بروفايل: سماء البحيرى.. نبوءة الجد
كان الجد فنانا ومدرسا للفن، بينما كانت الطفلة فى مراحل تعليمها الأولى، تهوى الرسم أثناء الفصول الدراسية وبينها، كانت تؤكد أن استيعابها يزداد مع ممارستها الرسم، يومها رأى الجد أول ما خطت به الفتاة بيديها الصغيرتين فى دفاترها المدرسية، قال لأبويها: «البنت دى فنانة والعرق يمد لسابع جد»، يومها كانت كلماته إيذاناً بالاهتمام بها، والالتفات إلى كونها مشروعاً فنياً قد يولد من رحم موهبة فى مراحل التكوين، إذا تهيأت الظروف.
اسمها سماء البحيرى، وفبراير 1980 هو عام مولدها، بدأت صاحبة الأعوام الـ32 عاماً ممارسة الفن، منذ أن تخرجت فى كلية الفنون الجميلة عام 2001، لكن ثمة عقبات واجهتها، فتغلبت عليها بإنتاج عدة لوحات تجارية، حيث يعود الأمر إلى طلب إحدى صديقاتها حاملة لوحاتها التى تنوى بيعها، كان اليوم معرضاً للأثاث والديكور يحمل اسم «لاكازا».
على الرغم من تأثر سماء البحيرى بأعمال الفنانين العالميين، «فان جوخ» و«سلفادور دالى»، فإنها لا تسير على خطاهما، ولا تنتمى لمدرستيهما الفنيتين، حيث بدأت بالأسلوب الوحشى فى بداية مشوارها، وانتقلت إلى الرمزية والتجريدية، ثم التعبيرية والرمزية والتأثيرية.
ترى أن الفنان لا يحترف، حيث زعمه بأنه قد وصل مرحلة الاحتراف، حيث الاحتراف يكمن فى استمرارية الفنان، وتكمن رسالتها فى إبداع الواقع، والتعبير عنه بكل طلاقة، للوصول إلى نتاج خالد، يزخر بالأحاسيس، بمقدوره الوصول لمختلف الأشخاص، فى كل مكان وفى كل العصور، حيث يتعلم منها الإنسان قيم الارتقاء الخالدة، وضربت المثل، بأعمال «فان جوخ»، واصفة إياها بأنها رسالة صبر وانتصار على الواقع المشئوم، حيث إنه أحب الشمس رغم أشعتها الحارقة التى ترصدته أثناء عمله فى المناجم، فاستطاع أن يتصالح معها، بل التعبير عنها فى لوحته الشهيرة «عباد الشمس»، حيث اعتبر نفسه مثل وردة عباد الشمس التى يلاحقها حتى المغيب، وتصف البحيرى الفن بأنه وثيقة الحب والسلام والحرية.
تحمل فلسفة فنية خاصة، ورؤية صاغتها بنفسها، وعملت على ظهور تلك الرؤية من خلال أعمالها، فهى ترى أن الفن هو الهواء الروحى الذى يجب على الإنسان تنفسه، سواء كان فناناً يقدم فنوناً، أو شخصاً يتذوق تلك الفنون.
واللوحة عند البحيرى هى نتاج رحلة تأمل عميق لكل شىء، ونتاج تواصل الإنسان مع عالمه غير المرئى، ليكتشف أفكاره الخفية، وإحساسه الحقيقى، وتفاصيله المختلفة، كما ترفض أن يكون الفن هروباً من الواقع كما يراه فنانون آخرون، وإنما فى رأيها أن الفنان هو أكثر الناس واقعية، يلجأ للتعبير عن واقعه المعاش من خلال الرسم والتشكيل، ليفرغ طاقته، مما يجعله إنسانا ناضجا، ومحبا للحياة.
شاركت البحيرى التى أنتجت قرابة العشرين لوحة، فى معارض كثيرة بلغت حولى 8 معارض، تنوعت أماكنها بين دار الأوبرا المصرية، وملتقى «الأوج» للثقافة والفنون بالكويت، ومسرح الهناجر للفنون، وأتيليه القاهرة، وقد شاركت فى تلك المعارض على مدار الأعوام العشرة الأخيرة، حيث كان أول معرض شاركت فيه فى عام 2001، ومن أهم لوحاتها: «قديسة» و«قمرية» و«ديفيليه».