تحريات غرق "مركب الوراق": "الظلام" وراء ارتفاع عدد الضحايا
8 دقائق، كانت كافية، لاختفاء المركب، فى النيل، بمنطقة الوراق، مساء أمس الأول، بعد اصطدامه، بصندل محمل بالبضائع، ما أسفر عن غرق 18 شخصاً، وإصابة 6 آخرين، فيما استمرت رحلة البحث عن الضحايا أكثر من 18 ساعة.
وأفادت تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية والقضائية، أنه أثناء سير صندل يحمل بضائع تابع لإحدى شركات النقل النهرى، فى منطقة الوراق، فوجئ بمركب نيلى، يسير فى اتجاهه، ولم يتمكن سائق الصندل من تفادى المركب النيلى، رغم إرساله إشارات ضوئية لقائد المركب النيلى، وظل ينادى عليه إلا أن قائد المركب النيلى، لم يسمعه بسبب أصوات الأغانى التى كانت فى المركب، واصطدام به، ما أدى إلى غرق المركب.
وأضافت التحريات التى جرت بمعرفة اللواء طارق نصر مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، والعميدين محمود خليل، رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة، ومحيى سلامة، مفتش المباحث، والمقدم محمد أبوالقاسم، رئيس المباحث، إن المركب كان يقل ما يقرب من 35 إلى 45 شخصاً، استقلوا المركب للتنزه، وأن واقعة التصادم حدثت عقب تحرك المركب من مكان ركنه، بـ250 متراً فى النيل، وأن عدم وجود إضاءة كافية، تسببت فى ارتفاع أعداد الضحايا.
وصرح مسئول بمركز الإعلام الأمنى، بأن قوات الإنقاذ النهرى، تواصل جهود البحث عن باقى ضحايا المركب النيلى الذى تعرض لحادث اصطدام بأحد الصنادل، وأن الأجهزة المختصة، وفرق الإنقاذ توسع نطاق البحث على مسافات متباعدة حيث عثر على جثمان أحد الضحايا فى منطقة بعيدة عن منطقة الاصطدام.
وشرحت التحريات تفاصيل الواقعة، وجاءت أنه فى تمام الساعة التاسعة والربع من مساء أمس الأول، أثناء سير صندل فى النيل محمل بالبضائع، متجه إلى منطقة إمبابة، فوجئ قائده بمركب نيلى يقترب منه، وحاول قائد الصندل تفادى المركب النيلى ولكنه لم يتمكن، ما أدى إلى اصطدامهما، وأسفر عن تحطيم المركب وغرقه بالكامل.
وأضافت التحريات التى جرت بمعرفة اللواء جرير مصطفى مدير المباحث الجنائية، أنه عقب حدوث الواقعة، دفع بالعديد من قوات الحماية المدنية وفرق الإنقاذ النهرى، تحت قيادة اللواء إيهاب عبدالرحمن مساعد أول وزير الداخلية لشرطة المسطحات، وانطلقت القوات إلى مكان الواقعة بكورنيش الوراق، وبالتحديد أمام حديقة النيل، وبدأت القوات فى عمليات انتشال الجثث والمصابين، وتمكنت القوات من انتشال 5 جثث بعد نصف ساعة من وصولهم، واستمرت القوات فى رحلة البحث عن الضحايا، حتى تمكنت من انتشال 16 غريقاً، و6 مصابين.
وأوضحت تحريات المباحث التى جرت بمعرفة العميد محمود خليل رئيس المباحث الجنائية لقطاع شمال الجيزة، والعميد محيى سلامة مفتش المباحث، أن من بين الضحايا كلاً من محمد تامر أحمد 4 سنوات، وإياد سعيد زينهم 23 سنة، وأحمد كمال كامل 11 سنة، وعبير حسن عبدالمجيد 34 سنة، وفاطمة محمود حسن 4 سنوات، ومحمد مصطفى عبدالسميع 3 سنوات، وفاطمة محمود حسن 4 سنوات، وعبير سمير حسن 16 سنة، وعبير عبدالحميد محمد 34 سنة، ومنة مصطفى حلمى سعد، عامان، وإيمان سعيد زينهم 23 سنة، ومنار عبدالسميع عبدالسميع 23 سنة، ورحمة كمال كامل 11 سنة، ومحمد تامر محمد عاماً ونصف العام.
وقالت التحريات التى جرت بمعرفة اللواء طارق نصر مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، إنه عقب الحادثة تجمع عدد من أهالى منطقة الوراق، فى مكان الواقعة، للاطمئنان على ذويهم، والبحث مع القوات عن المفقودين من أهالى المنطقة، وأدى تجمع الأهالى إلى حدوث شلل مرورى فى المنطقة، وتمكنت القوات من ضبط المتهم قائد الصندل ومساعديه، وحرر محضر بالواقعة وأحيلوا للنيابة التى تباشر التحقيقات، وشكل فريق من نيابة الوراق ضم كلاً من حسن أبوسالمة وعمرو البناء وكيلى النيابة، تحت إشراف المستشار خالد عبدالحميد، رئيس نيابة الوراق، لمباشرة التحقيقات فى الواقعة، ونقل المصابين إلى مستشفيى معهد ناصر وإمبابة المركزى، لتلقى الإسعافات الأولية لهم.
وكشفت التحريات والتحقيقات أن المتوفين لم يظهر عليهم أى علامات وإصابات خارجية، وأن الوفاة وقعت نتيجة الغرق فقط، وأن معظم المتوفين أطفال، وأن ركاب المركب كانت تربطهم علاقات أسرية، وكشفت التحريات أيضاً عن أن مالك المركب متخصص فى تنظيم رحلات نيلية فى المنطقة مقابل 5 جنيهات للفرد الواحد، وأن المركب به ما يقرب من 35 إلى 45 شخصاً، تبين أن أغلبهم من السيدات والأطفال، وأن المركب النيلى مخالف ولا يحمل تراخيص، وأن الصندل المتسبب فى الحادث يحمل جميع أوراقه والتراخيص الخاصة به.
وتبين من تحريات المقدم محمد أبوالقاسم، رئيس مباحث الوراق، أن الأهالى سمعوا صراخ الأطفال والسيدات وهرعوا إلى إنقاذهم من الموت، وإن عدم وجود إضاءة كافية، لم تمكن الأهالى والإنقاذ النهرى من سرعة عملية انتشال الضحايا وأسفر عن ارتفاع عدد من الوفيات فى تلك الواقعة. وقال مصدر أمنى، إن رحلة البحث عن المفقودين ستستمر يومين أو 3 أيام لحين التأكد من عدم وجود أى مفقودين فى الواقعة.