«فتحى»: «اشتريت لحمة مستوردة عشان البلدى غالى»
«فتحى»: «اشتريت لحمة مستوردة عشان البلدى غالى»
فتحى هاشم
فى إحدى المناطق الصغيرة الواقعة بمنطقة الدقى، والتى تسمى بـ«عزبة أولاد علام»، بها كثير من الفقراء، التى لا تجد سوى رزق يومها، فى مدخل العزبة، على كرسى فى الشارع يجلس رجل ستينى، ذو شعر أبيض خفيف، يكسو رأسه، ولحية بيضاء تخط وجهه الأسمر، يعرف الناس عنه، حسن الخلق وعفافة نفسه رغم معاناته من الفقر.
فتحى أحمد هاشم، رجل صعيدى يرجع أصله إلى محافظة قنا، كان يعمل «سفرجى» فى إدارة نوادى القوات المسلحة، بعدما قضى سنوات فى العمل، خرج على المعاش، ويتقاضى شهرياً 1200 جنيه، يدفع منها الرجل 450 جنيه إيجار شقة، فضلاً عن نفقات الكهرباء والمياه، فهو يسكن مع أبنائه الثلاثة، فهو لديه 3 بنات وولد، منهم بنت تزوجت بعدما تخرجت من الجامعة، فابنه يعمل ويصرف على نفسه وهو يدرس بكلية التجارة، وابنته الأخيرة تعمل فى عيادة طبيب.
يقول «فتحى» إن الحياة أصبحت مكلفة للغاية، ففى مثل هذه المناسبات، لا يستطيع الرجل أن يشترى لأسرته الصغيرة، ما يكفيهم من لحم بأسعار السوق الحالية.
قائلاً: «الدنيا دلوقتى كلها بقت غالية، كل حاجة زادت، المواصلات وكل حاجة، البلد مش حلوة زى الأول، مبقاش فيها حاجة حلوة زى الأول» يكمل الرجل حديثه عن العيد قائلاً: «رحت أسأل على اللحمة عند الجزار، لقيت كيلو اللحمة بـ80 جنيه، فرحت أحد المتاجر الكبرى، جبت كيلو لحمة مستوردة بـ42 جنيه، عشان يبقى فيه حاجة للعيال ياكلوها فى العيد».
يكمل الرجل حديثه قائلاً إنه يحاول العمل فى بعض الأوقات «سفرجى» فى المناسبات، حتى يستطيع النفقة على علاج زوجته المريضة بالسكر، بعدما أصابها المرض من بضع سنوات، ولكن المرض اشتد عليها، وتسبب فى بتر أحد أصابع قدميها، بعدما اصطدمت فى صخرة، أدت إلى نزيف حاد، قائلاً: «زوجتى عندها السكر فاتخبطت فى صخرة فى الشارع، حجزوها فى قصر العينى وقطعوا صباعها، وربنا يشفيها ويشيل عنها».
يقول فتحى إنه يتمنى الشفاء لزوجته المريضة وألا يكتب الله على أحد أى مرض، قائلا: «ربنا يكتب ليه زي الأيام دى أكون واقف على جبل عرفات وبحج».