نيودلهي تخوض تجربة حركة السير بالتناوب لتخفيف تلوث الهواء

نيودلهي تخوض تجربة حركة السير بالتناوب لتخفيف تلوث الهواء

شوارع نيودلهي

شوارع نيودلهي

02:06 م | الأحد 06 ديسمبر 2015

تطلق العاصمة الهندية الأكثر نيودلهي، الأكثر تلوثا في العالم أول تجربة لها في مجال حركة السير بالتناوب في يناير في مسعى إلى التخفيف من تلوث الهواء المثقل بالجزيئات الدقيقة الذي تشتد وطأته كثيرا في الشتاء.

وكانت المدينة التي يعيش فيها 17 مليون نسمة غارقة خلال الأيام الأخيرة في ضباب شديد يتسبب باحتباس الغازات السامة.

وتسير على طرقاتها أكثر من 8.5 ملايين مركبة تضاف إليها 1400 سيارة جديدة كل يوم، وترتفع مستويات التلوث في الشتاء خصوصا بسبب إشعال الحطب للتدفئة.

وخلافا لبكين، التي تعاني أيضا من تلوث شديد، لا تتمتع نيودلهي بأي نظام إنذار يشغل عندما يصل التلوث إلى مستويات خطيرة على الصحة.

وتقوم مدن صينية عدة بالحد من عدد السيارات التي تتنقل على طرقاتها، وتنوي العاصمة الهندية حذو حذوها واعتماد حركة السير بالتناوب اعتبارا من يناير.

كما سيتم تحسين وسائل النقل العام، فضلا عن إغلاق محطة تعمل بالفحم، بحسب ما كشف المسؤول الرفيع المستوى كاي كاي شارما.

وقال شارما في ختام جلسة طارئة، سوف نعتمد نظام حركة السير بالتناوب لفترة معينة، لاسيما في الشتاء عندما تكون مستويات التلوث مرتفعة.

وأضاف: "نعتزم البدء بتطبيق هذا الإجراء في الأول من يناير"، مشيرا إلى أن التطبيق سيكون مؤقتا في البداية.

ويتزامن الإعلان، عن هذه التدابير مع انعقاد المؤتمر الأممي حول المناخ في باريس والذي تضطلع فيه الهند وهي ثاني بلد في العالم من حيث عدد السكان (1.2 مليار نسمة) بدور رئيسي أثناء المفاوضات.

وتعد الهند رابع أكبر ملوث للكوكب مع 6.5 % من انبعاثات غازات الدفيئة، وهي انتهزت هذه الفعاليات الدولية للتشديد على حاجتها إلى مصادر الطاقة الأحفورية، لا سيما منها الفحم، لتنمية اقتصادها وتوفير الكهرباء لنحو 300 مليون شخص محروم منها.

واعتبر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أنه ينبغي على المجتمع الدولي أن يفسح مجالا لنمو البلدان النامية وألا يفرض التخلي عن مصادر الطاقة الأحفورية.

وأظهرت دراسة أجرتها العام الماضي منظمة الصحة العالمية أن نيودلهي تسجل، من بين 1600 مدينة، أعلى نسبة سنوية للجزيئات الدقيقة البالغ قطرها 2.5 ميكرون.

وهذه الجزيئات التي تخترق الرئتين تنقل إلى الأوعية الدموية ما يتسبب بسرطان الرئة وأمراض القلب والتهابات رئوية.

وقد انتقدت الحكومات المحلية مرارا وتكرارا على عجزها عن تخفيض مستوى تلوث الهواء.

وحاول القضاء الضغط على السلطات من خلال فرض عدة تدابير، من قبيل اعتماد ضرائب إضافية على الشاحنات التي تمر في العاصمة ليلا، لكن هذه القرارات بقيت حبرا على ورق.

وأمرت المحكمة الهندية المعنية بشؤون البيئة سلطات نيودلهي باعتماد إستراتيجية للحد من التلوث.

وأشاد المدافعون عن شؤون البيئة بالتدابير التي تم الإعلان عنها، لكنهم يشككون في قابلية تطبيقها.

وقال سونيتا نارين مدير مركز العلوم والبيئة (سي اس اي)، أنها تدابير جدية ضرورية لتحسين نوعية الهواء، فالوضع طارئ، لكنه من واجب الحكومة إيجاد حلول للحالات الطارئة في مجال الصحة العامة.

اقرأ المزيد:

عرض التعليقات