بروفايل: الأنبا موسى.. قلب الكنيسة ينبض
بروفايل: الأنبا موسى.. قلب الكنيسة ينبض
صورة أرشيفية
اعتل قلب المحبة داخل جوف الرجل الناسك القابع فى دير الملاك، أنهك الزمن طيبته، استسلم الأنبا موسى للمرض ليطرحه على سرير أبيض بمستشفى الحياة بالقاهرة، الرجل الذى عُرف طوال خمسة وثلاثين عاماً بـ«رجل الدبلوماسية داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية»، المحبوب من الأقباط والمسلمين، دفعه حب الأقباط لأن يحظى بتزكيات كبيرة لترشيحه للكرسى البابوى خلفاً للبابا شنودة الثالث، إلا أن حبه للكنيسة وتفضيله مصلحة الأقباط على مصلحته الشخصية جعلاه يرفض الترشح للمنصب قبل أن يصل البابا تواضروس الثانى لسدة الكرسى المرقسى.
«الأنبا موسى»، أو إميل عزيز جرجس، المولود فى نوفمبر 1938، الذى تخرج فى كلية الطب عام 1960، وسلك بعدها السلك الكنسى ليُرسم أسقفاً فى 1978، ثم أسقفاً عاماً للشباب عام 1980، لم تمنعه دبلوماسيته من أن يقول للرئيس الأسبق مبارك، أثناء ثورة يناير: «أنت فاسد ومستبد»، ليكون من أوائل رجال الكنيسة الذين بشّروا بالمستقبل المشرق بعد الثورة، ولم تمنعه دبلوماسيته من مصارحة الرئيس الأسبق مرسى، وقت أن كان فى الحكم، بأن الأقباط لم يختاروه رئيساً، ولكنهم يأملون أن يحل مشكلاتهم.
وفى ظل وضع سياسى ملتبس وضبابى، أعلن الأنبا موسى انحيازه لثورة الثلاثين من يونيو، مساندها بالكلمة والتوضيح خلال لقاءاته المتعددة مع الوفود الأجنبية التى قدمت للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وأبرزها وفود الكونجرس الأمريكى، نيابة عن البابا، قبل أن يعلنها بوضوح «السيسى رئيسى»، ليعلن مساندته لترشيح وانتخاب الرئيس الحالى عبدالفتاح السيسى.
ظل الأنبا موسى لما يزيد على 35 عاماً يضع الوطن والكنيسة فى قلب الشباب القبطى عبر خدمة أسقفية الشباب التى كان أول أسقف فى تاريخ الكنيسة يتولى مسئوليتها، قبل أن تتمدد خدماتها بداخل وخارج مصر، وتعمل على ربط الأقباط بوطنهم مصر، لتصير الأسقفية فى عهده جوهرة تدل على وطنية الكنيسة وحب الأقباط لوطنهم، ظل قلبه ينبض بالشباب، ويفيض حباً وحناناً عليهم، داخل قلايته يصلى من أجلهم، ولا يشغله شىء عن خدمتهم، لم يُضبط يوماً عبوساً متجهماً، ولم يُرصد يوماً فظاً غليظاً ينهر أحداً وقف على بابه، لتترجم أفعاله فى مظاهرة الحب التى طافت مواقع التواصل الاجتماعى تدعو له وتبتهل بأن يمنحه الله الشفاء، قبل أن يقف عدد كبير من مريديه على أبواب المستشفى محبين قادمين من أجل نظرة تطمئنهم على من يعشقون ابتسامته، وتمنحهم كلماته حياة فى القلوب.