"بي بي سي": انهيار الإعلام الإخواني بسبب "الضائقة المالية" ووقف تمويله
"بي بي سي": انهيار الإعلام الإخواني بسبب "الضائقة المالية" ووقف تمويله
أرشيفية
قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن الآلية الإعلامية للإخوان، التي حظيت في السابق بدعم من مجموعة من القنوات التلفزيونية، ومواقع الإنترت، ومواقع أخرى، أخذت تنهار.
وأضافت "بي بي سي" في تقريرها، اليوم، أن الشهور القليلة الماضية، شهدت إغلاق عدة محطات تلفزيونية تابعة للإخوان خارج مصر، كما أن معظم المحتوى الرقمي لأبرز موقع على الإنترنت باللغة العربية "قد قُلِّص".
وأشارت إلى أن الجماعة تلقت دعما إعلاميا فوريا ومهما من قناة "الجزيرة مباشر مصر"، الممولة من دولة قطر، لكن مع نهاية ديسمبر 2013، أُطلقت محطتان تلفزيونيتان مواليتان للإخوان، وهما "رابعة" و"الشرعية"، وأضافت إليهما 3 قنوات أخرى في عام 2014، "مكملين" و"الشرق" و "مصر الآن"، لكن الشهور الأخيرة، شهدت توقف بث تلفزيون "رابعة" ومحطة أخرى وهي تلفزيون "الشرق".
وتابع التقرير، أن بالرغم من أن تلفزيون "رابعة" حاول إطلاق خدماته في أوائل شهر مايو تحت اسم جديد، وهو "الثورة"، فإنه لم يدم طويلا، وأُغلق مرة أخرى إلى أجل غير مسمى، وذكرت تقارير حديثة أن تلفزيون "مصر الآن" قد يلاقي المصير ذاته.
تقليص المحتوى، لم تتأثر القنوات التلفزيونية الموالية للإخوان فقط، وإنما تأثر الموقع العربي الرسمي للإخوان، الذي كان في السابق من أقوى الأذرع الإعلامية للحركة، وأصبح الآن شبحا من الصورة القديمة التي كان عليها.
وكان الموقع في السابق يفتخر بأنه يضم عدة أقسام تحمل أخبارا سياسية واجتماعية، ومقالات لأعضاء الجماعة وغيرها، ودروسا دينية، ومحتوى تعليميا من الإعلام المتعدد الوسائط، فضلاً عن نشر البيانات الرسمية للإخوان والرسالة الأسبوعية لمرشد الإخوان لكن منذ إعادة إطلاقه مارس الماضي، أصبح النشر فيه يقتصر على البيانات الرسمية للإخوان بعدما ألغيت الأقسام الأخرى.
وأرجعت المواقع انسحابها إلى "الضائقة المالية"، حيث تأثرت الأصول المالية سلبا بقرار الحكومة المصرية مصادرة أصول عدة أعضاء في حركة الإخوان التي صنفتها الحكومة تنظيما إرهابيا في مصر، ويبدو أن عدم قدرة الأذرع الإعلامية للإخوان اجتذاب الإعلانات فاقم هذا الوضع.
وحاول تلفزيون "الشرق"، الخروج من الأزمة المالية من خلال عرض 3000 سهم على المؤيدين له مقابل مبلغ 1000 دولار أمريكي، لكن هذه الخطوة لم تفلح في توليد الموارد المطلوبة، ولهذا، أغلقت المحطة في أغسطس 2015.
كما نشرت صحيفة "المصريون" الموالية للإسلاميين، أن الحركة اضطرت إلى تسريح محرري وإداريي موقع "إخوان أونلاين" بسبب الأزمة المالية الخانقة".
خلافات داخلية الصعوبات التي تواجهها الأذرع الإعلامية لحركة الإخوان المسلمين تأتي أيضا في ظل التقارير التي تتحدث عن الخلافات الداخلية التي تضرب الصفوف العادية للحركة، كما تعصف بكبار قادة الإخوان.
وفي شهر مايو 2015، نشر الناطق السابق باسم الإخوان، محمود غزلان، مقالا على صفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، دعا فيه إلى الاحتجاجات السلمية.
لكن دعوة غزلان جلبت نقدا حادا من الناطق الحالي للإخوان، محمد منتصر، الذي كتب على موقع الإخوان أونلاين قائلا إن: "قتل الأحرار في السجون لن يقوض عزمنا، ولكنه سيجعلنا أكثر تصميما على الثأر".
وذكرت التقارير أن غزلان مُنع من نشر مقاله على الموقع الرسمي للإخوان "إخوان أونلاين"، لهذا لجأ إلى "فيسبوك".
وأشار تقرير "بي بي سي" إلى أن "بعيدا عن المتاعب المالية والخلافات الداخلية التي تواجهها الجماعة، هناك مؤشرات على أن تركيا التي تستضيف القنوات الموالية للإخوان، قد تكون بصدد تغيير سياستها تجاه الإخوان".
وذكرت تقارير في شهر أغسطس، أن قناة "مصر الآن" التي تبث من إسطنبول ستتوقف عن البث.
وكتب عمر فرج، وهو مشارك في تأسيس شبكة إخبارية موالية للإخوان على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "وداعا مصر الآن"، كما أن أحد المذيعين في هذه القناة، سامي كمال الدين، كتب على "تويتر" و"فيسبوك" قائلا "أقول لمن يحرض على العنف في القناة، والدعوة إلى قتل الأقباط وأفراد القوات المسلحة بأن بث مصر الآن سيتوقف غدا".