بروفايل "سعودى" الطقس مميت
بروفايل "سعودى" الطقس مميت
وحيد سعودي
على كرسى مكتبه، أو فى سيارته، أو منزله، أو وهو يحتسى كوباً من الشاى فى شرفة منزله، وحتى فى الصلاة، تلاحقه أجراس التليفون من قبَل مسئولى الإعلام بأنواعه الثلاثة المقروءة والمسموعة والمرئية، تنحصر جميعها فى الاستفسار عن أحوال الجو وعن توقيت انخفاض حرارة الجو التى زادت حدتها حتى قتلت 21 مواطناً وأصابت 66 آخرين، وفق ما أعلنته وزارة الصحة عبر بيان لها أمس.
وحيد سعودى، المتحدث باسم الهيئة العامة للأرصاد الجوية، عاكف على الخرائط الجوية يتمعن فيها بتركيز تام، وينتظر تقرير قياس درجات الحرارة من المعنيين بالهيئة ليعد تقريره الجوى الذى بات شعب مصر ينتظره يومياً لعله يجد فيه ما يطمئن قلبه على حالة الطقس وليخطط لما سيفعله فى اليوم التالى.
وعلى الرغم من التقرير الجوى الذى يخرج به على هيئة تصريحات صحفية أو تقرير مسموع أو مرئى يؤكد فيه أن درجات الحرارة ترتفع عن المعدل الطبيعى لمثل هذا التوقيت من العام بمعدل 4 درجات مئوية لتصل إلى 40 درجة على القاهرة والوجه البحرى، فإن درجات الحرارة تسببت فى وفاة العديد من المواطنين وإصابة آخرين، وهو ما أرجعه المواطنون إلى أن المتحدث الرسمى باسم الهيئة لا يعلن عن درجات الحرارة الصحيحة بناء على تعليمات حكومية حتى يستمر المواطنون فى الذهاب إلى عملهم.
لكنه ينفى دوماً هذه الاتهامات جملة وتفصيلاً ليؤكد أنه يتم قياس درجات الحرارة فى الظل كما هو متفق عليه دولياً وليس تحت أشعة الشمس المباشرة، منوهاً فى الوقت ذاته إلى أن درجات الحرارة تزيد تحت أشعة الشمس عن الظل بمعدل يتراوح بين 5 و10 درجات مئوية.
وحيد مصطفى سعودى، الذى يشغل منصب المتحدث الرسمى باسم الهيئة العامة للأرصاد الجوية، بالإضافة إلى عمله كمدير عام للتحاليل والتنبؤات الجوية، من مواليد 30 يناير 1957 حاصل على بكالوريوس العلوم بتقدير جيد جداً من جامعة القاهرة فى مايو 1981، وحصل على دبلومة الدراسات العليا فى الفلك والأرصاد من جامعة القاهرة أيضاً فى عام 1985، تدرج «سعودى» وظيفياً، حيث بدأ عمله أخصائياً جوياً بالهيئة ثم وكيلاً لمركز التحاليل الجوية الرئيسى، ثم مدير إدارة التحاليل الجوية الرئيسى، ومدير عام التحاليل الجوية، إلى أن أصبح حالياً المتحدث الرسمى باسم الهيئة ومدير عام التحاليل الجوية بالهيئة.
قدره ساقه إلى هذا المنصب الذى ظل هادئاً طوال العام، إلا أنه، وبعد التغيرات المناخية التى تشهدها مصر وارتفاع درجات الحرارة إلى حد غير مسبوق تسبب فى مقتل وإصابة العشرات، حتم عليه أن يظل متاحاً على مدار اليوم ليعد تقريره الجوى الذى ينتظره المواطنون فى ترقب دائم خلال الأسبوعين الماضيين، ويرد على هاتفه الذى لا يتوقف عن الرنين.