"صن شاينز" أول حضانة ليلية في مصر بـ"غرف لـ"النوم" وركن لـ"لحواديت"
تجربة "صن شاينز".. إعلامية تكتشف مكانا آمنا لأبناء العاملات طوال اليوم
صن شاينز أول حضانة ليلية
رغم أن الحضانة في مصر مشروع نهاري، وبالعادة تترك الأم العاملة أطفالها في الحضانة خلال فترة عملها في النهار، لكننا هنا أمام أول حضانة ليلية في مصر يستمر عملها حتى منتصف الليل.
كل امرأة تتحمل مسؤولية العمل وتربية الأطفال، تجد نفسها متهمة طوال الوقت، ومشتتة بين طريقين، كلاهما أصعب من الآخر. شعورها بالتقصير بحق أطفالها، ورغبتها الملحة في تحقيق أحلامها في مجال عملها، خياران في غاية الصعوبة يواجهان أي امرأة عاملة، بخاصة إذا كانت إعلامية ولا يعرف عملها الالتزام بمواعيد.
ما بين مرارة الاختيارين، لم يكن غريبا أن تظهر "لمياء حمدين" مراسلة قناة "أون تي في" وهي تحمل طفلها أثناء تصويرها تقريرا للقناة، لتثير موجة من التعليقات انقسمت ما بين التأييد والرفض، وامتدت إلى حد السخرية.
كل تلك الأفكار والظروف، مع طموح لا يتوقف، شكل دافعاً لدى الإعلامية "سالي أسامة" لتبحث عن حل ينقذها هي والآلاف مثلها من صعوبة الاختيار بين السير في طريقين.
ستة أشهر استغرقتها "سالي أسامة" قبل أن تخرج بالحل الذي يقضي على معظم مشاكل الأمهات العاملات، من خلال الإعلان عن تأسيس أول حضانة تعمل حتى منتصف الليل، توفر لهن مستوى أفضل من الرعاية والتعليم، وبمقابل مادي يتناسب مع ضآلة الدخول لبعضهن، لتنجح في تحقيق المعادلة الصعبة التي كانت بالنسبة إليها هي شخصياً طوق النجاة للحفاظ على أحلامها.
بدأت سالي أسامة حياتها العملية كمراسلة في قناة "البغدادية"، ثم صحفية في جريدة "البديل"، ثم مراسلة في قناة "تن"، لتتزوج من أحد زملائها في المهنة، وتنجب منه طفلها الوحيد بعد عام من زواجهما.. "مازن"، الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف الآن، "رغم أنه مصدر سعادتي، لكنه كان سبباً في ضياع الكثير من فرص العمل التي كان من الممكن أن تزيد من نجاحاتي في مجال الإعلام، إلا أني رفضت جميع تلك الفرص، لعدم قدرتي على ترك ابني لساعات متأخرة من الليل".
تضيف سالي لـ"الوطن": "أغلب المهن التي كانت تعرض عليّ كانت في فترات مسائية، فحاولت البحث عن أي حضانة تفتح أبوابها لساعات متأخرة وتقدم مستوى من الرعاية يجعلني أشعر بالأمان على طفلي، فلم أجد غير حضانة واحدة كانت تعمل حتى الساعة السابعة مساء، لكن أسعارها كانت خرافية بالنسبة لي".
وتكمل: "لم يكن متاحا لي إحضار جليسة أطفال، لذا فكرت في إيجاد الحل بنفسي، وقررت بدء مشروع حضانة تفتح أبوابها حتى منتصف الليل، لأبناء العاملات، مقابل مبلغ مالي معقول، فلم يكن الأمر بالنسبة لي تجاريا، بقدر ما كان وسيلة نجاة لي ولمن في مثل ظروفي".
لم يكن الأمر سهلا على سالي، تنفيذ المشروع على الفور. فبحسب قولها، رعاية الأطفال مسؤولية ليست سهلة، لذلك قامت سالي بالخضوع لمدة 6 أشهر لدورات تدريبية في مجالات إدارة الأعمال والمشروعات الصغيرة، ثم المناهج الخاصة بتربية الأطفال والمناهج التعليمية. وقع اختيار سالي على منطقة "وسط البلد" في القاهرة، لافتتاح أول فروع الحضانة، لكي يكون الوصول إليها متاحا.
في حضانة سالي، يوجد قسم خاص للأطفال الرضع، ليكونوا في مأمن بعيدا عن الأكبر منهم سنا، وتتوزع الأقسام الأخرى وفقاً للفئات العمرية، إلى جانب غرف للنوم وركن لـ"الحواديت"، وآخر للرسم، وثالث للتمثيل، إضافة إلى ركن للأنشطة الذهنية، وآخر للألعاب الحركية. يقدم المكان الوجبات الثلاث الأساسية من الطعام للأطفال، يتخللها "سناكس".
إلى جانب فريق العمل، تحضر سالي بصفة يومية، بعد أن تنتهي من عملها أو قبل أن تذهب اليه، فقد جذبتها التجربة إلى درجة جعلتها تفكر في افتتاح فرع ثان للحضانة في مدينة السادس من أكتوبر، وبرغم المجهود والوقت الذي تقضيه سالي في الحضانة إلى جانب عملها، تؤكد أن الأمر لم يمثل أي عائق لها، على العكس كان مصدر راحة لها وخلصها من ضغوط نفسية كانت تعيشها بسبب طفلها، الأمر الذي كان ينعكس على الطفل قبل عملها.
بعد نجاح تجربة "سالي" في افتتاح أول حضانة ليلية، هدفها في المرحلة المقبلة يتمثل في تأسيس "مركز متكامل لتأهيل الأسرة وتنميتها"، إلى جانب عقد ورش لتنمية الأطفال وأهاليهم، حتى يتحقق حلمها في تأسيس موقع إعلامي يقدم مادة للطفل والأهل، وإصدار مجلة مختلفة للأطفال، ثم إطلاق قناة أطفال تذيع مادة تتوافق مع كل الشرائح العمرية.