محمد عبدالقدوس لـ"الوطن": تحصين مرسى لقراراته يصنع منه فرعوناً جديداً
قال محمد عبدالقدوس، الكاتب الصحفى وعضو مجلس نقابة الصحفيين، إن الخروج من الأزمة الدائرة الآن داخل المجتمع، بعد الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس محمد مرسى، يتطلب تراجع الرئيس عن بعض مواده، خصوصاً التى تحصن قراراته وتصنع منه فرعوناً جديداً.
ووصف فى حوار لـ«الوطن» ما حدث داخل الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين بالمهزلة التى تسىء للنقابة، وطالب بإبعاد النقابة عن الصراع السياسى الحالى.
* كيف ترى موقف الصحفيين الرافض للإعلان الدستورى وما حدث من صدام داخل الجمعية العمومية؟
- غير موافق ما حدث من الصحفيين، والجمعية العمومية لم تكتمل، ونحن كنقابة يجب ألا نتدخل فى الشأن السياسى بهذا الشكل، وما حدث لا يعبر عن نقابة الصحفيين بل هو مأساة ومهزلة تسىء للنقابة أبلغ إساءة.[Quote_1]
* من وجهة نظرك كيف يكون الموقف الذى يجب أن تتخذه النقابة فى هذا الشأن؟
- الصحفيون يجب أن يتناولوا الإعلان الدستورى داخل صحفهم ومن خلال مقالات الرأى أو التحقيقات الصحفية، وغيرها، لكن يجب إبعاد النقابة عن مثل هذه الصراعات السياسية والانقسام فى الرأى.
* لكنك ترفض هذا الإعلان الدستورى رغم أنك عضو فى جماعة الإخوان؟
- رأيى فى هذا الإعلان واضح، أنا أرفض مادتين فيه الخاصتين برئيس الجمهورية لأننا لا نريد شخصاً مثل الرئيس السابق حسنى مبارك، والمادة الثانية والسادسة، لكنى أتفق على تحصين الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى وعدم الطعن عليهما، وإقالة النائب العام، وأرفض سلطات رئيس الجمهورية التى تصنع منه فرعوناً، مثل عبدالناصر، عندما حصّن قرارات مجلس قيادة الثورة، والمادة السادسة تجعل منه شخصاً أشبه بالسادات عندما كان يصدر قرارات نافذة دون الطعن عليها، وكلاهما تحصين وأنا أرفض مادتى «عبد الناصر والسادات».
* إلى أين سينتهى هذا الانقسام الذى حدث فى المجتمع عقب الإعلان الدستورى؟
- يجب أن يتراجع الرئيس مرسى عن المادتين الثانية والسادسة اللتين تصنعان منه فرعوناً جديداً، ويدعو لحوار وطنى لحل هذه الأزمة، لأننا نرفض أى تأجيج للصراع داخل المجتمع أو الحديث عن حرب أهلية فكل ذلك مرفوض.
* وماذا قصدت برسالتك للرئيس مرسى بأنك ابن الثورة رغم انتمائك للإخوان؟
- رسالتى للرئيس مرسى كانت واضحة وما زلت أصر على موقفى، وأقول له: أرفض صلاحياتك فى الإعلان الدستورى الذى أصدرته ورغم انتمائى للإخوان فإننى ابن ثورة الحرية، لذلك أرفض السلطات المطلقة للرئيس مهما كان السبب وأياً كانت المدة آسف يا ريس، وأرفض أن تكون مثل عبدالناصر والسادات.[Quote_2]
* لكن هناك جهات عديدة أعلنت رفضها لهذا الإعلان مما يكرس الانقسام داخل المجتمع؟
- من حق القوى السياسية أن تبدى رفضها أو قبولها للإعلان الدستورى فى إطار السلمية واستيعاب ما حدث فى ثورة 25 يناير، التى كانت السلمية شعارها الأساسى، مع عدم الخلط بين العمل السياسى والنقابى، ولا أنكر أيضاً على القضاة الدفاع عن استقلالهم باعتبار أن ذلك من حقهم الشرعى، لكن فى نفس الوقت أنكر عليهم أن يكون بينهم من غير القضاة «فلول» أو «عسكر» وذلك ما أؤكد عليه.
* ما توصيفك لما اتخذه مجلس الشورى من قرار بتعيين السيد البابلى رئيساً لـ«الجمهورية» وتجاهل حكم القضاء بعودة جمال عبدالرحيم؟
- هذا القرار يعنى العودة لعصر مبارك بتجاهل أحكام القضاء، بعكس ما فعله صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام عندما أعاد قناة «دريم».
* هل ترى أن هناك قوى سياسية تسعى لتأجيج الصراع وإثارة الفتن؟
- بالطبع هناك تخريب إجرامى، ومنها قتل طفل فى دمنهور، وكذلك حرق المقرات فهو إجرام يقف وراءه بلطجية وقوى مشبوهة، ومن الممكن أن يكون وراءه «أحمد شفيق».