«محمود حب يبقى صاحب مشروع عمل مغسلة فى حتة مفيهاش ميّه»
«محمود حب يبقى صاحب مشروع عمل مغسلة فى حتة مفيهاش ميّه»
الهوارى
عشرات السنوات قضاها موظفاً بإحدى الشركات الخاصة، يصعد سلمه الوظيفى ببطء، لم يَبْدُ أن هذا يرضيه لذا قرر محمود الهوارى أن يبدأ فى مشروعه الخاص لعله يصنع نجاحاً بمجال مختلف عن مجال عمله الأصلى، ليستقر فى النهاية على «مغسلة» بمنطقة منشأة البكارى فى الجيزة. «قليل البخت يلاقى العضم فى الكرشة»، قول ينطبق إلى حد بعيد على الرجل الخمسينى، الذى وقع اختياره على واحدة من أكثر المناطق تضرراً من انقطاع المياه فى محافظة الجيزة: «المية بتقطع أحياناً بالـ24 ساعة وممكن تقعد أسبوع متجيش، دى كارثة» هكذا يصف «الهوارى» المنطقة التى لم يربط أهلها بين تأخر ملابسهم وأغراضهم فى المغسلة، وبين الانقطاع المستمر للمياه: «الناس مابتصبرش عليا، واللى بيجيب حاجة مرة مش بيكررها، رغم إن المسألة غصب عنى وعنهم، فاكرينى عندى ماسورة خاصة بيا».
عبر إجراءات شديدة الصعوبة، نجح الرجل فى اقتراض 12 ألف جنيه، بضمان راتبه، ما يزال يسددها حتى الآن. لم يحظ الرجل بربح يذكر من عمله الذى أغلق أبوابه بعد شهور قليلة من الافتتاح، أغلق المغسلة وباع الماكينات بخسارة بلغت 8 آلاف جنيه، فضلاً عن الديون المتراكمة التى اقترضها من معارفه لتسديد إيجار المحل: «قررت معملش مشاريع تانى».
اقترض من أجل المشروع.. وأغلقه بعد شهور من الافتتاح
رحل الرجل عن المنطقة حاملاً تجربته الخاسرة التى ما يزال يسدد ثمنها لكنه فى الوقت نفسه يظل يتساءل: «يا ترى الناس هناك عايشين إزاى؟». لم ينسَ قط الرد الغريب من نوعه الذى تلقاه من مسئولى شركة مياه الشرب: «أصل فيه خطين مياه شغالين، واحد مابيقطعش عند جيرانكم، والتانى مفيهوش مشكلة غير محبسه بس، مش متظبط... هانبقى نظبطه». مرت أشهر عدة على الواقعة لتتفاقم الأزمة أكثر وأكثر ويخرج أهالى المنطقة والمناطق المجاورة للبحث عن نقطة مياه بينما يتأمل «الهوارى» المشهد متسائلاً: «كل ده بسبب المحبس».. حديث المسئول غير المنطقى اعتبره العميد محيى الصيرفى، المتحدث باسم الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، «كلام فارغ»، قائلاً: «المشكلة قائمة من فترة وأسبابها معلنة، الكمية المنتجة من المياه أقل من الكمية المطلوبة، وهذا ما يجعلنا نقوم بنظام المناوبة بين المناطق المتضررة.