اللاجئون السوريون.. «أينما كنتم يدرككم الموت»
اللاجئون السوريون.. «أينما كنتم يدرككم الموت»
اللاجئون السوريون ينتظرون فى محطة السكة الحديد بالمجر «أ.ف.ب»
جحيم الحرب أجبرهم على ترك بلادهم التى ترعرعوا فيها، أملاً فى حياة جديدة قد تُكتب لهم تنهى سنوات من الرعب والفزع والهرب من جحيم الحرب التى تكاد تفتت دولتهم، ولكنهم لم يعلموا أن هروبهم هذا قد يكلفهم حياتهم، وبدلاً من السعى وراء حياة جديدة، هربوا من جحيم الحرب إلى خطر الموت.. ربما يكون الموت غرقاً على أحد قوارب الهجرة غير الشرعية، أو هو موت على أيدى المتعصبين فى أوروبا ضد اللاجئين من الشرق الأوسط، ولكنه على أى حال مصير لم يكن فى حسبان أى منهم.
أوروبا تتعاطف مع مأساتهم على طريقة «تقتل القتيل وتمشى فى جنازته»
أزمتهم ليست جديدة، فهى وليدة 5 سنوات من الحرب العنيفة فى سوريا، تغاضى عنها العالم وتخلى عن مسئولياته الإنسانية تجاهها، ظناً منه أنه فى منأى عنها، فتفاقمت الأزمة إلى أن انفجرت فى وجه أوروبا نفسها، فى وقت انقسم فيه القادة الأوروبيون حول مسئوليتهم عما يجرى، ففى المجر يتنصل رئيس الوزراء من الأزمة ويرفض استقبال اللاجئين وتسحلهم قوات الأمن على قضبان السكك الحديدية، بينما فى ألمانيا تحاول المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تخفيف وطأة الأزمة بالدعوة إلى استقبال اللاجئين السوريين.
وعلى شواطئ تركيا كان الموت من نوع آخر، موت «الأطفال الرُضع» غرقاً، لتظهر صورة الطفل الغارق إيلان كردى لتطلق موجة جديدة من الاتهامات المتبادلة بين العرب والغرب حول المسئولية عن الأزمة، وفى الوقت الذى يتهم فيه بعض قادة الغرب دولاً عربية بالتسبب فى الأزمة، يؤكد المحللون الغربيون أن الأزمة سببها فى الأساس تغاضى الغرب عن مساعدة مصر ولبنان والأردن بعد أن اكتظت تلك الدول بالمهاجرين السوريين.
«أينما ذهبوا يطاردهم الموت».. هكذا هو حال اللاجئين السوريين بعد 5 سنوات من الحرب التى لا تبدو أنها تقترب من نهايتها، فى وقت صفعت فيه حدة الأزمة العالم على وجهه ليستفيق من غيبوبته، لعله يدرك أن تأخير الحل يعنى تفجر الأزمات مراراً وتكراراً.