المعاناة الإنسانية تفتك باليمن.. وحل الأزمة يبدأ بـ«وقف إطلاق النار»
المعاناة الإنسانية تفتك باليمن.. وحل الأزمة يبدأ بـ«وقف إطلاق النار»
المياه تصل إلى اليمنيين فى «جراكن» بعد انقطاعها عن المنازل
مع تفاقم الأوضاع الإنسانية فى اليمن، تتصاعد الحاجة إلى حل سياسى يبدأ بـ«وقف كلى لإطلاق النار»، وأكد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن أهم محطة فى الوساطة الأممية فى اليمن هى أن الجهود الأممية نجحت فى جمع أطراف الأزمة اليمنية والاتفاق على العديد من النقاط المحورية والأساسية مثل وقف إطلاق النار والانسحاب، وقال المبعوث الأممى إن جماعة «أنصار الله» مستعدة لتقديم تنازلات، مشيراً إلى أنها أكدت استعدادها للالتزام بالقرار 2216 وعودة الحكومة.
المبعوث الأممى: «الحوثيون» مستعدون لتقديم تنازلات وعودة الحكومة.. ومسئول فى «المؤتمر»: ملتزمون باتفاق «النقاط السبع»
وأشار ولد الشيخ إلى ضرورة وقف نهائى لإطلاق النار فى اليمن، مشيراً إلى أن الأوضاع الإنسانية فى اليمن لم تعد تحتمل، وقال: «حان الوقت لوقف كلى لإطلاق النار، خاصة أن الشعب اليمنى فى حاجة لذلك والتخلص من المعاناة والأزمة الإنسانية»، وأضاف أن «الحرب زادت على 6 أشهر واليمن كان البلد الثانى على مستوى العالم من ناحية مجاعة الأطفال، وقبل الحرب كان هناك 7 ملايين يمنى يحتاجون مساعدات وتفاقمت الأوضاع وأصبح 21 مليون يمنى يحتاجون للمساعدات».
وأكد مصدر فى حزب المؤتمر الشعبى العام، حزب الرئيس السابق على عبدالله صالح، لـ«الوطن»، أن المؤتمر الشعبى العام لا يزال عند موقفه المتمسك بإيقاف العدوان ورفع الحصار والحل السلمى للأزمة اليمنية، حسب قوله. وأوضح المصدر أنه واستمراراً للجهود التى تُبذل فى العاصمة العمانية مسقط فإن الأمين العام للمؤتمر الشعبى العام، عارف الزوكا، بعث برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، أكد فيها موقف المؤتمر الملتزم بتنفيذ النقاط السبع التى أُعدت مع مبعوث الأمين العام وفى مقدمتها الالتزام بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما فيها القرار 2216 وفق آلية تنفيذية يتم التوافق عليها ويتم تنفيذها من جميع الأطراف. ودعا الأمين العام لـ«المؤتمر» مجلس الأمن إلى إيقاف الحرب وحث الأطراف لبدء التفاوض لوضع آلية تنفيذية للقرار 2216 تنظم عملية الانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة من جميع الأطراف وإنجاز ذلك تحت إشراف الأمم المتحدة واستئناف العملية السياسية.
وميدانياً، تتحدث كل المؤشرات فى اليمن عن توقع كوارث إنسانية فى ظل استمرار الحرب ما لم تكن هناك تحركات دولية لإلزام كافة الأطراف بوقف إطلاق النار والعودة لطاولة المفاوضات، حيث مرت 6 أشهر بلا ماء ولا كهرباء ولا مشتقات نفطية ولا أدنى مقومات الحياة البسيطة، التى انعدمت بفعل الحرب والحصار ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلا بعد وساطات أممية، وعندما تصل بصعوبة لا يبقى للمواطن العادى سوى قدرته الشرائية والسوق السوداء حتى وصل سعر أسطوانة الغاز إلى 10000 ريال، بينما وصل سعر الـ20 لتراً من البنزين إلى 18000 ريال، ناهيك عن ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية كالقمح، إذ يتراوح سعر الكيس بين 4300 و7000 ريال، ما يعنى أن هناك ارتفاعاً مضاعفاً فى الأسعار.
ومع المعاناة الإنسانية يحضر مشهد «الموت القادم من الجو والأرض»، فالصواريخ تنهال عليهم كل يوم، وسكاكين «داعش»، وبندقية «الحوثى والقوات الموالية للرئيس السابق على عبدالله صالح» تذبحهم وتقتلهم من الأرض، وفق ما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، عبر ممثلها فى اليمن، جوليان هارنس، حيث قُتل 505 أطفال وأصيب 702 آخرون خلال 6 أشهر من الحرب فى اليمن.
وقال ممثل «اليونيسيف»، جوليان هارنس، فى تقرير للمنظمة الدولية، إن نحو 1٫7 مليون طفل يمنى عرضة لخطر سوء التغذية، وما يقرب من 10 ملايين آخرين بحاجة ملحة للمساعدات الإنسانية. مشيراً إلى أن الأطفال تحت 5 سنوات من العمر هم أكثر عرضة من غيرهم لخطر سوء التغذية الحاد، وأن عددهم تضاعف خلال 2015 ثلاث مرات، حيث أصبح العدد 537 ألفاً، مقارنة بـ160 ألفاً قبل اندلاع الحرب على اليمن فى أواخر مارس الماضى.
وعلى صعيد الخسائر البشرية، حصدت الحرب آلاف الأرواح والضحايا الأبرياء وشردت آلاف الأسر من منازلهم بل ومحافظاتهم حيث صاروا نازحين، ووفقاً لتقرير رسمى صادر عن الوحدة التنفيذية لإغاثة النازحين فإن عدد النازحين اليمنيين فى عموم محافظات اليمن بلغ 253 ألفاً و463 أسرة، بما يعادل مليوناً و617 ألف فرد يعانون من نقص حاد فى المواد الغذائية والإيوائية والدوائية جراء الحرب. وأوضح التقرير أن النزوح الأكثر للأسر المتضررة كان إلى المناطق الأكثر أماناً مثل محافظات «صنعاء، المحويت، إب، حضرموت»، مؤكداً وجود أسر عالقة كما هو الحال فى صعدة لم تستطع النزوح، حيث نزح منها ما يقارب 25% من إجمالى عدد سكان المحافظة.
العشرات ينتظرون أمام مستودع غاز لملء أسطوانات البوتاجاز