سكان المجرى المائى: البحيرة منفذ تهريب بين مصر والسودان
سكان المجرى المائى: البحيرة منفذ تهريب بين مصر والسودان
المهربون يستخدمون الأخوار البعيدة فى عمليات التهريب
جبالٌ وعرة وأودية شاسعة تحيط بالبحيرة من كل جانب، وممرات ومدقات جبلية يستخدمها المهربون فى تهريب البضائع والسلع والأفراد والحيوانات من دولة السودان، عمليات التهريب فى جنوب مصر زادت بصورة كبيرة جداً عقب ثورة يناير فى عام 2011، مثل باقى أنحاء الجمهورية، ومع عودة الأمن بشكل تدريجى انخفضت هذه العمليات قليلاً، لكن الأنشطة لم تتوقف بشكل كامل بسبب صعوبة التضاريس حول البحيرة وضعف الرقابة داخل مياه بحيرة ناصر الممتدة داخل حدود مصر والسودان.يقول عصام محمد، صياد فى البحيرة، إن التهريب يحدث نتيجة عدم تطبيق القانون وغياب الرقابة وعدم وجود حملات أمنية قوية، والتهريب يحدث على نطاقين: الأول يتم من خلال الموانئ الثلاثة الموجودة على البحيرة، وفيه يتم تهريب أحجام الأسماك الممنوع صيدها بطرق ملتوية، وهو ما يؤدى إلى نقص إنتاجية الأسماك، والنطاق الثانى من التهريب يحدث خارج المنافذ القانونية للبحيرة، وفى هذه الحالة يتم تهريب الأسلحة والمخدرات والنسانيس والقرود والجلود والمانجا التى يبلغ سعرها جنيهاً واحداً فى السودان، بجانب الأفارقة الذين يأتون من دول إثيوبيا وإريتريا والسودان إلى مصر، بينما يتم تهريب سلع غذائية مدعمة من مصر، بالإضافة إلى بعض المتهمين الصادر ضدهم أحكام أو المطلوبين أمنياً، كما حدث مع بعض قيادات جماعة الإخوان.يضيف «عصام» قائلاً: مياه البحيرة أصبحت ممراً للتهريب بسبب اتساع مساحتها وضعف الرقابة الأمنية عليها، مشيراً إلى أن حالة الانفلات التى تعيشها البحيرة على كافة المستويات تعود إلى ما بعد ثورة يناير فى 2011، فإذا تمكن أحد الأفراد من التسلل إلى مياه البحيرة من أى مكان يستطيع بسهولة كبيرة الوصول إلى السودان دون أن يعترضه أحد، ورغم اجتماع جمعيات الصيد الأربع التى تصطاد فى البحيرة مع الجهات الأمنية وتقديم عدة مقترحات إلا أنه لم يتم تنفيذ أى منها».
«عصام»: المافيا تستخدم الدروب الجبلية والوديان للاتجار فى البشر وتهريب الأسلحة والمخدرات والنسانيس إلى مصر
يتابع «عصام» قائلاً: «من الصعب جداً تحديد الأماكن التى يتسلل منها المهربون والمافيات بسبب اتساع رقعة البحيرة والصحراء، وهؤلاء المهربون يستخدمون البحيرة فى العبور من الجانب الشرقى إلى الجانب الغربى للبحيرة والعكس، من خلال استخدام قوارب سريعة جداً للوصول إلى الشواطئ أو الأخوار المترامية ثم يستخدمون سيارات الدفع الرباعى للتسلل إلى داخل مصر، فبحيرة ناصر البحيرة الوحيدة فى مصر التى يشرف عليها جهتان، هما هيئة تنمية البحيرة، وهيئة الثروة السمكية، ومن المفترض أن تكون الأخيرة صاحبة الولاية الكاملة والوحيدة على البحيرة لتحقيق الانضباط المنشود، وضبط إيقاع حركة الصيد لزيادة إنتاجية البحيرة ومنع التهريب». وتشير أعداد المضبوطات التى تمكنت قوات الأمن وقوات حرس الحدود من ضبطها فى الفترة الأخيرة، إلى قيام المهربين بتهريب أشياء كثيرة إلى داخل مصر، حيث تمكن رجال قوات حرس الحدود جنوب محافظة أسوان، بالتعاون مع رجال المباحث خلال الشهور الماضية فى ضبط العشرات من المهاجرين غير الشرعيين الذين تسللوا إلى أسوان من خلال استخدام المياه الحدودية ببحيرة ناصر بالإضافة إلى ضبط مجموعة من القرود والنسانيس المهربة من أفريقيا، والبضائع المصرية المهربة إلى السودان. يؤكد العميد خالد الشاذلى، رئيس مباحث أسوان السابق: أن رجال الأمن بأسوان يبذلون جهوداً مكثفة للحفاظ على أمن وسلامة جنوب مصر، والوقوف بحزم أمام أى محاولة للتهريب، أو التسلل غير الشرعى للأفارقة، وبعض المصريين المطلوبين على ذمة قضايا، مثل الانضمام إلى جماعات وتنظيمات إرهابية أو غيرهم من المطلوبين فى قضايا قتل ومخدرات، ونجح رجال المباحث بأسوان من ضبط بعض المهربين، حيث تمكن الرائد أشرف حشاد، رئيس مباحث مركز أبوسمبل أثناء قيادته لحد الأكمنة الصحراوية بطريق أسوان / أبوسمبل من ضبط سيارة ربع نقل تحمل لوحات معدنية رقم 24907 نقل قنا، عليها مجموعة من الصناديق الخشبية والحديدية بها 45 قرداً صغيراً ونسناساً، وأوضح أن هذه المضبوطات كانت بحوزة محمد. ف 30 سنة، فنى كهربائى بمحطة خزان أسوان.وأضاف «الشاذلى» قائلاً: «نجحنا أيضاً بالتنسيق مع قوات حرس الحدود فى ضبط 3 عناصر من قيادات تنظيم الإخوان أثناء محاولتهم الهروب والتسلل للسودان عبر المناطق الصحراوية الجنوبية مستقلين سيارة دفع رباعى، بعد مرورهم من المجرى المائى لبحيرة ناصر، ونجحت فى إلقاء القبض عليهم، وهم: (أحمد محمد أحمد أبوزيد)، 56 سنة، رئيس مجلس إدارة بشركة القادسية بمركز كوم حمادة بالبحيرة، و(رمضان محمد السيد محمد)، 42 سنة، صاحب مصنع الإماراتية المتحدة للدهانات، ومقيم بالتل الكبير بمحافظة الإسماعيلية)، و(أيمن عبدالصبور أحمد الريحانى) 45 سنة، رئيس مراقبة بالمجموعة المصرية للاستثمارات ومقيم بالإسماعيلية، وبعد ضبطهم تم تحرير محضر رقم (89) جنح عسكرية أبوسمبل.وتابع رئيس مباحث أسوان السابق: «فى منتصف أبريل الماضى تمكن رجال المباحث الجنائية بمركز نصر النوبة شمال محافظة أسوان، من ضبط 6 أشخاص بينهم 4 إثيوبيون أثناء استقلالهم سيارة ربع نقل بدون لوحات معدنية، تسللوا داخل البلاد بطرق غير شرعية، وبداخلها أنور حسين جمعة، 25 عاماً، (إثيوبى)، وأبدى رشيد موسى، 30 عاماً، (إثيوبى)، ورحمة رشيد موسى، 18 عاماً، (إثيوبية)، ومنيرة رشيد عثمان، 22 عاماً، (إثيوبية)، بالإضافة إلى «م.ح، (25 عاماً)، سائق مصرى، وع. م، (43 عاماً) عاطل. وتبين من تحريات المباحث أن الإثيوبيين تسللوا عبر الحدود المصرية السودانية من خلال بحيرة ناصر بطرق غير شرعية بقصد التوجه إلى إسرائيل للعمل بها عبر سيناء بمساعدة الخامس والسادس، واللذين أقرا باعتيادهما تسهيل دخول المتسللين من مختلف الجنسيات بالطرق غير المشروعة مقابل حصولهم على مبالغ مالية، وتحرر المحضر رقم (572) إدارى مركز نصر النوبة لسنة 2015.