زوجتي العزيزة.. زملكاوية متعصبة
هو: زوجتي تهوى مثلي كرة القدم، وهذا بالنسبة لي شيء عجيب وغريب بالنسبة لامرأة من المفروض أن تكون اهتماماتها الزينة وتصفح مجلات الأزياء والموضة وبرامج "توك شو"، وتتبع أخبار الفنانين والفنانات.
منذ الخطوبة وأنا أعرف اهتمامها بكرة القدم حتى أنها ذات يوم صارحتني برغبتها الدفينة وحلمها القديم في أن تكون لاعبة كرة قدم في الفريق النسائي لكرة القدم، لولا رفض العائلة لتوجها الرياضي الذكوري واكتفت بلعبة "بنج بونج" على مضض.
تشجع بحماس فريقها المفضل (الزمالك)، بل وتعدد مناقبه ومحاسنه ولولا سوء الحظ لأصبح أكبر وأهم نادي بالعالم كله، أبتلع كل هذا على أمل أن تصمت قليلا وتشاهد المباراة دون تعليقاتها اللوذعية وآرائها الكروية السديدة وتحليلاتها العبقرية، حتى ضقت ذرعا بوجودها الذي يعكر استمتاعي بالمباراة، فنصحتها باللجوء لحجرة الأطفال ومشاهدة المباراة بمفردها، لكنها ترفض بحجة أن الأولاد يشاهدون "الكاراتون" المفضل لديهم، لذلك وتجنبا للمشاكل اشتريت راديو صغير ولجأت للشرفة مع كوب شاي للاستماع للمباراة، كما كان يفعل جدي الله يرحمه، لكنها للأسف تلاحقني (ورايا ورايا)، تأتي لتجلس معي متعللة أنها لا تستمع بالفرجة لوحدها.
هي: اللعبة الحلوة هي التي تفرض روحها، مقولة رياضية صحيحة لذلك ما زلت أشجع فريقي المفضل "الزمالك"، رغم ما يتعرض له من زلازل وهزائم لكن تبقى اللعبة الحلوة هي الأساس، وأعترف أنني مشجعة مخلصة له، ويبقى زوجي المشجع للنادي الأهلي منافسا شريفا لكنه يتباهى بناديه طوال الوقت ولا يراعي مشاعري والفريقان يلعبان مثلا، وتكون النتيجة خصام مؤقت بسبب تعصب كل طرف منا لفريقه.
أعترف أنني أهلل وأصخب لما يحتد "الماتش" وقلبى على يدي حتى لا يخرج فريقي مهزوما، ما يضايق زوجي ويزعجه حتى أنه تركني أشاهد المباراة بمفردي، في الحقيقة لقد شعرت بالوحدة بدونه وأن مشاهدة المباراة ليست ممتعة مثلما هو موجود، لذلك ذهبت إليه وهو يستمع إلى المباراة عن طريق الراديو، وبيدي "صينية" الشاي لنستمع معا إلى المباراة ومشاركته التعليقات الجامدة والحماس أيضا، لكنه لا يرحب بوجودي كثيرا.. هل أخطأت بإصراري على أن نكون عائلة واحدة رغم اختلاف الذوق والتوجه الرياضي وتعصبي الشديد لنادي المفضل؟!.
شاركوني الرأي.. هل أنا أخطأت؟.