"الراوى" مجلة تصدر حكايتنا للخارج.. "قال يعنى فى الداخل عرفوها"
الشغف بأن يصبح تراث بلدها معروفاً لدى دول العالم المختلفة، دفع ياسمين الضرغامى لتأسيس مجلة «الراوى»، تكتب فيها عن تراث مصر وتوثّقه لمن لا يعرفه، طاردتها الفكرة منذ عام 2006، حتى انطلق أول عدد لها قبل ثورة 25 يناير بأيام قليلة. «ياسمين» التى تخرّجت فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة وسافرت إلى استوكهولم لكى تحصل على درجة الماجستير تقول: «كان حلمى أننا نعمل مجلة تقدر ترصد التراث المختلف للبلد، خصوصاً أننا عندنا تعدد ثقافى وحضارى كتير»، ساعدها عمل والدها الدبلوماسى بوزارة الخارجية فى أن تشاهد حضارات عديدة ببلاد مختلفة، فعاشت فترة فى اليابان واليونان وإسطنبول ثم المكسيك. كانت تشاهد بكل بلد مطبوعة تتحدث عن التراث وعن التاريخ المختلف للحضارات لتلك البلاد، إلى أن شاهدت مجلة «اليونيسكو». تحكى المديرة التنفيذية للمجلة، قائلة: «قررت إنى أسعى لتمويل المجلة من أكتر من مصدر داخل وخارج مصر، مهتمين بالحضارات المصرية القديمة والمعاصرة»، تصدر المجلة فى ثمانين صفحة، تُكتب باللغة الإنجليزية مع قليل من الموضوعات المكتوبة بالعربى، فعلى حد تعبيرها «الفكرة هى اللى بتفرض علينا المحتوى، بعد أحداث محمد محمود قدّمنا عدداً عن المبانى الأثرية اللى تضرّرت من المصادمات، وكانت الصورة الأساسية للعدد أسد قصر النيل موضوعاً على عينه ضمادة، والتى تحولت بعد فترة إلى جرافيتى فى الشوارع»، تضحك وهى تخبرنا عن فرحتها حين صار شعار المجلة موجوداً بكل مكان. وحين جاء الإخوان إلى الحكم وقرروا تنحية المرأة عن الحياة العامة قدّمت العدد المحبّب إلى نفسها، قائلة: «عملنا عدد كامل اسمه أقوى 25 امرأة فى التاريخ المصرى، وكان فعلاً عدداً مميزاً يرصد على مر الزمن أقوى الستات اللى كانوا موجودين فى الحضارات القديمة والحديثة».
تصدر المجلة كل 6 أشهر وتباع بـ15 جنيهاً و3 جنيهات إسترلينى و6 يوروهات، تباع المجلة بمتحف اللوفر بفرنسا والمتحف البريطانى بالمملكة المتحدة، وأيضاً داخل مول دبى، تحكى «ياسمين» عن سعادتها البالغة بمبيعات المجلة بالخارج، وتوضح: «كان أسعد يوم فى حياتى لما كلمونى فى المتحف البريطانى يطلبوا منى نسخ إضافية، لأن كل النسخ اتباعت»، يساعد «ياسمين» عدد من أصدقائها المهتمين بالآثار والتراث المصرى، دون أى مقابل مادى، وإنما تكتمل سعادتهم بصدور العدد الجديد الذى ينتظره متابعوها فى الخارج باشتياق، لمعرفة المزيد عن الحضارة المصرية. قدمت «ياسمين» عددين مميزين، أولهما كان عن التراث القبطى، والآخر كان عن الحلى فى بلاد النوبة، تعبر عنهما بقولها: «العدد القبطى وعدد النوبة كانوا أكتر عددين بيمثلوا فكرة المجلة فعلاً، كنا بنحاول نشرح للناس أن فى حضارتين مهمين مروا على مصر، ومفيش أى اهتمام بيهم على مستوى الدولة والمواطنين». بمجرد أن تمسك المجلة وتتابع صفحاتها تكتشف عالماً سحرياً تصنعه «ياسمين» والفريق المصاحب لها، فما بين إعلانات تجارية قديمة لأفلام أو منتجات، إلى صور لحضارات اندثرت منذ أزمنة، تسلط مجلة «الراوى» الضوء عليها، تقول: «مرة كنا بنعمل عدد عن بورسعيد واكتشفنا مع البحث أن بعد حرب 56، فيه أشخاص قرروا إنهم يعملوا ورشة تأهيل نفسى للأطفال اللى شافوا العدوان على بورسعيد عن طريق تقديم رسومات توصف الحرب، حصلنا على الرسومات دى، وعملنا ورشة أخرى للأطفال اللى موجودين دلوقتى، يرسموا فيها إزاى شايفين الأحداث، وكانت أغلبها عن مذبحة ماتش الأهلى والمصرى وأحداث الثورة بشكل عام ونشرنا التجربتين.. كانت من أحسن الأعداد اللى كان ليها رد فعل مشجع».