«عبدالسلام» تحت المطر: «باسلّك البلاعات علشان ما نغرقش»
«عبدالسلام» تحت المطر: «باسلّك البلاعات علشان ما نغرقش»
عبدالسلام الشاذلى عامل نظافة يؤدى عمله وسط الأمطار
يقطع 20 كيلومتراً يومياً فى المواصلات، أحياناً يكون تحت المطر، وفى ظل ظروف جوية سيئة، مثل الأمس، ليذهب إلى عمله فى تنظيف شوارع مدينة دمنهور، وتسليك «بلاعات الصرف الصحى».
عامل نظافة بدمنهور: لا أطيق رؤية القمامة فى الشارع
يؤدى عبدالسلام محمد الشاذلى، 47 عاماً، عامل نظافة بالوحدة المحلية لمركز ومدينة دمنهور، عمله بإتقان وتفانٍ، كما هو مشهود له من رؤسائه وزملائه، فهو يحافظ على الذهاب إلى عمله مبكراً، وذلك يتطلب منه أن يغادر قريته «فرنوى»، التابعة لمركز شبراخيت، فى الصباح الباكر، ويقطع 20 كيلومتراً فى المواصلات. ويبدأ «عبدالسلام» عمله برفع القمامة من ميدان الساعة، أشهر ميادين دمنهور ومحافظة البحيرة، ليظل الميدان المعروف باسم «ميدان الثورة»، محتفظاً بنظافته دون أى مخلفات.
«ليس لدى ما أقدمه سوى أن أؤدى عملى بنجاح وكفاءة وإخلاص، ودائماً أنتظر الجزاء من الله، مينفعش أنام فى بيتى والشوارع فى دمنهور غرقانة فى القمامة ومياه الأمطار»، هكذا بدأ «عبدالسلام» حديثه مع «الوطن».
وبالفعل لم يكتف «عبدالسلام» برفع القمامة من المنطقة، تحت المطر أمس، ما أدى إلى غرق ملابسه بالكامل، بل سارع للبحث عن أدوات تسليك بلاعات الصرف، وأخذ يسلك بلاعة الميدان، دون انتظار لعاملى الصرف، واتصل بأحد مسئولى الوحدة المحلية فى دمنهور لإرسال سيارة كسح مياه إلى المنطقة.
ومع انشغاله فى تسليك البلاعات، ختم «الشاذلى» كلامه بقوله: «بسلّك البلاعات علشان ما نغرقش أنا أؤدى عملى المطلوب منى، ودى أمانة فى رقبتى ربنا هيحاسبنى عليها، ولما أروح آخر النهار لأولادى، أشعر بسعادة وارتياح أننى فعلت كل ما عليّ أن أفعله».