فكر أهالى المرج فى حل لمشكلة القمامة.. فقلبوا الصناديق على وشها
تطلب ابنته بعض الحلوى فى وقت متأخر، فلا يتردد فى النزول ليلاً، باحثاً عن الحلوى، ومصطحباً فى يده «كيس قمامة»، طريق طويل قطعه دون أن يجد صندوقاً يكون مستقراً للكيس الأسود الذى يحمله، مضطراً إلى تركه فى النهاية إلى جوار أحد الجدران، كى لا يعود به إلى منزله، معاناة «محمد فتحى»، لا تختلف عن غيره من سكان شارع محمد نجيب بالمرج، فصناديق القمامة تختفى بصورة دورية كلما أحضر الحى صناديق جديدة، لتتراكم أكوام القمامة وتنتشر الملوثات والروائح الكريهة. «نربط الصناديق بسلاسل، ولّا نلحمها بحديد فى الأرض، ولّا نعمل إيه؟»، تساؤل طرحه الرجل الثلاثينى، بعد غضبه من ظاهرة سرقة الصناديق التى انتشرت فى عدة أحياء بالقاهرة، منها المرج: «ما أقدرش أقول الحى مش شغال، بس هو مش ملاحق، والصندوق اللى بيجى جديد بيتسرق بعدها بكام يوم»، غضب من سرقة الصناديق، يصاحبه غضب آخر من بعض الأهالى الذين وصفهم «محمد» بأنهم غير متعاونين، ويسهمون فى زيادة التلوث: «ليه نستغرب من ارتفاع نسب الأمراض وتعدّدها بين المصريين، إحنا عايشين وسط الزبالة».
أزمة سرقة الصناديق لم تتسبب فى انتشار تلال القمامة فحسب، لكنها تسببت كذلك فى تلوث الهواء وإصابة البعض بالاختناق نتيجة لجوء بعض الأهالى لحرقها، حسب «محسن عبدالواحد»، أحد السكان: «بقى فيه سحابة سوداء منتشرة فى المنطقة طول النهار والليل، والناس خاصة الأطفال وكبار السن يصابون بأمراض صدرية»، مضيفاً أن شارع محمد نجيب يعانى من مخلفات البناء، والسيارات الخردة والقديمة، إلى جانب القمامة التى تأتى من المناطق المحيطة: «العربجية بيرموا الزبالة بتاعة عزبة النخل وعين شمس والمطرية، وبتتجمع عندنا فى عز الليل».
الضرر الأكبر هو إهدار المال العام، حسب المهندس إبراهيم الخولى، نائب أحياء المنطقة الشمالية بالقاهرة، مشيراً إلى أن مسئولى حى المرج يقومون بدورهم، والعمال يرفعون القمامة بصفة يومية، لكن هناك أعمال سرقة تتم بصفة مستمرة، إضافة إلى مشكلة سلوك بعض المواطنين: «علشان نقضى على مشكلة القمامة، محتاجين تعاون بين الأهالى والأجهزة الحكومية المختلفة، لأن الأزمة لها بعد اقتصادى وأمنى وسلوكى، وبنعمل زيارات ميدانية طول الوقت وننظر فى جميع شكاوى السكان»، الأمر نفسه أكده الدكتور أحمد عواد، رئيس حى المرج، مضيفاً أن الباعة الجائلين الذين احتلوا الكثير من الأرصفة، يتسببون فى جزء كبير من الأزمة، لذلك سيتم تنظيم حملات إزالة مكثفة خلال الفترة المقبلة.