خبير فى الشئون التركية: الهجمات ستتكرر نتيجة سياسات "أردوغان"
قال الخبير فى الشئون التركية محمد عبدالقادر خليل، فى حوار لـ«الوطن»، إن هجوم «سوروتش» المتهم فيه «داعش» هو نتاج طبيعى لسياسات حزب «العدالة والتنمية» والرئيس التركى رجب طيب أردوغان الداعمة للتنظيمات الإرهابية وخاصة «داعش».
وأكد أن تلك العمليات ستتكرر كثيراً فى تركيا. وأضاف الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن «أردوغان دعم داعش فى مواجهة الأكراد، وكأنه يريد أن يقول لهم إنه لا سلام إلا فى وجود العدالة والتنمية».
■ فى البداية، كيف تقرأ هجوم «سوروتش» وتورط «داعش» المحتمل فيه؟
- هذه ليست الحادثة الأولى ضد الأكراد فى تركيا، وسبقتها عمليات أخرى ضدهم حتى من بين المواطنين الأتراك، وهى نتاج طبيعى لمناخ الاستقطاب الذى يسيطر على العلاقة بين المواطنين الأكراد فى تركيا وغيرهم، نتيجة الاستقطاب الحاد بين الأكراد وحزب «العدالة والتنمية» من جهة، والأكراد وحزب «الحركة القومية» من جهة أخرى.
■ وما تعليقك على خروج مظاهرات تحمّل الحكومة المسئولية وتتهمها بالتعاون مع «داعش» ضد الأكراد؟
- حزب «العدالة والتنمية» من المعروف أن له علاقات مع عديد من التنظيمات الإرهابية من بينها تنظيم «داعش» الإرهابى. والحزب حين كان يتمتع بالأغلبية فى السلطة وكانت لديه كافة الصلاحيات التى تمكنه من تقديم الدعم لتلك التنظيمات الإرهابية ولـ«داعش» خاصة، ومن بينها أنه كان يفتح الحدود التركية أمام «داعش» وغيرها من الجماعات المتطرفة فى سوريا للحصول على الأسلحة وانتقال المقاتلين، لكن لمّا فَقَد أغلبيته بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة ونتيجة الضغوط المختلفة لم يعد بمقدوره فعل ذلك.
■ إلى أى مدى وصل وجود «داعش» على الحدود التركية السورية؟
- البنية التحتية لتنظيم «داعش» فى منطقة الحدود التركية السورية قوية جداً، ويمكن وصفها بـ«الاستراتيجية» بالنسبة للتنظيم، فهى منطقة عمليات لوجيستية، وكما قلت فإن التنظيم يحصل منها على السلاح ويتم نقل المقاتلين، وعلاج الجرحى والمصابين، وتهريب السلع إلى التنظيم. وعليه فأتوقع مزيداً من الهجمات لتنظيم «داعش» داخل تركيا.[FirstQuote]
■ البعض يرى أن العملية هدفها إرهاب الأكراد؟
- تحليل صحيح، فأغلب العمليات الموجهة ضد الأكراد مرتبطة بالصراعات القائمة فى منطقة الحدود، خاصة بين المنظمات الكردية المسلحة التى سيطرت على مساحات واسعة فى منطقة الحدود التى يمكن وصفها بـ«الدويلة الكردية»، وهو ما يرفضه ويخشى منه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، لأن وجود هذه القوات يمكّنها من إقامة دولة كردية مستقبلاً، ولهذا كان هناك الحديث عن الدعم التركى لـ«داعش» فى مواجهة التنظيمات الكردية المسلحة. كما ترتبط الهجمات على الأكراد فى تركيا بالرفض الكردى لسياسات حزب «العدالة والتنمية» تجاه سوريا وتجاه دعم التنظيمات المتطرفة هناك، وبالتالى رفض الأكراد وجود تنظيم «داعش». وانتقادهم موقف الحكومة التركية المتخاذل فى معارك «كوبانى» المدينة الكردية السورية القريبة من الحدود التركية.
■ بعض الأصوات السياسية الكردية قالت إن استهداف الأكراد يأتى كنوع من العقاب على عدم تصويتهم لحزب «العدالة والتنمية».. هل تتفق مع ذلك؟
- الحزب الحاكم تبنى عملية سلام مع الأكراد فى عام 2012 ثم توقفت العملية مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، ثم تحول «أردوغان» إلى سبّ الأكراد والتحريض المباشر ضدهم، مع خوض حزب «الشعوب الديمقراطية» الانتخابات العامة ممثلاً عن الأكراد للمرة الأولى، ونجاحه فى دخول البرلمان، ما حرم حزب «العدالة والتنمية» من الحصول على الأغلبية التى كان يأخذها بصوت الأكراد، وبالتالى تصاعد دور حزب «الشعوب»، إلى جانب تصاعد وجود حزب «العمال» المحظور، ومن ثم وكأن «العدالة والتنمية» يريد أن يقول إنه لا سلام للأكراد إلا فى وجوده، ومن ناحية يريد القضاء على الحركة الكردية التى أفسدت عليه الانتخابات.
■ أين يقف الجيش التركى من هذه الأحداث؟
- الجيش التركى يراقب ما يحدث فى تركيا وينظر بعين الريبة وهو غير راضٍ عن التحركات التى يقوم بها حزب «العدالة والتنمية»، ولو كان الجيش التركى أداة لينة فى يد الحكومة التركية لتورط منذ فترة فى المستنقع السورى، ولكان جزءًا من عملية عسكرية تركية فى سوريا، لكن الجيش التركى يرفض هذه السياسات. وبالتالى فإن هذه السياسات الخاطئة لحزب «العدالة والتنمية» كلما زادت تبعاتها أعطت الجيش مزيداً من الحضور فى المشهد السياسى التركى.