تصاعد غضب أهالى "ضحايا الوراق" بسبب بطء عمليات انتشال الجثث
بوجوه شاحبة، جلس أهالى الضحايا، أمام كورنيش الوراق الجديد، فى انتظار ظهور جثمان «محمد»، 7 سنوات، الذى لا يزال غارقاً، بعد أن دفنوا أخاه الطفل الصغير الذى لم يتجاوز الرابعة من عمره، عربى عثمان، الذى لا يزال جسد ابنه غارقاً فى النيل لليوم الخامس، توقف عن صراخه المستمر، ولجأ إلى الصمت التام.
وتقول «عبير»، السيدة الأربعينية، خالة الطفل المفقود: «لو اللى غرق ابن حد من المسئولين، هيسيبه 5 أيام فى الميَّه، مجهودات البحث مش كفاية»، وتكمل «عبير» أن كل طموحهم أن يجدوا جسد الطفل الغارق، ليدفنوه بأيديهم، وترتاح قلوبهم، وأقل ما يمكن أن تقوم به الدولة أن تزيد من مجهوداتها للبحث عن الغرقى المفقودين، وشباب العائلة يتحركون بأنفسهم، ويقطعون الحشائش النيلية، ربما يجدون جسد الطفل معلقاً بها. ويقول «إبراهيم»، عم الطفل، إنه لم يغادر موقعه منذ 5 أيام متتالية، على أمل الوصول لجثمانه، وإن المجهود الأكبر فى البحث وانتشال الجثث قام به الصيادون بمراكبهم الخاصة، واستخدموا معرفتهم لاتجاه تيار النيل، وتوجهوا شمالاً، بينما لا تزال تطوف مراكب المسطحات المائية فى خطوط دائرية بجوار موقع الحادث، وتوقف الغواصون عن أداء عملهم، وأكمل أن قلوب الناس لن ترتاح إلا بعد أن يدفنوا ذويهم. أما ابتهال مصطفى، خالة الطفل، فقالت فى لهجة شديدة الغضب، إنه بعد تجمع أهالى الضحايا، أمس، أمام قسم الوراق، مطالبين الشرطة بتحريك عدد أكبر من الغواصين، للبحث عن ذويهم، تعرضوا لمعاملة شديدة العنف من أفراد يرتدون ملابس مدنية، ولم يحمهم قسم الشرطة، وبعد سماعهم دوى طلقات الرصاص، تفرقوا وابتعدوا عن القسم.
وعاد أهالى المفقودة «مروة»، السيدة العشرينية، حامل فى شهرها الثامن، من دفن 5 أفراد من أسرتهم، صباح أمس، وكانوا قد دفنوا 4 أفراد من أسرتهم فى وقت سابق، ليرتفع عدد موتاهم فى الحادث الأليم إلى 10 ضحايا، ورفض الأهالى الحديث إلى وسائل الإعلام، بينما يترقبون حركة مركبات المسطحات المائية. ووُجد النقيب مجدى حازم، المسئول عن الإنقاذ النهرى، لتهدئة الأهالى، وأوضح أنه تم تبليغ عدد كبير من المحافظات لمشاركتهم البحث، فربما تكون جثث الضحايا تحركت إلى أماكن بعيدة بفعل التيار، وربما لا تزال موجودة فى القاع، بسبب التعلق بالنباتات النيلية.