بالصور| شبح الانقراض يخيم على صناعة الصوف والقطن اليدوي
عند التجول في ثنايا منطقة "الغورية" تحضنك بقايا الأماكن الأثرية لترشدك بأن هنا أصل الصناعة المصرية ومنبع الحرف القديمة، على جانبي شارع باب زويلة محال عديدة للصوف والقطن اليدوي تجعلك تحدق النظر إليها متأملاً مهارة الإتقان، فتشعر وكأنك تحيا في عصور ازدهار تلك الحرفة.
محمد كحيل، ابن الـ22 عامًا، ورث تلك المهنة عن والده وأجداده، اتسعت خبراتهم فيها حتى بلغت الـ140 عامًا.
يبدأ العمل بإحضار الخامات من المصانع والتي تشمل الصوف والقطن، يمر الصوف بمراحل عديدة تبدأ بدخوله "المغسلة" أما القطن فيكون بقايا من المصانع، ومن ثم يبدأون العمل به مباشرة، يقول "محمد" إن جميع أعمالهم ذات طراز قديم منها السجاد، براويز بها آيات قرآنية ورسومات لبائع قلل وبائع ذهب "في ناس بتطلب رسومات معينة وألوان معينة ومقاس معين"
ويؤكد أن حركة البيع قلت مباشرة بعد الثورة، حتى ترك الكثير من "الصنايعية" المهنة، لأن أجرهم اليومي لا يتعدى 40 أو 50 جنيهًا، أما حال المهنة الآن ـ حسب قوله:" "المهنة بقت فقيرة وبتنقرض واحدة واحدة خلاص ومبقتش زى الأول".
قبل الثورة كانت تستورد منهم بعض الدول العربية كالإمارات وسوريا وفلسطين وليبيا والسعودية أما الآن فلم يعد يستورد منهم أحد.
تشمل المهنة نوعين أولهم الشعبي وهو أقل ثمناً ومصنوع من القطن، أما استخداماته فتكون لأغراض المنازل مثل الأريكة وغيرها، أما الثاني يسمى "العالي" ومصنوع من الصوف، ويكون أغلى في الثمن والخامة والتصنيع.
يقول محمد إن أصعب المراحل بالنسبه لـ"الصنايعي" هي مرحلة الصبغة حيث يأتيه الصوف باللون البيج والبني، ثم يضع الصورة التي سينقشها على الصوف أمامه ويبدأ تقليدها، وبعد أن ينتهي من عملية النقش، يبدأ في الصبغة مباشرة مع حرصه الشديد على اختيار الألوان التي تجذب المشتري.