بالصور| أشهر المهن التي اختفت من مصر
لكل عصر من عصورنا مهنته وثقافته الخاصة به، والتي مع انتهاء هذا العصر، ومع التطور العلمي والتكنولوجي الهائل، تختفي بعضها ويظهر البعض الآخر، فتصبح المهن التي اختفت من تراثا خاصا بنا، نتحاكى ونفتخر بها أمام الأجيال الجديدة التي لم تعاصرها.
ومن أشهر المهن التي اختفت ولم نعد نسمع عنها إلا في الحكايات والأفلام القديمة ما يلي:
1-البيانولا (بائع السعادة)
ذلك الصندوق الخشبي المرسوم عليه شخصيات كرتونيه ويشبه الدولاب الصغير، يوجد علي جانبه الأيمن "منافيلا" وهي أداة لتدوير الصور داخل الصندوق، وعلى الجانب الأيسر توجد عصا لتشغيل الموسيقى، يدور حامل البيانولا في القرى والمدن وينادى "اتفرج يا سلام" فيلتف حوله الأطفال ويجتمعون لكي يستمعوا إلى قصصه، فالبيانولا (صندوق الدنيا) توجد بداخلها مجموعة من الصور تدور بشكل متتابع وتحكي قصصا وحكايات من قديم الزمان والأبطال، فكان الطفل يضع رأسه في فتحة ذلك الصندوق ويغطي رأسه بستارة سوداء ويرى الصور ويسمع تعليق ما يحكيه بائع السعادة من شرح للصور، كانت البيانولا بالنسبة للأطفال والكبار أيضا عالم آخر مختلف مليئ بالمغامرات والمعلومات والشخصيات المدهشة.
وتغنى المبدع صلاح جاهين في أشعاره بالبيانولا فقال:
بيانولا وألابندا وحركات
اطلعي بقى يا نصاص يا فرنكات
أنا عازمك يا حبيبي لما ألاقيك
على فسحة في جميع الطرقات
نتنطط نتعفرت نترقص كدهوه
كدهوه كدهوه كدهوه
2- السقا
من اشهر المهن وأهمها في مصر، فالسقا هو العامل المسؤول عن توصيل المياه إلى المنازل والمساجد يوميا، فكان السقا يحمل قربة مصنوعة من الجلد ينقل من خلالها الماء إلى أماكنها، وفي بعض الأحيان كان يضع الماء في أوعية وبراميل كبيرة، وينقل بواسطتها الماء إلى المنازل، ومع إنشاء "شركة المياه" عام 1865 بدأت مهنة السقا في الاندثار حتى اختفت تماما مع وصول وتغطيه شركة المياه لجميع المنازل.
3 - القرداتي
من أوائل المهن التي انقرضت في مصر، فقد كان القرداتي يجوب شوارع المحروسة حتى يلتف حوله عدد من الناس فيقوم بالتطبيل على الدف لكي يساعد القرد الخاص به بالقيام ببعض الحركات البهلوانية، وكان من ضمنها "عجين الفلاحة"، و"نوم العازب" وأيضا قام القرداتي بتعليم قرده بعض الحركات مثل: إلقاء التحية، العزف علي الناي والعود.
4 - الأراجوز
من أشهر المهن الشعبية التي تعتمد على الحكي الجيد، فقد كانت وسيلة للتعبير عن مشاكل المصريين، وكانت وسيلة للتسلية للكبار قبل الصغار، ومحرك الاراجوز يغير صوته، حيث يضع في فمه أداة يطلق عليها البعض "زمارة الأراجوز"، ويسميها أصحاب المهنة بـ"الأمانة"، يضعها فوق اللسان وتحديدا في منتصف الحلق فيخرج منها صوت الأراجوز، ويختبئ وراء لوح من الخشب به مستطيل مفتوح لتحريك عرائسه.
ومن أشهر محركي الأراجوز في مصر الفنان "محمود شكوكو"، ويواجه فن ومهنة الأراجوز حاليا مخاطر الاختفاء، بعد طغيان دور السينما والتليفزيون.
5- مبيض النحاس
كانت المهنة الأعلى أجرا، فكان "مبيض النحاس" يعلن قدومه إلى إحدى القرى حتى تأتيه نساء القرية بأوعيتهن "المجنزرة" (أي التي أخضر لون النحاس فيها)، فيضعها على النار ليتمكن من طليها بالقصدير والنشادر، ويضع الخيش ويقوم بفركه برجله والدوران داخل الإناء، ويقوم بالغناء حتى يصبح لونها أبيض، وهذا سبب تسمية هذه المهنة بـ"مبيض النحاس"، واندثرت هذه المهنة مع انتشار الأواني الألومنيوم والخزفية التي حلت مكان الأواني النحاسية.