب إلى مدرستها، تناولت كوباً من الحليب الدافئ ثم جهزت حقيبتها المدرسية وودعت والدتها، وصلت «مريم» إلى مدرستها وحضرت الحصص الأولى ثم دق جرس «الفسحة».
الأم قالت للمتهمة: «هاتى عينك تعويض».. و«الطفلة»: كان نفسى أطلع دكتورة
انطلق التلاميذ فى كل أرجاء المدرسة يلهون ويأكلون وجبات خفيفة، وعقب انتهاء «الفسحة» فوجئ الصغار بإحدى المدرِّسات تمسك فى يدها «عصا» غليظة بها «كورة خشبية»، وبدأت بالضرب فى كل من تجده أمام يدها وفى هذه اللحظة تصادف وجود «مريم» فأصابتها المعلمة بعصاها، ولقنتها علقة ساخنة دون سبب وأسفرت عن «فقء» عين «مريم»، أصيبت التلميذة بحالة إغماء مغشياً عليها بعد أن أصابها دوار شديد من قوة الضربة التى أفقدتها توازنها.
حملوا الصغيرة إلى مكتب مدير المدرسة ثم اشتروا لها «مرهم للعين» دون أن يحاول أحد من المدرِّسين عرضها على طبيب مختص، وبعد انتهاء اليوم الدراسى عادت «مريم» للمنزل وروت ما حدث لوالدها فأخذها وتوجه إلى المستشفى، وبعد الكشف عليها قال تقرير الطبيب المعالج إن «مريم» أصيبت بالعمى فى عينها المصابة إثر قطع بالقرنية، وإن المتهمة هى مربية الأجيال «معلمتها».
انهارت الأم وابنتها عندما علمتا بحقيقة ما أصاب عينها، عادت الأم للمنزل وهى تحمل مرارات وهموم الدنيا كلها داخل أحشائها، قررت أن تجرى عملية جراحية لـ«مريم» لكنها لم تكن تملك ثمن العملية لكنها فى النهاية استطاعت عمل عملية جراحية لـ«مريم» على نفقتها الخاصة، وتوجهت إلى وكيل وزارة التربية والتعليم وأخبرته بما حدث، وعلى الفور أجرت الدكتورة بثينة كشك، تحقيقاً مكبراً أسفر عن نقل هذه المعلمة من المدرسة إلى عمل إدارى ونقل مدير المدرسة، وخصم 15 يوماً لكل منهما.
الأسرة لم ترض بهذا العقاب، خاصة أن «مريم» فقدت بصرها للعين اليسرى ولم تعد ترى بها أى شىء، التقت «الوطن» بالأم وقالت: «بنتى راحت بعينين اتنين المدرسة ورجعت بعين واحدة بقت عورة؛ هاتولى بقى العين التانية أنا عاوزة عين بنتى، حرام عليكى البنت مستقبلها ضاع».
أضافت: «بنتى بعد الحادث فقدت بصرها فى العين اليسرى، والمعلمة بهدلتنى لما رحت أعاتبها وكل مدرسين المدرسة بهدلونى دول متعصبين جداً منهم لله جميعاً».
وأكدت الأم أن هذه المعلمة المتهمة حضرت إلى منزلها وقدمت لها خاتم ذهب وطلبت منها أن تتنازل عن محضرها لكن الأم رفضت وقالت لها: «هاتى عينك تعويض».
«مريم» قالت لـ«الوطن»: «منها لله معلمتى دمرت مستقبلى وفقعت لى عينى وكان حلم عمرى أن أصبح دكتورة»، وقالت والدتها إنها ستحرر محضراً فى النيابة العامة للتحقيق فى الواقعة، وذلك بعد إصابة ابنتها بعاهة مستديمة يعاقب عليها القانون، ولا يوجد تعويض حتى ولو مال الدنيا.