«الذئاب المنفردة».. سلاح «التنظيم الأم» لتفجير العالم
«الذئاب المنفردة».. سلاح «التنظيم الأم» لتفجير العالم
عناصر «داعش» يذبحون مدنيين في ليبيا «صورة أرشيفية»
يستخدم تنظيم «داعش» الإرهابى استراتيجية «الذئاب المنفردة» لضرب البلاد الغربية والعربية من الداخل، من خلال شن الهجمات الإرهابية بها لنقل الحرب من سوريا والعراق إلى قلب عواصم تلك الدول.. وبدأ التنظيم فى تطوير هذا المفهوم إلى تشكيل خلايا منظمة فى هذه الدول، وهو ما حدث خلال الهجمات الإرهابية الأخيرة التى استهدفت عدداً من المواقع داخل العاصمة الفرنسية باريس أسفرت عن مقتل وإصابة المئات.
«الذئاب» غير مرتبطين بالتنظيم هيكلياً.. ينفذون أهدافه ويتلقون تدريبات عبر «الإنترنت»
مصطلح «الذئاب المنفردة» يطلق على عناصر متشددة ومتطرفة، موجودة داخل الدول كخلايا نائمة، لا يربطها بالتنظيم الأم (داعش) أى هيكل تنظيمى، لكنها تستقبل استراتيجياته وأيديولوجياته العامة، والأهداف التى يضعها التنظيم، ويستخدمها لتنفيذ عمليات إرهابية داخل هذه البلدان. وتشمل «الذئاب المنفردة» الأشخاص المتعاطفين مع التنظيمات المتطرفة، التى تتحول تدريجياً إلى عناصر فعالة تقدم على تنفيذ عمليات إرهابية.
وتختلف استراتيجيات وتحركات «الذئب المنفرد» عن العناصر التنظيمية المنتمية بشكل هيكلى للجماعات التكفيرية، حيث تتولى تلك العناصر مهمة اختيار الزمان والمكان والهدف الذى ينفذ عمله الإرهابى، فضلاً على أنه يعتمد على التمويل الذاتى لعملياته دون الاستعانة بالتنظيم، بما فى ذلك توفير السلاح وتحديد نوعه.
وفى الغالب يتم جذب «الذئاب المنفردة» وتجنيدها من خلال الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى، حيث تتعرف من خلال هذه النوافذ على استراتيجيات التنظيم والأهداف التى يضعها بهدف شن هجمات إرهابية ضدها. وتوفر وسائل التواصل الاجتماعى والإنترنت مهمة تدريب تلك «الذئاب المنفردة» من خلال توفير الإرشادات اللازمة لصناعة القنابل الناسفة واستخدام السلاح وغيره من التدريبات العسكرية التى تحول هؤلاء الأشخاص لإرهابيين متمرسين.
ويعتبر «أبومصعب السورى»، أحد القيادات التاريخية لتنظيم القاعدة، أول من وضع أسس هذا المفهوم عام 2004، حيث كان يطلق عليه مصطلح «الجهاد الفردى»، ولجأ إلى هذا الأسلوب لمواجهة الهجمة الأمريكية ضد الجماعات التكفيرية عقب أحداث 11 سبتمبر، ويعتمد هذا الأسلوب على تشكيل خلايا منعزلة غير مرتبطة بشكل مباشر بالقاعدة، بحيث يصعب رصدها، ومهمتها تنفيذ عمليات إرهابية فردية داخل البلدان الغربية.
وكانت بداية هذه الخلايا فعلياً عام 2009 فى ساحة «تايمز سكوير» فى نيويورك عندما قام فيصل شاه زاد الباكستانى الأصل البريطانى الجنسية بمحاولة تفجير سيارة مفخخة.
واكتسب مصطلح «الذئاب المنفردة» داخل التنظيمات التكفيرية شراسة وقوة أكبر عام 2011، بعد مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن، نتيجة اضطرار عدد كبير من العناصر الإرهابية للعودة إلى بلدانهم مرة أخرى، هرباً من الملاحقات الأمنية التى شنتها أمريكا، ليشكلوا بعد ذلك مجموعات ذئاب منفردة فى هذه الدول. وبعد تأسيس تنظيم «داعش» فى العراق وسوريا، لجأ إلى استخدام أسلوب الذئاب المنفردة، على اعتبار أن أغلب قياداته خرجوا من رحم «تنظيم القاعدة» وانشقوا عن أيمن الظواهرى عام 2014.
أما عن أشهر العمليات الإرهابية التى نفذتها «الذئاب المنفردة»، التابعة لـ«داعش»، بعدد من دول العالم، فهو الهجوم الإرهابى الذى نفذه أحد عناصر «داعش» فى شهر يونيو الماضى على شاطئ سوسة التونسى الذى أودى بحياة 38 شخصاً غالبيتهم بريطانيون.
كما نفذت الذئاب المنفردة عدداً من العمليات الانتحارية ضد مساجد الشيعة بالسعودية.
وفى الدول الغربية، نفذ أحد عناصر «داعش» ويدعى أمادى كوليبالى، فى شهر يناير، عملية احتجاز رهائن بمتجر يهودى بباريس، بالتزامن مع الهجوم الذى نفذه «القاعدة» ضد مجلة «شارلى إيبدو»، ما نتج عنه مقتل 4 من الرهائن وتصفية منفذ العملية.