الإرهاب فى «مناطق الغلابة»: موت وخراب ديار
الإرهاب فى «مناطق الغلابة»: موت وخراب ديار
أحد المنازل المضارة من انفجار الأمن الوطنى
البيوت مدمرة بالكامل، حالة من النواح والصراخ انتابت الجميع، تفجير شبرا الخيمة لم يتوقف أثره على مبنى الأمن الوطنى، بل ألحق الضرر بالجيران البسطاء وأفزعهم، بينهم محمود صلاح، الذى تابع الحادث ولسانه لا يتوقف عن الابتهال والدعاء.
«اليوم فى شبرا الخيمة، وأمس فى بولاق وقبلها فى العريش»، دائرة تدور على رؤوس المهمشين والفقراء وحدهم. «محمود» يراهن على أن الإرهاب ينتقى ضحاياه جيداً: «على الأقل أكتر من مليون جنيه تنفق على هذه المناطق لإعادة إعمارها، والناس هنا فى شبرا الخيمة غلابة مش بإيدهم أى حاجة، قليلون من استغنوا عن تعويضات الحكومة وبدأوا فى إعادة ترميم بيوتهم، فالحالة المادية متعسرة، ولا يستطيعون سداد متطلبات يومهم، بخلاف التهميش منذ زمن، فكيف يتحملون عبث الإرهاب بمنطقتهم؟».
التقصير الأمنى وغياب كاميرات المراقبة عن محيطهم، أفسح الطريق للإرهاب ليفعل ما يخطط له، مؤسسات هامة وحيوية بالقرب من منازل المدنيين وأغلبهم من البسطاء. «بيتى تصدع لأنه جنب السفارة الإيطالية اللى تم تدميرها قبل شهرين»، يقول «أحمد فتحى» وهو يتأمل منزله المتصدع فى منطقة بولاق: «إما أقبل تعويضات الحكومة وأرحل عن المنزل، أو أبادر بإعادة بنائه». الحل الثانى كان الأقرب لدى عم «أحمد»، مقترحاً على الدولة نقل كل المستهدفات الأمنية والمنشآت الحيوية عن حزام الفقراء: «لماذا لا يتم نقل هذه المؤسسات إلى المدن الجديدة مثل أكتوبر والتجمع؟»، الحل الأمثل بالنسبة للرجل الخمسينى لضمان خسائر أقل سواء البشرية أو المادية، علاوة على التسهيل على رجال الأمن للوصول للجناة والإرهابيين.
بعيداً عن العاصمة، مدينته تختلف عن أى مدينة أخرى، العريش معظمها فقراء، لكن الإرهاب يتعمد استهداف مناطقهم، لأسباب يراها «أمجد شرف» ذات عائد على الإرهاب، تمكّنه من تنفيذ مخططاته: «الوضع عندنا أصعب بكتير، وعدم وجود خدمات وإعمار على مدار عقود سهّل للإرهابيين الوجود فى العريش، وأحياناً يلجأون للاختباء وسط المدنيين والمناطق السكنية، حتى يصعب تمييزهم أو التعرف عليهم».