يحدث فى الصعيد: القسط أسبوعى.. وعلى «توابل ومش وبيض»
يحدث فى الصعيد: القسط أسبوعى.. وعلى «توابل ومش وبيض»
الصعيد يعيش على التقسيط بسبب معدلات الفقر
دون إعلان، أو إجراءات وأوراق وبنوك، يمارس أهالى الصعيد التقسيط فى أبسط صوره، ليس فى شراء الأراضى ولا العقارات، لكن فيما هو أبسط وأيسر، فالبيوت التى تعجز عن إنتاج البيض والمش والتوابل وغيرها من مستلزمات المعيشة العادية، يلجأون لشرائها بالتقسيط والسداد على مدار الأسبوع أو الشهر، حسب الكمية وحسب البائع.
«حوامدية» الأقصر مثالاً: نساء ورجال تحت رحمة «الأقساط التى لا ترحم»
فى السوق يعرف المترددون بعضهم بعضاً، يتبادلون الخبرات، ركود البيع دفع التجار إلى العودة لنظام «النوتة»، لكن بتطور يناسب العصر، فالسحب له حد، والدفع له مدى، من يتأخر فى سداد قسط يعرض نفسه للجرسة والفضيحة، ويمتنع التاجر عن التعامل معه، هذا ما حدث مع «رمضان»، الرجل الأربعينى أحد أهالى قرية الحوامدية شرق، مركز إسنا بالأقصر، القرية كغيرها من قرى الصعيد، تغرق فى بحور نسيان وفقر، يعجز معها الأهالى عن توفير الاحتياجات الأساسية، ورمضان كغيره أرزقى بسيط، لا حيلة له فى توفير احتياجات بيته سوى التعامل بالآجل «باشرى كل طلبات بيتى بالتقسيط، الراجل مش بيزود علينا، بيدينى الحاجة بأسعارها، وإحنا ملتزمين معاه بالدفع على أسبوع أو شهر، حسب الكمية، وربنا بيرزقنا، أهم حاجة البيت تبقى فيه لقمة تسد جوع العيال»، حال «رمضان» من حال «شحاتة»، فعمله فى تقطيع الحطب، لم يوفر له دخلاً ثابتاً، ما وضعه تحت طائلة التقسيط، بواقع 20 جنيهاً أسبوعياً، ما يصفه بقوله «أنا فى دوامة الدين اللى مش بيخلص، بس اللى زينا هيعمل إيه، ده طريقنا الوحيد».. المقايضة باتت حلاً آخر، يلجأ إليه الغالبية العظمى من أهالى الصعيد، وتحديداً قراه الفقيرة، وهو ما اتبعه «طه» بائع الدقيق الأرزقى، الذى يقايض التجار، يقسط لهم الدقيق، ويقسطون له البقالة واحتياجات بيته، لا يقتصر الأمر على الرجال فحسب، تتولى نساء الصعيد الدور الأبرز فى إدارة التقسيط، وبحسب الحاجة «أسماء» صاحبة محل لبيع الملابس، فإن أغلب نساء القرية يلجأن لتقسيط احتياجاتهن من الملابس والأحذية، وهو ما تؤكده «نعمة»، الشابة العشرينية، التى تضطر لتقسيط العباءة حتى لو ثمنها «35 جنيهاً».