المعاقون فى البرلمان.. «شو إعلامى».. آخره «مكانك مش هنا»
المعاقون فى البرلمان.. «شو إعلامى».. آخره «مكانك مش هنا»
معاقون يحلمون بتغيير أوضاعهم «صورة أرشيفية»
فى حين يشحذ عدد كبير من مرشحى مجلس الشعب همهم لجذب أكبر عدد ممكن من أصوات الناخبين، بلافتات ودعاية ومؤتمرات انتخابية، يعيش ما يقارب الـ15 مليون معاق أجواء انتخابية مختلفة، فهم مخيرون إما بالبحث عن إحدى القوائم والنزول عليها حتى وإن كان وجودهم للديكور فقط، أو العدول عن فكرة الترشح بأكملها.
رغم ترشح «يسرى محمد»، مدير إدارة بجمارك القاهرة، مسبقاً فى انتخابات 2005، وحالت إعاقته الحركية دون وصوله لكرسى البرلمان، فإنه ظن أن الأجواء اختلفت كثيراً عن السابق، وباتت فرصته أكبر، وهو ما لم يحدث: «كنت مترشح عن دائرة دير مواس بالمنيا، وكانت مؤتمراتى الانتخابية حاشدة ولدى قبول بين الناس، لكن حال المال السياسى دون وصولى للمنصب». عادت فكرة الترشح تلح على «يسرى» مؤخراً، ظناً منه أن فرص المعاقين أصبحت أكبر، وبالفعل أعرب عن رغبته فى الترشح، ثم فوجئ برسوم التأمين و5 آلاف جنيه للكشف الطبى ونصف مليون جنيه دعاية انتخابية، ما يفوق إمكانياته بكثير، فعدل عن الفكرة مجدداً.
ظروف «سامح فهمى»، المرشح على قائمة «نداء مصر» عن شمال ووسط وجنوب الصعيد، مختلفة، فلم يفكر من قبل فى الترشح للبرلمان، ودائماً كان يرى أن فرص وصول المعاق للبرلمان منعدمة، الأمر الذى تغير بتغير القيادة السياسية: «الأوضاع اختلفت من بعد ثورة 30 يونيو، شاركت فى إعداد الدستور وجلسات الحوار المجتمعى، وشعرت أنه حان الوقت للترشح للبرلمان، ولم أشعر يوماً أن جلوسى على كرسى متحرك سيمنعنى من الوفاء بمسئولياتى». المشكلة الأكبر التى تواجه المعاق فى مصر هى الترشح فردياً، فهو لا يمتلك من المال ما يسمح له بمنافسة المرشحين الآخرين، بخلاف نظرة المجتمع التى تحتاج إلى تغيير: «الإعاقة الحقيقية هى إعاقة الفكر وليس البدن، ناس كتير أصحاء وفاسدون، وربما يكون المعاق أكثر حماسة وتحدياً عن الآخرين فى صنع التغيير».
أما «عصام شحاتة»، رئيس جمعية الأقزام بالإسكندرية، فله تجربة مختلفة، حيث تم استغلاله مع بعض أعضاء الجمعية فى الدعاية الإعلامية لأحزاب وقوائم، ثم استبعاده وتجاهله: «اتقدمنا لأحزاب الوفد وحماة الوطن عشان نترشح على قوائمهم، ووعدونا بدعمنا واتصوروا معانا، وبعدها فوجئنا أن الأمر كان شو إعلامى وتجاهلونا، وكل القوائم أخدت إعاقات مختلفة واستبعدونا».
«عصام»، الذى سبق أن أعلن عن نيته الترشح للبرلمان عدل عن الفكرة، مؤكداً أنه مجبر على ذلك فى ظل ضعف الإمكانيات المادية، وتجاهل القوائم لهم، بينما ظل حلم واحد يراوده هو وآلاف الأقزام، بأن يختار رئيس الجمهورية عبدالفتاح السياسى واحداً منهم ليمثلهم داخل البرلمان بالتعيين، باعتباره السبيل الوحيد للوصول لمجلس النواب.
عصام