"الماس الكهربائي" و"الملثم" و"الإخوان".. متهمون في الكوارث اليومية
يستيقظ المواطن يوميًا من نومه، يفتح التلفاز كي يعرف آخر الأخبار، فسرعان ما يُصدم بخبر عن حريق هائل أسفر عن التهام عدد من الأشخاص، أو حادثة تصادم أتوبيس بوسيلة نقل أخرى، أو حادثة اصطدام قطار بأتوبيس، ما يسفر عن عدد من الوفيات والإصابات.
منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير، سمع المواطن أكثر من مرة، أخبار عن تفجير خط الغاز في سيناء، والمتهم دائمًا بتفجير الخطوط إما "ملثم" وإما "مجهول".
لم يختلف الأمر كثيرًا في الفترة التي تلت ثورة 25 يناير، حيث تطورت الأحداث للهجوم على المسيرات والمظاهرات للقوى السياسية المختلفة، ما أدى إلى مزيد من القتلى والجرحى، لكن في هذه المرة المتهم يكون "الطرف الثالث"، الذي لم يعرف أحد منا شيئًا عنه حتى الآن، كانت أبرز هذه الأحداث "أحداث الاتحادية".
كما نشبت العديد من الحرائق الهائلة، أسفرت عن الكثير من الخسائر المادية والبشرية، كان آخرها حريق مصنع الأثاث في العبور أمس، ما أسفر عن مصرع 25 شخصًا جراء الحريق، وكان المتسبب في الحريق وغيره هو "الماس الكهربائي".
لم يختلف الأمر كثيرًا في حوادث المزلقانات،حيث تعرض قطار في منفلوط لحادث، راح ضحيته 50 تلميذا، إضافة إلى حادث قطار أسيوط، الذي راح ضحيته ما يقرب من 40 تلميذا وإصابة آخرين، وسبب الحادث في الواقعتين "عامل المزلقان".
فكرة المتهم الأوحد لم تنته عند هذا الحد، وأصبح كل تفجير يحدث أو أي حادث، تتوجه أصابع الاتهام مباشرة إلى "الإخوان"، حتى بات الأمر مصدر سخرية لدى المواطن.
"الإهمال".. متهم جديد ظهر في الأفق مؤخرًا، فمنذ يومين غرقت مركب كان على متنها بعض الأشخاص الذين خرجوا للتنزه في رحلة نيلية، وانتهت الرحلة بمصرع 40 شخصًا، وخرجت الحكومة علينا قائلة إن المتسبب في الحادث "الإهمال".
مع الوقت، يكون المتهم الرئيسي في كل حريق هو "الماس الكهربائي"، والمتهم في كل حادث اصطدام قطار هو "عامل المزلقان"، بينما المتهم باصطدام اتوبيس بأخر هو "السائق"، كما أصبح المسؤول عن عمليات الاغتيال هو "الملثم"، بينما المتهم في الهجوم على أي مظاهرة اتهمته الحكومة بأنه "الطرف الثالث" الذي لم يعرفه أحد حتى الآن، وبعد عدة عمليات إرهابية لتفجير منشأت حيوية، أصبح المتهم في كل عمل إرهابي "الإخوان".