شارك فى 50 "مشروع وطنى" ونفسه يحضر حفل افتتاح "القناة": ده حلم حياتى
بين الإحساس بالفرحة العارمة لإتمام مشروع قناة السويس الجديدة، والشعور بالحزن الدفين لعدم المشاركة بساعده فى المشروع العملاق، يعيش المواطن «عبدالستار محمد حامد» بقلبين فى جوفه، منذ أن بدأ العد التنازلى لافتتاح القناة الجديدة، فبصماته على معظم المشروعات القومية العملاقة تجعل نظرته للقناة مختلفة عن جموع الشعب المصرى.
«عبدالستار» تخطى الـ78 عاماً، لكن قلبه لا يزال شاباً، ويديه لم تتركا أدوات اللحام إلا منذ عامين، بإتمام آخر مشروع عملاق فى حياته، حيث أنجز عمليات اللحام الخاصة بالغاز الطبيعى لمحطة كهرباء بنها، وبهذا يكون شارك فى أكثر من 50 مشروعاً، منذ أن كان «فنى لحام» فى مقتبل العمر وإلى أن أصبح مشرفاً على العمال.
لحامات التكييف المركزى لمترو الأنفاق، لحامات أنابيب الغاز الطبيعى لميناء السخنة، لحامات محطات كهرباء السويس والكريمات والعامرية.. إلخ، هى بعض أعمال «عبدالستار» التى لا تقل معزة فى قلبه عن أبنائه الأربعة، الذين وصلوا إلى مراكز محترمة بفضل مهنة والدهم الشريفة.
عشق «عبدالستار» لوطنه لم يكن دافعاً له للمشاركة فى المشروعات الوطنية فقط، إنما للوجود أيضاً فى كافة الفعاليات السياسية منذ اندلاع ثورة يناير وحتى الآن، يقول: «اعتصمت فى ميدان التحرير أيام ثورة يناير، وشاركت فى 30 يونيو، واحتفلت مع المصريين بالتفويض»، كما لم تنقطع صلته بالوطن طوال الـ15 سنة التى قضاها فى دولة الكويت.
فور عودة «عبدالستار» إلى أرض الوطن، وانتهاء مشواره فى الخارج، عانى مثل ملايين غيره من أحوال العاملين بالخارج، ما دفعه لشن حملة موسعة لإقرار معاش للعاملين بالخارج: «تواصلت مع الصحفى الكبير فى جريدة أخبار اليوم وجيه أبوذكرى، الذى تحمس للقضية، وشن حملة استمرت 6 أشهر، حتى تم إقرار القانون خلال عهد مبارك»، كما يسعى حالياً لإقرار تأمين صحى للعاملين بالخارج أيضاً، وقام بتوصيل صوته إلى مجلس الوزراء.
أمنية وحيدة تظل تلح على المواطن السبعينى، وتطارده حتى فى أحلامه، أن يحضر حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، يقول مناشداً الرئيس عبدالفتاح السيسى: «ماقدرتش أشارك فى الحفر وأساهم بخبرتى، يا ريت أشارك فى الافتتاح، وأشوف أول سفينة تعبر القناة الجديدة.. ده حلم حياتى قبل ما أموت».