28 مشروعاً صغيراً مهددة بالإزالة.. وصاحب «عربة كبدة»: «لا شغل ولا أكل عيش»
28 مشروعاً صغيراً مهددة بالإزالة.. وصاحب «عربة كبدة»: «لا شغل ولا أكل عيش»
مثلث ماسبيرو
عربة صغيرة تفوح منها رائحة ساندوتشات الكبدة، يقف خلفها شاب عشرينى يحضر الطعام للزبائن، ملابسه نظيفة، وهيئته مهندمة.. إنه أحمد محمود، خريج معهد أزهرى، عبّر عن أفكاره بطريقة منمقة قائلاً: «أنا مقعدتش فى البيت، ولا استنيت تعيين فى الحكومة، نزلت أشتغل وأصرف على عيلتى، بس مصدر دخلى الوحيد مهدد بالضياع». يقول أحمد محمود إنه أثناء قيام الجهات المعنية بعمل حصر لبيوت الأسر ومحلاتهم ومشروعاتهم، لم يقوموا بحصر المشروعات الصغيرة، ذات الميزانية المحدودة، لأننا لا نملك أى أوراق تتعلق بوصلات الكهرباء، أو عقود الإيجار، ومعظم أهالى المنطقة يعتمدون على تلك المشروعات الصغيرة كمصدر أساسى للرزق، سواء من يبيع الخضار أو الفاكهة، أو عربات الكشرى، أو «نصبات الشاى»، أو عربات الساندوتشات السريعة. وبينما ينشغل «أحمد» بإخراج الكفتة من الزيت ليضعها فى طبق كبير بجواره، يقول: «كل مسئول يطلع يقول مصر مش هتنهض إلا بجهود الشباب والعمل الدؤوب،
أصحاب المشروعات يتمنون أن توفر لهم الدولة أكشاكاً صغيرة تخضع لأى نوع من الرقابة
ومش عايزين يسيبوا لنا أى فرصة عشان نعيش، بأقف قدام الزيت فى عز الحر، وأنا شاب متعلم، وبرضه مفيش فايدة». ويؤكد أنه رفض أن يمتهن أى عمل غير أخلاقى، وبعدما يئس من توفير فرصة عمل له، أو دخل ثابت يكفيه وعائلته، قرر أن يفتتح مشروعه الصغير، وهو هذه العربة لبيع الساندوتشات. يقول مصطفى نصر، شاب عشرينى، عضو رابطة ماسبيرو، إن هناك 28 حالة مثل «أحمد» جميعهم يمتلكون مشروعات صغيرة، ولا يملكون أوراقاً لتلك المشروعات، ويعتمدون عليها كمصدر دخل وحيد لأسرهم، وبعض هذه المشروعات قائمة منذ أكثر من 20 سنة. ويؤكد «مصطفى» أنه حاول التواصل مع القائمين على الصندوق أكثر من مرة حتى يتم إدراج تلك المشروعات ضمن التطوير، لكن باءت كل محاولاته بالفشل، وحتى اليوم لا يعرف مصير هذه الأسر، موضحاً أن أصحاب تلك المشروعات لا يطمحون سوى لتوفير أكشاك صغيرة لهم، وأن يتم إخضاعهم لأى نوع من الرقابة.