الأمين المثالى بالجيزة: مرتباتنا زادت بدل المرة 5 بعد «25 يناير»
الأمين المثالى بالجيزة: مرتباتنا زادت بدل المرة 5 بعد «25 يناير»
جانب من اشتباكات أفراد الأمن وأمناء الشرطة خلال اعتصام الشرقية أمس
يقف بأناقته المعهودة وسط الميدان، على كتفيه علم مصر، وعلى صدره تظهر لوحة معدنية فضية تحمل اسمه بالإنجليزية، تامر بدوى، أمين الشرطة المثالى بمحافظة الجيزة، يقف فى إشارة نادى الصيد، بتقاطع محيى الدين أبوالعز مع ميشيل باخوم، يشير بإشارته المميزة، وابتسامته التى لا تفارق شفتيه، يشير إليه العابرون سلاماً، لا تتوقف التحيات طوال ساعات وجوده داخل الإشارة، ولا يتوقف الثناء عليه طول الوقت من السائقين الذين يتخذون منه صديقاً.لم تمر أيام على تكريم «بدوى» فى مديرية أمن الجيزة، شهادة تقدير منحها له مدير الأمن، بعدما ذاع صيته فى منطقة الدقى، لحسن معاملته وسمعته الطيبة، فلم يمد يده يوماً لجمع رشاوى، ولم يتعمّد إيذاء قائد سيارة، لكنه لا يتضامن مع زملائه فى اعتصام الشرقية للمطالبة بزيادة المرتبات: «إحنا زدنا بدل المرة خمسة من بعد الثورة»، ويتابع: «زمان قبل الثورة كانت مرتباتنا ضعيفة جداً، وكنا بنقول الحمد لله، وعايشين دلوقتى أحسن، فنحمده أكتر».يجد الشاب الذى يعمل أمين شرطة منذ 12 عاماً، أن المطالبة الحقيقية فى ضرورة توفير معاملة كريمة لأمناء الشرطة من قبل الضباط، فيجب ألا يقوم ضابط بسب زميله الأمين بألفاظ نابية أو غيرها من التصرفات التى كثيراً ما تحدث، لكنه فى الوقت نفسه يقول: «الظابط مالوش عندى غير شغلى.. والمحاسبة الميرى على كل خطأ بالورقة والقلم».يقف مبتسماً وهو يقول: «أنت غلط.. ارجع فوراً»، يعتذر قائد السيارة ويعود إلى الخلف ويلتزم بالإشارة، وما يكون منه إلا التسامح والعدول عن قرار منحه مخالفة عما بدر منه: «المخالفة مش هى اللى هتجبر الناس على احترام القانون، لكن إحساسهم بالخطأ نفسه هو اللى دايماً هيقودهم لاحترام الإشارة واحترام الشارع، وإلا هنبقى محتاجين نوقف عسكرى فى كل شبر من شوارع مصر».
تامر بدوى: عرض المواطنين «رشوة» على أمين الشرطة يزيد مساحة الفساد.. والمجندون أولى بالحصول على امتيازات
يرفض «بدوى» الانضمام إلى اعتصام زملائه فى الشرقية أو المشاركة فى اعتصام ضد وزارة الداخلية من أجل طلبات يجدها غير مستحقة: «دورنا نحفظ الأمن مش نثير البلبلة والفوضى»، ويجد أن هناك طرقاً مشروعة كثيرة يجب أن يسلكها زملاؤه بدلاً من الاعتصام.يشعر الأمين المثالى، كما وصفته مديرية الأمن فى شهادة التقدير، أن وضع أمناء الشرطة تغير كثيراً بعد ثورة يناير، بل يجد أن أمين الشرطة أصبح له مستقبل أفضل: «لو قدرت أحصل على ليسانس حقوق، فمن حقى أدخل أكاديمية الشرطة وأعلق ضابط»، وهو ما لم يكن متاحاً قبل الثورة حسب قوله، بجانب الكثير من الامتيازات التى حصلوا عليها: «مرتبات وعلاوات وحاجات كتير، والوضع اتحسن والحمد لله».يقول الشاب بامتعاض إن المواطنين هم السبب فى فساد أمناء الشرطة: «المواطن اللى يطلب منه الأمين رشوة يروح يشتكيه للى أكبر منه»، ويؤمن الرجل أن المواطن دائماً هو من يتسبّب فى فساد أمين الشرطة بالموافقة على دفع الرشوة للعبور: «أكرم له يدفع مخالفة ولا يدى قرش لواحد مايستحقهوش».رغم السمعة السيئة التى تطال أمناء الشرطة، فإنه لم يتردد «بدوى» حين قرر دخول معهد أمناء الشرطة، مبرراً بأن: «كل واحد متعلق من عرقوبه»، وأن احترام الشخص لنفسه وكرامته هو الأساس والسمعة الطيبة دائماً ما تجد طريقها إلى قلوب الناس بعيداً عن أى قناعات مسبقة: «والدليل أهو مفيش حد فى الدقى مايعرفنيش ومايحترمنيش». يشعر «بدوى» بمعاناة مجند الداخلية، الذى يجد أنه أكثر بؤساً من أمناء الشرطة، وهو من يستحق المطالبة بحقوق حقيقية، والكثير منهم يعانى معاناة حقيقية فى ظل أوضاعهم السيئة، لكنه فى الوقت نفسه لا يجد فى دخولهم باعتصام أو غيره، كأمناء الشرطة حلاً مثالياً، ويعود ليكرر أن دوره هو فرض الأمن وحماية المواطنين وليس نشر الفوضى.