رئيس المهرجان: الحديث عن إلغاء «القومى للسينما» لضعف أفلامه «عجز»
رئيس المهرجان لـ«الوطن»: الحديث عن إلغاء «القومى للسينما» لضعف أفلامه «عجز»
سمير سيف
فى الوقت الذى طالب فيه البعض بحجب الدورة الحالية للمهرجان القومى للسينما المصرية، التى تحمل شعار «أفلامنا.. مرآتنا» بحجة رداءة الأفلام المشاركة، أعلن المخرج سمير سيف رئيس المهرجان، تمسكه بها واصفاً هذا القول بالخائب، فى حواره لـ«الوطن»، مؤكداً استمرار المهرجان لتشجيع المنتجين ودفعهم لتقديم الأفضل. وأشار «سيف» إلى ضرورة دعم الفن إذا ما ساء حاله، لا العمل على منعه، واصفاً المنادين بالتخلى عن المهرجان بأنهم أصحاب «قول عاجز»، وكشف «سيف» لـ«الوطن» أسباب غياب النجوم عن حفل الافتتاح والندوات، والمعوقات التى واجهته أثناء تحضيره لانطلاق هذه الدورة، فى هذا الحوار.
■ كيف كان استعدادك للدورة الحالية من المهرجان القومى للسينما؟
- فى كل دورة نحاول إظهار شىء جديد، وهذه الدورة من عمر المهرجان تم تنظيم معرض، بذل فيه مجهود كبير للاحتفاء بمئوية ميلاد المخرج صلاح أبوسيف، التى تستمر طوال فترة المهرجان، حتى 16 أكتوبر الحالى بمركز الهناجر للفنون، كما نستكمل فى هذه الدورة سلسلة «الخالدون»، وهى مجموعة كتب تصدر عن فنانين رحلوا ولم تسوق أعمالهم، وفى العام الماضى كانت للفنان سيد بدير، وهذا العام نقدم أبوالسعود الإبيارى، الذى كتب حوالى 200 فيلم، وأعماله ملء الأسماع والأبصار ولكن لا يعرف أحد عنها الكثير.
سمير سيف: عندما يسوء الفن يجب دعمه.. لا منعه
■ وهل واجهت معوقات فى التحضير لهذه الدورة؟
- لم أواجه أى معوقات، ولابد أن أشيد بدور صندوق التنمية الثقافية، ورئيسه المهندس محمد أبوسعدة، فهذا الرجل لم يدخر جهداً فى سبيل تذليل أى شىء، والعقبة الرئيسية نجدها تحت مظلة الإدارات الحكومية، ولا تقتصر على هذا المهرجان فقط، بل تشمل كل المهرجانات فيما يخص الميزانيات المحكومة بالسوابق، فهذه تجعل التحرك بطيئاً نسبياً، ولكن هناك نية للتنفيذ والإخلاص، بالإضافة لوجود تفانٍ كامل وسعى للإنجاز.
زيادة ميزانية المهرجان لـ2 مليون يعطيه ثقلاً.. والإدارات الحكومية عقبة أمام كل المهرجانات
■ رغم القيمة التى تحملها ندوات المهرجان إلا أن الأيام الأولى أثبتت انصراف الجمهور عنها.. فما تعليقك؟
- كان من تقاليد المهرجان فى السابق، إقامة ندوة عقب كل فيلم بحضور صناعه وأبطاله مع الجمهور، ولسبب ما لا أعلمه بدأت هذه الظاهرة فى الاختفاء تدريجياً، ومع بداية عودة المهرجان بعد توقفه لعامين، كان الموقف الأمنى لا يسمح بعقد ندوات، كما حدث فى مباريات كرة القدم بمنع الجمهور من الحضور، وبالتالى اختفى هذا التقليد من برنامج المهرجان هذا العام، وبدأنا نسترجعها من خلال ندوات الراحلين لنرى مدى الإقبال، وهذا يرجع فى النهاية لدافع شخصى من الناس.
الموقف الأمنى وراء انصراف الجمهور عن الندوات والدوافع الشخصية سبب فى غياب النجوم
■ وهل يرجع هذا لنقص الدعاية للمهرجان.. أم لغياب النجوم أنفسهم؟
- نحن نبذل قصارى جهدنا فى نشر هذه الندوات، عبر الصفحة الخاصة بالمهرجان على مواقع التواصل الاجتماعى، وهناك تنويهات فى كل مكان، ويبقى الاهتمام الشخصى، وكانت هذه الندوات فى فترة زمنية معينة تجتذب الحضور لحرص النجوم على الوجود بها، ولكن فى السنوات الأخيرة لوحظ عزوف النجوم عن حضور الندوات وحفل الافتتاح والختام، وبالتالى فهذا العامل أثر على الإقبال الجماهيرى، ونحن نتمنى أن يحضر الجميع.
■ ولكن هل وجهت الدعوات لحضور الفنانين للندوات؟
- نوجه الدعوة لكل الفنانين، ولا نستثنى أحداً ونتابعها حتى نتأكد من وصولها، لكن الحضور أولاً وأخيراً راجع للدافع الشخصى.
■ وما السبب وراء غياب النجوم عن المهرجان القومى؟
- السؤال هنا يوجه لهم، فنحن لم نغير أى تقليد سابق يستدعى غيابهم، وعلى العكس نسعى فى كل دورة للتطوير المستمر، وأنا دائماً أردد إذا كان هناك سبب أو آخر للغياب عن أى مهرجان، فلا يجب أن ينطبق ذلك على «القومى»، لأنه المهرجان العائلى الذى يجمع أسرة السينما ببعضها، فالأولى أن يكونوا موجودين، ويعتبر أيضاً فرصة لرؤية الفنانين لبعضهم، لانشغالهم طوال العام، وفرصة أيضاً لظهور روح الود بأن نبارك لمن يجيد ويجتهد، بالإضافة لدعم وتقوية المهرجان.
■ وكم تبلغ ميزانية المهرجان الحالية؟
- تقترب ميزانية المهرجان من 2 مليون جنيه، ويمنح 3 جوائز للإنتاج، المركز الأول تبلغ قيمة جائزته 300 ألف جنيه، بدلاً من 150، والثانى 200 بدلاً من 100، والثالث 150 بدلاً من 75، وللممثلين 30 بدلاً من 15 ألف جنيه، وهناك جوائز أفضل مخرج، ومصور، وممثل أول، وثانٍ، وممثلة أولى وثانية، وصوت، وديكور، وجائزة العمل الأول، والإسهام الفنى وغيرها.
■ وما مدى تأثير زيادة الجوائز على المشاركين؟
- الجوائز تضاعفت هذا العام، وكانت مبادرة جيدة من الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، ففى نهاية الدورة السابقة قرر مضاعفة قيمة الجوائز، وهذا مهم لإعطاء جاذبية سواء للشركات المنتجة أو للعاملين بالحقل السينمائى، كما أعتقد أن لها تأثيراً قوياً على الشباب من صانعى الأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية والتحريك، لأن هؤلاء «أحوج» ما يكون لجائزة مالية تساعدهم فى مسيرتهم المهنية.
■ طالب البعض بحجب هذه الدورة نظراً لرداءة الأفلام المشاركة.. فما تعليقك؟
- هذا قول خائب.. لأن علينا أن نشجع المنتجين لكى يكون المهرجان دافعاً لآخرين، كما أن الأفلام السيئة موجودة عبر سنوات منذ الحرب العالمية الثانية، وهل نستطيع بهذه الحجة أن نمنع المنتخب الوطنى من السفر للمشاركة فى مباريات دولية إذا كان أداؤه سيئاً، أو نلغى الدورى لعدم وجود جمهور؟ بالطبع لا، وعندما يسوء الفن لا بد أن ندعمه لا أن نمنعه، لأن هذا قول غير مسئول، والإلغاء قول عاجز.
■ وما رأيك فى الرأى القائل بأن إقامة المهرجان فى دار الأوبرا وراء إحجام الجمهور عن الحضور؟
- وجود دار الأوبرا كمستضيف لكل الاحتفالات، يعد ميزة فى حد ذاتها لا عيباً، لأنها تسهل على الجميع الوجود فى مكان واحد كفكرة «المول»، وبالنسبة للمهرجان القومى تحديداً فهو يختلف عن باقى المهرجانات السينمائية التى تعرض أفلامها لأول مرة، نحن نعرض أفلاماً سبق عرضها على مدار عام، وبعضها تم عرضه على الفضائيات، وهنا العروض لا تحتاج لجمهور، فهى مسابقة بين الأفلام التى تم عرضها خلال العام.
فى الوقت الذى طالب فيه البعض بحجب الدورة الحالية للمهرجان القومى للسينما المصرية، التى تحمل شعار «أفلامنا.. مرآتنا» بحجة رداءة الأفلام المشاركة، أعلن المخرج سمير سيف رئيس المهرجان، تمسكه بها واصفاً هذا القول بالخائب، فى حواره لـ«الوطن»، مؤكداً استمرار المهرجان لتشجيع المنتجين ودفعهم لتقديم الأفضل. وأشار «سيف» إلى ضرورة دعم الفن إذا ما ساء حاله، لا العمل على منعه، واصفاً المنادين بالتخلى عن المهرجان بأنهم أصحاب «قول عاجز»، وكشف «سيف» لـ«الوطن» أسباب غياب النجوم عن حفل الافتتاح والندوات، والمعوقات التى واجهته أثناء تحضيره لانطلاق هذه الدورة، فى هذا الحوار.