د. نبيل دعبس: بعض الوزراء والمحافظين غير جديرين بمناصبهم
حدد الدكتور نبيل دعبس، رئيس حزب مصر الحديثة، 4 محاور مهمة للقضاء على الإرهاب فى سيناء، وأشار فى حواره لـ«الوطن» إلى أنه يفضل عدم التسرع فى إجراء الانتخابات البرلمانية قبل التوافق بين الأحزاب ودراسة القوانين الخاصة بها جيداً لتلافى الأخطاء السابقة. ونفى «دعبس» نيته خوض الانتخابات المقبلة أو العودة مجدداً لتحالف الجبهة المصرية، مؤكداً أن القرار لا رجعة فيه وأنه يراهن على شباب الحزب فى المعترك البرلمانى المقبل، وشدد على استعداد حزب «مصر الحديثة» للمنافسة على مقاعد مجلس النواب فى مختلف المحافظات من خلال ما يزيد على 170 مقراً للحزب على مستوى الجمهورية.[FirstQuote]
■ كيف يمكننا القضاء على الإرهاب فى سيناء؟
- القضاء على الإرهاب فى سيناء يتطلب عدة محاور، الأول «أمنى»، يتمثل فى ضرورة إعلان سيناء منطقة حرب، وهذا ما طالبت به مراراً وتكراراً خلال الشهور الماضية، ويبدو أن الدولة فى اتجاهها للقيام بذلك، ما وضح جلياً من خلال توحيد القيادة فى سيناء تحت قيادة الفريق أسامة عسكر فضلاً عن شن القوات مؤخراً هجمات متتالية وإعلان الحرب على الجماعات الإرهابية باستخدام أحدث الأسلحة والطائرات ورفع حالة الاستعداد إلى الحالة (ج) رداً على الأحداث الأخيرة التى راح ضحيتها 17 ضابطاً وجندياً وإصابة 13 آخرين من أبنائنا الأبرار. المحور الثانى «تنموى»، حيث إن سيناء ظلت لعقود عدة مهملة، وكان التعامل مع أبنائها بطريقة مهينة، والنتيجة ما نحن عليه الآن: أراضٍ هائلة ومساحات شاسعة لكنها غير مأهولة بالسكان، لذلك يجب على الدولة بمشاركة القطاع الخاص تلافى أخطاء وسلبيات الماضى وتأهيل سيناء بالسكان عبر إقامة عدد من المشروعات العملاقة بهذه المناطق، خاصة المشروعات الزراعية وبناء الجامعات وغيرها لجذب الطلاب، فالإرهاب لا يتخذ من المناطق المأهولة وكراً له، بل يتخذ من الدروب الصحراوية ملجأ له، أما المحور الثالث «دينى»، وهنا يأتى الدور على مؤسسة الأزهر الشريف باعتبارها تمثل الإسلام الوسطى بعيداً عن الغلو والتطرف الذى أصبح يضرب جميع مناحى الحياة فى محافظات مصر عامة، وسيناء خاصة، عبر إقامة القوافل الدعوية والتوطن فى هذه المحافظات الحدودية لتوعية الشباب بحقيقة هذه الجماعات التكفيرية التى لا تمت للإسلام بصلة، وبيان ضلال كل ما يستندون إليه من أدلة وتفنيد مزاعمهم، وبهذه الطريقة تكون ضربت أكثر من عصفور بحجر واحد: منعت شباباً جدداً من الانضمام لهذه الجماعات من جانب وزرعت فيهم النفور تجاههم من جانب آخر.
المحور الرابع «إعلامى»، فالإعلام يقع عليه دور أيضاً فى القضاء على مثل هذه الجماعات التكفيرية وذلك من خلال عدم الترويج لها، فضلاً عن ضرورة عدم نشر أخبار تتعلق بالعمليات العسكرية التى تتم فى سيناء دون الرجوع إلى المصادر المختصة، وعلى الإعلام أن يعى الدرس جيداً من خلال الأخبار الكاذبة التى نشرت مؤخراً حول شهداء الجيش الذين قدرتهم بعض القنوات المغرضة بما يزيد على 60 شهيداً، بجانب الحديث عن أسر عدد من الجنود والاستيلاء على أسلحة ومعدات مهمة تابعة للقوات المسلحة على خلاف الحقيقة.
■ لو انتقلنا إلى عملية إجراء انتخابات مجلس النواب وتأجيلها أكثر من مرة والجدل الدائر حول القوانين المنظمة لها.. كيف ترى هذا الأمر؟
- أنا من مؤيدى تأجيل الانتخابات ما دام إجراؤها سيتم بصورة غير سليمة قد يؤدى إلى بطلانها فيما بعد على غرار ما حدث أيام حكم الإخوان وما أعقب ذلك من إعلان دستورى كان أحد الأسباب الرئيسية فى الثورة على مرسى، لكن على الجانب الآخر فإن الدولة والقائمين عليها يواجهون معضلة كبرى فيما يتعلق بصورة مصر فى الخارج وظهور الدولة وكأنها عاجزة عن إتمام الخطوة الثالثة والأخيرة من المرحلة الانتقالية وفشلها فى إصدار تشريع دستورى يتم من خلاله إجراء الانتخابات وإصدار التشريعات اللازمة بدلاً من إصدارها والتصديق عليها من شخص رئيس الجمهورية وهو ما يعد أمراً غير مقبول فى ظل حالة الديمقراطية التى نتمتع بها.[SecondQuote]
■ لكن هناك اتهاماً موجهاً دائماً للأحزاب بأنها «ضعيفة وكرتونية» ووجودها مثل عدمه؟
- عند تقييم الأحزاب لا بد أن ننظر إلى الظروف التى وجدت فيها، وإلى المجتمع ككل، فأنا أشبه الأحزاب بالثورة، والسؤال هنا: هل حققت الثورة الأهداف المرجوة منها؟ بالطبع لا، لأنها ما زالت فى مرحلة مخاض وفى حاجة إلى بعض السنوات حتى تستقر الأمور وتحقق أهدافها وبالتالى ما تعانى منه الأحزاب حالياً يرجع إلى 3 عقود مضت عندما كانت مصر هى الرجل الأوحد والحزب الأوحد وما عدا ذلك مجرد ديكور، ولذلك فالأحزاب حالياً ما زالت فى مرحلة الإنشاء والتكوين، كما أن العوامل الاقتصادية كانت سبباً فى عزوف الكثيرين عنها وعدم التفكير فى الحياة السياسية برمتها، وهذا أمر طبيعى، فالغذاء قبل كل شىء، ومن المعروف أن الفئة العظمى من الشعب المصرى تواجه أزمة اقتصادية طاحنة.
■ ماذا عن حزب مصر الحديثة؟
- نحن لدينا أكثر من 170 مقراً فى مختلف محافظات الجمهورية ونسعى لخلق كيان قوى قادر على المنافسة بقوة خلال انتخابات مجلس النواب المقبلة، كما أن الحزب كان له دور مشرف من خلال وجود عدد من الأعضاء قبل حل المجلس، ما يعنى أننا نسير على الطريق الصحيح، وبجانب سعينا لإثراء الحياة السياسية والبرلمانية نقدم العديد من الخدمات ونشارك فى تطوير الأحياء والمناطق العشوائية ومد يد العون للأسرة الفقيرة فى إطار الدور الاجتماعى للحزب والمسئولية التى تقع على عاتقه لتنمية المجتمع والقضاء على المشكلات التى تواجهه من بطالة وغيرها.
■ ما حقيقة الخلاف مع تحالف الجبهة المصرية؟
- لا يوجد أى خلاف مع أعضاء الجبهة المصرية كما يشيع البعض، وحقيقة الأمر أن رغبة أعضاء الحزب المتزايدة فى الترشح ضمن قوائم الجبهة فى الانتخابات البرلمانية مع عدم إمكانية الدفع بهم جميعاً داخل القوائم، أدى إلى اتخاذ الحزب قراره بالاعتذار عن عدم الاستمرار ضمن تحالف الجبهة الوطنية لعدم قدرة تلبية طلباتهم جميعاً بالترشح ضمن قوائمها ولذلك فالانفصال عن الائتلاف لم يكن لخلافات، بل جاء لزيادة عدد مرشحى «مصر الحديثة» فى الانتخابات.[ThirdQuote]
■ هل تعتزم خوض الانتخابات المقبلة؟
- الكثير من أعضاء الحزب وخارجه طلبوا منى خوض السباق، لكنى رفضت ذلك نهائياً وفضلت منح الفرصة لجيل الشباب ولذلك فالحزب سيراهن على مرشحيه الشباب فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، والذين سيصل عددهم إلى 80 مرشحاً شاباً بجانب 40 آخرين ممن تخطى عمرهم 40 عاماً.
■ هناك اتصالات تمت مؤخراً للعودة مجدداً إلى تحالف الجبهة المصرية؟
- هذا الكلام صحيح لكن قرار الانسحاب صدر بعد دراسة واستطلاع قيادات وقواعد الحزب فى كل المحافظات ولا رجعة فيه، وأوجه كل الشكر لأعضاء التحالف على ثقتهم الغالية وأتمنى لهم التوفيق فى المرحلة المقبلة بما يخدم عامة الشعب المصرى.
■ كيف ترى أداء الرئيس السيسى بعد مرور عام على حكمه؟
- كل شخص له ماله وعليه ما عليه، والرئيس السيسى وضع كفنه وكفن أسرته على يديه عندما قبل خوض الانتخابات الرئاسية وهذا أمر يحسب له، ومنذ توليه دفة الحكم وهناك الكثير من الأزمات التى تواجهه على رأسها عدم الاستقرار والإرهاب، وموقف بعض الدول الخارجية المعادية لمصر، لكنه استطاع التغلب على معظم الصعوبات التى واجهته ونزع اعترافاً دولياً بأحقية وجوده بجانب حل الكثير من الأزمات الاقتصادية وطرح العديد من المشروعات العملاقة وعلى رأسها قناة السويس، ولكن هذه المشروعات لن يشعر بها المواطن العادى إلا بعد مرور عدة سنوات، ولكن ما زالت الحكومة التى تتولى إدارة البلاد لم تقم بواجبها وهناك بعض الوزراء والمحافظين من أصحاب الأيادى المرتعشة غير جديرين بمناصبهم وفى حاجة إلى الإطاحة بهم ومنح الفرصة لمن هم أحق منهم.