أزهريون عن الفن و"التوك شو" المبتذل: "أسلحة فتاكة" تضرب الأمن الاجتماعي للأمة
أزهريون عن الفن و"التوك شو" المبتذل: "أسلحة فتاكة" تضرب الأمن الاجتماعي للأمة
عمر هاشم
تسللت إلينا بعض أفلام السينما التي تم طرحها مؤخرا بدور العرض وبعض برامج "التوك شو" وهي تحتوي على الكثير من العبارات والإيحاءات والإيماءات الخادشة للحياء والتي تخرج عن قيمنا الاجتماعية وديننا الحنيف.
بعض برامج "التوك شو" حملت الكثير من العبارات والإيحاءات الخادشة للحياء
وبدوره، يقول الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، لـ"الوطن"، إن "الرقابة الداخلية تحتاج إلى نفوس نقية تتعهد نفسها بالمحاسبة والمراقبة، أما النفوس القبيحة التي تستحسن القبيح وتستقبح الحسن وفق رغباتها وشهواتها وهي رقابة خارجية أداتها القانون الذي به كثير من الخلل.
وأضاف عمر هاشم أن الفن حاليا يعيش حالة من التوهان لا يستطيع الخروج منها إلا بالرقابة الداخلية والخارجية يكون مبدأها الأخلاق الإسلامية بالحياء، فنحن في حاجة إلى بعث الحياء في النفوس وتعرف تلك الحالة في الفلسفات بيقظة الضمير واستشعار المعية الإلهية ورقابته، وبدون الحياء يكون الموت المعنوي لبشرية النفس وتدني النفس الإنسانية المكرمة إلى الحيوانية غير المكلفة بل إلى الجماد الفاقد لكل معاني الحياة، لذا كان قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى، إذا لم تستح فاصنع ما شئت، ووصيته صلى الله عليه وسلم: "استحيوا من الله حق الحياء، فقالوا: يا رسول الله، إنا نستحي، قال: ليس ذاك، ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى".
وأوضح عضو "كبار العلماء": "يجب على الشاهد أن يعلم ويدرك أن هذه القناة أو العمل بدأ في التجاوز فإذا تمادت في أخطائها على المسؤولين غلق القناة أو رفض العمل وتقوم على ذلك لجنة ممثلة من أساتذة الإعلام بالجامعات ورجال الأعمال دورهم مراقبة تلك القنوات والأعمال، وعلى الجميع أن يتحرك نحو التغيير حتى لا يضيع أبناؤنا في المستقبل"، مضيفًا أن تلك البرامج المهمة هي بمثابة منبر للحق والنور يدافع من خلاله عن الإنسانية وحقوقها ليس التدخل في أعراضها وخصوصياتها".
وقال الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الفن يعمل على مصالح الأمة ويعمل على تنمية معارفها العلمية ويهذب طباعها وسلوكها ويحاول أن يعالج المشكلات التي تتقلب فيها الأمة ويعطي نموذجا لإدارة الأزمات ويحافظ على هوية الأمة ويرتقي بالذوق والحس الإنساني لا أن يبرز لنا حالات السفور والإباحية في صورة البطولة وكأنه أصبح معهودا لا شيء فيه ولا بد أن يكون للفن سبيلا لتهذيب النفوس ويكون وسيلة لتوجيه الطاقات نحو البناء لأن البناء الحقيقي للأمم مرتبط ببناء الأخلاق، والواجب على الأسر جميعا أن يدركوا خطورة الفن المبتذل وأنه يبذر بذور الفتنة ويفرق بين أفراد الأمة ويتعدى على خصوصياتها وأسرارها ويدعو إلى الأخلاق المذمومة كالنميمة والغيبة والخوض في أعراض الغير".
وأضاف الجندي أن هذه الأعمال والبرامج التي تتمكن من خصوصيات الناس وانتهاك حرماتهم وأسرارهم كأنه يمسك بيده فأس يهدم به الإنسان قيما وأخلاقا وروحا، فإذا كانت الحروب والأزمات والكوارث تستهدف الإنسان بأسلحتها الفتاكة، فإن هذه الأعمال المبتذلة تستهدف الإنسان كالجسد فهي حرب أخرى أشد منها فتكا حيث إنها تنتهك خصوصيات الناس وتنشر الفضائح والجرائم، ما يشجع على انتشارها بين أفراد المجتمع، موضحا أن هذا النوع من الفن يضرب الأمن الاجتماعي للأمة، ما يدعو إلى حالة من التخوف والقلق وعدم الطمأنينة ويحرك السلوك الإنساني إلى تقليد ما يراه وما يسمعه من رذائل ومخالفات وانحرافات، الأمر الذي يتوجب على الأسرة من خلال وليها أن يعيد ترتيب أوراقه جيدا ويباشر بنفسه ما تشاهده أسرته وما يأتي على مسمعها حتى يتجنب الكوارث التي قد تحدث بداخل بيته من تقليدهم لتلك الأعمال الرديئة.