"صراع الدعاة" لـ إيهاب نافع يؤرخ صعود وسقوط المتشددين في مصر
"صراع الدعاة" لـ إيهاب نافع يؤرخ صعود وسقوط المتشددين في مصر
غلاف الكتاب
صدر حديثا عن دار "مقام" للنشر والتوزيع، كتاب "صراع الدعاة.. بين الدين والسياسة"، للكاتب إيهاب نافع، ويقع الكتاب في 500 صفحة من القطع المتوسط، وهو مقسم إلى 16 بابا رئيسيا، يحاول الكاتب من خلالها استقراء الماضي، والتأريخ لمرحلة من تاريخ مصر، اختلط فيها الدين بالسياسة، فنتج صراع مستمر منذ عقود، تتفاقم أزمته إلى اليوم.
ويتناول الكتاب في بابه الأول، 5 فصول تقسم الدعوة الإسلامية إلى قسمين رئيسيين، هما الدعوة الرسمية المتمثلة في مؤسسة الأزهر الشريف، والمؤسسات الدعوية المنبثقة عنه، مثل الأوقاف وهيئة علماء الأزهر والإفتاء، التي يصفها الكاتب بالإسلام الوسطي، والقسم الثاني هو الدعوة غير الرسمية، متمثلة في التيارات الجمعيات والجماعات المستقلة والتيارات المتعددة، التي يصف الكاتب فكرها بالتشدد ويضعها في خانة "على يمين الأزهر"، ويندرج تحت لواء هذا القسم غير الرسمي، الدعاة الجدد الذين وقعوا في فخ تقديم الدين "اللايت".
ويتعرض الكاتب، إلى نشأة وتاريخ كل قسم بالتفصيل، ويركز على أدوات الدعوة للتيارات الإسلامية المتشددة، بداية من موقفها من تكوين الأحزاب السياسية على خلفية دينية، وصولا إلى القنوات الدينية القائمة والمروجة لفكر هذه الجماعات.
ويخصص الكاتب فصلا لشرح جذور الأزمة الدعوية في مصر، ويربطها ببدايات خروج الدعاة خارج إطار الدعوة، وتطلعهم إلى القيام بأدوار سياسية، وخصوصًا في ستينيات القرن الماضي، ويعتبر أن هذه المرحلة هي بداية الأزمة الدعوية في مصر.، ومرورا بفترة السبعينيات والعقود التالية، حيث يصل الكتاب إلى ما بعد ثورة 25 يناير وفترة حكم "الإخوان"، وتحولهم من الدعوة الدينية إلى الدعوة السياسية، وما نتج عن ذلك من صراع بينهم وبين الأزهر.
كما يشرح الكاتب توظيف الجماعة لطلاب جامعة الأزهر الموالين لها لتنفيذ أجندتهم، إضافة إلى العلاقة المتأزمة بين القرضاوي، باعتباره "المرشد الروحي للإخوان"، وبين مؤسسة الأزهر، بعد عودته لمصر وإعلان موقفه من المؤسسة بعد لقاء شيخ الأزهر وكواليس اللقاء، وموقف محمد مرسي من اعتلاء القرضاوي منبر الأزهر، بعد عزل الأوقاف عن الأزهر في هذه الفترة.
ويتناول الكاتب في البابين الأخيرين، فترة ما بعد ثورة 30 يونيو، وعودة الأوقاف إلى "حضن الأزهر"، ومرحلة إعادة النظر في قرارات مسؤولي الأوقاف، وعزل بعضهم عن وظائفه، واستصدار قانون يحظر الخطابة على غير الأزهريين، لتستمر حالة الشد والجذب بين الدولة والتيارات الدينية.